«الدستور» تحقق فى اختفاء «البنسلين».. وأطباء: التشخيص الخاطئ السبب

أثارت أزمة اختفاء حُقن البنسلين طويل المفعول من مصر أزمة خلال الفترة الأخيرة، ورغم إعلان وزارة الصحة توفير كميات كبيرة منها، إلاّ أن أطباء رأوا أن كثرة أعداد المرضى والتشخيص الخاطئ، سبب الإقبال الشديد عليها.

قال الدكتور سيد حسن، طبيب بشري بأحد مستشفيات شبرا الخيمة لـ«الدستور» إن نقص حقن البنسلين يعود إلى الإقبال الشديد عليها، مؤكدًا أن هناك شريحة كبيرة من المصريين يستخدمونها بسبب النشاط الروماتيزمي، أو أن سرعة الترسيب لديهم عالية، ويحتاجها المريض مرة كل شهر وهناك مرضى يعيشون عليها منذ 5 سنوات.

وأضاف حسن أن حقنة البنسلين طويل المفعول، تُستخدم لعلاج ميكروب السبحي، وهو الميكروب الذي يتسبب فى حمى روماتيزمية ينتج عنها التهاب صمامات القلب، أو نشاط روماتيزمي ينتج عنه التهاب المفاصل، لافتًا إلى أنه لهذا السبب يستخدمه كثيرًا من المصريين خاصة فى المرحلة العمرية من 5 ـ 40 سنة، أكثرهم من المراهقين.

وأشار الطبيب البشري إلى أن من هم أكبر من 40 عامًا من مصابي مرضى السكر يستخدمون الأنسولين فى علاج حمرة الساق أو الالتهاب الخلوي.

وأكد حسن أن حُقن البنسلين يتم استيرادها من الخارج وهو ما يسبب ندرتها فى السوق المصري، مشيرًا إلى أن عدم حصول المريض على جرعته فى موعدها يؤدي إلى حدوث التهاب المفاصل حال ما إذا كان المريض يُعاني من نشاط روماتيزمي، كما أنه يتعرض لالتهاب فى صمامات القلب إذا كان مصابًا بـ حمى روماتيزمية.

وأعلنت وزارة الصحة، أمس، عن ضخ 198 ألف عبوة بنسلين طويل المدى بالمستشفيات والصيدليات، وأنه سيتم ضخ 100 ألف عبوة الأسبوع المقبل، إضافة إلى التعاقد على مليون عبوة وأن المريض بإمكانه الحصول عليه من خلال الصيدليات الحكومية عن طريق البطاقة أو «الروشتة».

الدكتور مصطفى حامد بيومي، قال لـ"الدستور"، إنه من غير المنطقي أن تكون كل هذه النسبة مصابة بالحمى الروماتيزمية فى مصر، مشيرًا إلى أن السبب قد يكون جهل الأشخاص بطبيعة المرض أو استسهال من الطبيب المُعالج، ويقوم بتشخيص حالته على أنها حمى روماتيزمية.

وأضاف بيومي أنه من الضروري اختيار أطباء موثوق فيهم لمعرفة حقيقة مرضهم: «جزء كبير من المشاكل نفتعلها بإيدينا، والحمى ليست مستوطنة فى مصر لنرى كل هذه الأعداد، فإذا كان لديك 100 شخص يستخدمون هذا العقار، وتم فحصهم طبيًا بطريقة صحيحة، ووجدت أن 50 منهم أصحاء وخضعوا لتشخصيات خاطئة، فستوفر 50 جرعة، ولن يُصبح هناك أزمة حقيقية للعقار، إضافة إلى حماية أصحاء من مخاطر أخذهم لعلاج ليسوا فى حاجة لهم».

أما الدكتور نزيه رمضان، مدرس مساعد بكلية طب القصر العيني، نشر عبر صفحته بموقع «فيسبوك»: «كلنا نعلم أزمة نقص، بل اختفاء، حقن البنسلين طويل المفعول من السوق المصري ورغم أن هذه كارثة طبية بلا شك، إلا أن لها فائدة مهمة، وهي تخليص المرضى من وهم الحمى الروماتيزمية، فإنه للأسف يتم تشخيص الحمى الروماتيزمية فى مصر بمجرد عمل تحليل ASOT والذي يسمونه تحليل الحمى، ويتم إعطاء الطفل على أثره حقن بنسلين طويل المفعول كل 3 أسابيع وهذه جريمة فى حق الأطفال وفى حق مصر كلها.

وتابع «نزيه»: كيف يتم التشخيص بهذا التحليل وحده دون استيفاء شروط التشخيص وهي الخصائص الكبرى كالتهاب وتورم القدم والتهاب أنسجة القلب؟! وهذا قد يؤدي إلى كوارث طبية، ثم أنه يعطي انطباعًا خاطئًا عن مصر بأنها مليئة بمرض الحمى الروماتيزمية، وهذا خلل كبير بلاشك، هذا التساهل _ بل التهاون فى تشخيص مرض الحمى الروماتزمية مصيبة فى حد ذاته، فليت أزمة نقص واختفاء حقن البنسلين طويل المفعول تكون دافعًا لمراجعة السياسات الطبية الخاطئة فى تشخيص هذا المرض.

ونصح «نزيه»: من كان عنده حالة حمى روماتزمية وبالطبع يعاني حتى يجد حقن البنسلين طويل المفعول، أمامك فرصة جيدة لإعادة الكشف والتحاليل من جديد لتتأكد فعلًا من وجود الحمى الروماتزمية من مصدر موثوق، حتى لا تكون رهينًا للحمى الروماتزمية من جهة، وحقن البنسلين من جهة أخرى.

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أعمال تنفيذ وحدات الإسكان الاجتماعي، والكورنيش والممشى السياحي بمدينة العلمين الجديدة. وتتزين المدينة لاستقبال الرئيس عبد الفتاح ...

انتهى حي الدقي من إخلاء العقار الصادر له قرار إزالة بـ 22 بشارع الأرناؤطي المتفرع من شارع سليمان جوهر. ونقل السكان جميع متعلقاتهم ومحتويات شققهم بالكامل، بعد شد العقار بالكامل بالصلبات الحديدية ...