المحتوى الرئيسى

«مؤتمر التحالفات»: التحالفات الإقليمية مطالبة بتطوير استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الأمنية

10/17 22:35

أكد مشاركون في الجلسة الثانية بمؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط الذي يعقد حاليا بالبحرين وحملت جلسته عنوان "التحالفات الإقليمية: دورها في الأمن والتحديات والفرص"، أن التحالفات الإقليمية مطالبة أكثر من أي وقت مضى في انتهاج سياسات عسكرية استراتيجية غير تقليدية لمواجهة التهديدات الإرهابية وكل ما يقوض الأمن والاستقرار.

وقال القائد العام للقوات المسلحة البريطانية الأسبق السير ديفيد تشارلز، نقلا عن وكالة أنباء البحرين (بنا) إن التحالفات الإقليمية يجب أن يكون لها استراتيجية طويلة المدى للقيام بإصلاحات أمنية مفيدة، ضاربا مثل حلف الناتو كأحد أبرز التحالفات العالمية التي أثبتت نجاحها إبان الحرب الباردة.

وبين تشارلز، أن الهدف الأهم لأي تحالف إقليمي هو في كيفية هزيمة أي عدو دون إطلاق أي رصاصة واحدة، مع الحرص على تجنب الصراعات والمخاطرة العسكرية والجمع ما بين الردع والأداء السياسي والاقتصادي.

ويرى تشارلز، أن الاستراتيجية العسكرية بدون تكتيك يمثل طريقا بطيئا للنجاح بالنسبة لأي تحالف أو ائتلاف، ولا بد من توحيد المواقف والمصلحة العامة لابتكار وصفة النجاح، مشيرا إلى أنه يتحتم على الحلفاء تقاسم المصالح والمخاطر والقيم والأولويات، مع التركيز على عنصر الثقة كعامل رئيسي لضمان نجاح أهداف أي تحالف إقليمي ومعالجة الصراعات بحنكة عالية.

وذكر أن أي تحالف إقليمي يجب أن يكون لديه القدرة على ترجمة الأهداف السياسية من خلال استراتيجيات عسكرية تعكس خدمة الأهداف وتوزيع الأدوار بدقة بين جميع الأعضاء من دول وأفراد، موضحا أن التحالف الذي يقدر أهمية البيانات أو المعلومات في زمن الحروب الإلكترونية سيكون له ميزة تفضيلية على الخصوم، مدعومًا بانسجام سياسي اقتصادي وبناء الثقة وروح التضامن والشفافية.

وأكد تشارلز، وجود حاجة ماسة للتحكم في تكلفة الحلف بطريقة ناجحة، وذلك من خلال تقاسم التقدم التكنولوجي وتبني برامج مشتركة وأفضل الممارسات المعلوماتية والأمنية والعسكرية بغية مواجهة التحديات الجيوسياسية ما بعد الحرب وما قبل السلام.

بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الباكستاني الجنرال زبير محمود حياة، التزام باكستان في لعب دور محوري في ضمان سلامة توجهات السلم والأمن في الشرق الأوسط في ظل الظروف الجيوسياسية المتقلبة في المنطقة.

وأضاف حياة، أن "الصراعات الموجودة في المنطقة قد تجلب العنف لنا جميعا، ولا بد من تقوية أواصر التعاون في النواحي الأمنية والسياسية، وقد تسبب تعدد الأعراق والخلفيات الدينية المختلفة في الشرق الأوسط في إثارة صراعات وحالة الاستقرار أحيانا".

ولفت إلى أن الجانب العسكري لوحده لا يكفي ولن يكون الحل الوحيد للصراعات في المنطقة، فلابد من تهيئة مصفوفة توافقية بين الدول الشقيقة والصديقة لتوحيد استراتيجيات الحفاظ على الأمن والسلم للجميع.

ونوه حياة بأن التحديات الإقليمية المتمثلة بتفاقم أزمة اللاجئين وتغيير التركيبة الجغرافية لبعض الدول سيفرض أعباء إضافية على الحكومات وصناع القرار السياسي ممثلة بنشأة جماعات إرهابية غير تقليدية في التطرف على غرار (داعش).

وذكر أن الشراكات الإقليمية بين الدول تمثل حلا جذريا لحل المشكلات الأمنية والجيوسياسية، ومن أجل تقوية روابط التعاون بين الدول لا بد أن يكون هناك مصلحة مشتركة ويجب ترجمتها إلى منافع ملموسة.

وقال المتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العقيد ركن طيار تركي بن صالح المالكي، إنه من الضروري إيجاد نظام إقليمي أمني جديد في المنطقة لمواجهة التحديات الجيوسياسية الماثلة أمامنا.

واستعرض المالكي نظرية مودرسكي التي تؤكد أن العالم يمر في كل قرن بتغير جذري في ميزان القوى منذ العام 1894، لتصبح الولايات المتحدة في الألفية الجديدة القوة العظمى التي تقوم بواجباتها في حفظ الأمن الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والتحول إلى مرحلة "أحادية القطب".

ولفت المالكي إلى أن الصراعات تحدث عادةً مع انتقال القوة، مؤكدا أن العالم يمر بدورة طويلة من انتقال القوة مما يتسبب بنشوب حروب وعدم وجود قوة مهيمنة.

وبين أن انتقال الإرهاب لظاهرة دولية برعاية بعض دول الإرهاب شكل هاجسا أمنيا مع بداية الألفية الجديدة، ضاربا مثل إيران ومساعيها الحثيثة لخلق جيوب إرهابية ودعم جماعات متطرفة لتحقيق مصالحها التوسعية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل