المحتوى الرئيسى

في مؤتمر الإفتاء العالمي.. الإمام الأكبر يقترح إنشاء أقسام متخصصة في الفتوى بكليات الشـريعة.. والمفتي: الفتاوى المضللة سبب تنامي الإرهاب.. والدريان: الأزهر سيظل المرجعية الإسلامية للعالم كله

10/17 20:53

في مؤتمر الإفتاء العالمي: شيخ الأزهر: أصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها لتبدو شاذَّة منكرة مفتي الجمهورية: تصدّر غير العلماء للفتوى أحدث اضطرابا كبيرا وخللا في المجتمعات وزير الأوقاف: انضباط الفتوى يسهم بقوة في سلام العالم كله مفتي لبنان: الأزهر والإفتاء سيظلان المرجعية الإسلامية لجميع دول العالم

انطلق صباح اليوم، مؤتمر دور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت عنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والمستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمشاركة 63 دولة.

حضر المؤتمر أعضاء هيئة كبار العلماء وممثلون من الكنائس المصرية، بالإضافة إلى الوفود المشاركة، وانطلقت فعَاليَات المؤتمر بعرض فيلم قصير عن أنشطة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

نقل الدكتور محمد مطر الكعبى، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بأبو ظبى، تحيات دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، معربا عن شكره وتقديره لدعوته للمشاركة فى مؤتمر الإفتاء العالمى.

وقال الكعبى، فى كلمته بمؤتمر دار الإفتاء العالمى، بعنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، إن مهمة الفتوى ضرورية فى العالم المعاصر لأن العالم يعانى حالة من الفوضى أدت إلى ظهور تنظيمات إرهابية تتخذ من الفتاوى الشاذة ذريعة لتبرير جرائمها، حيث يقومون بنبش الفتاوى الشاذة من بطون الكتب ويعزلونها عن سياقها الدينى ويفتون بها فى غير زمانها ومكانها وينتج عن ذلك تدمير البلاد وإزهاق الأنفس.

وأوضح أن هذه الأمور تؤدى إلى تشويه الصورة الحقيقية للإسلام الذى يدين به مليار ونصف من سكان كوكب الأرض.

وقدم الكعبى توصياته لمؤتمر الإفتاء العالمى لتضمنيها ضمن توصيات المؤتمر فى الختام، وأبرزها الاستفادة من التجربة الإماراتية فى ضبط الفتوى وإصدار تشريعات قانونية لضبط الفتوى فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل.

وطالب بوضع ميثاق فى منظمة التعاون الإسلامي توقع عليه جميع الدول الأعضاء بالعمل على ضبط الفضائيات ومنع غير المختصين من التصدر للفتوى والعمل على تأهيل مفتين يستطيعون استيعاب الواقع وإدراكه، وإنتاج محتوى فكرى وفقهى يبنى مفاهيمه على موروثنا ويراعى فقه العصر وتطورات الحاضر، كما طالب بتحييد الفتوى عن الأمور السياسية وعدم إفساح المجال لضعفاء النفوس من استغلالها لصالح أغراض خاصة.

ومن جانبه قال الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى، إن ضبط الفتوى يحتاج إلى قانون، لما لها من أثر كبير على سلم المجتمعات، مشددًا على أن خطاب الإفتاء، خطاب توعوى يجب أن يبتعد عن العجلة، فالفتوى تختلف من أفراد لمؤسسات ودول.

وأضاف العيسى، أنه يتوجب محاسبة كل مخالف للفتاوى التى اتفق عليها أئمة الدين وكل من جعل العلم غرضا لهواه، فشرع الله لا يستفرغ على الهواء مباشرة بل يجب فحصه ودراسته دراسة متعمقة.

بينما قال الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف اليمنى، إن الخلاف موجود فى الأرض منذ الأنبياء وسيظل حتى تقوم الساعة ولا يتحول إلى عداوة إلا عند المتشددين ومن لديهم قلة فى العلم.

وأضاف عطية، فى كلمته: أن الإسلام أسس لقواعد الإختلاف وأظهر سماحته ومنهجه الوسطى.

وأوضح، أن البعض لا يتوقف عن الإفتاء بدون علم ويظل يصدر الفتاوى المتجرأة على دين الله ويبرر بها العنف والقتل ويتخيلون أنفسهم يأخذون فتواهم من جبريل عليه السلام.

وأوضح، ان القاضى يجوز له ان يجتهد فى أحكامه لكن المفتى مقيد فى النص ويطبقه على واقعه الذى يعيش فيه.

من جهته قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،:" إن دور الإفتاء هى الجهات الوحيدة التى يعرفها الناس، ويطرقون أبوابها كلما حزبهم أمر البحث عن حكم الله تعالى فيما يطرأ لهم من شئون الدنيا والدِّين، وفيما يرغبون أن تستقيم على هديه حياتهم: إبراءً للذمَّة وطمعًا فيما عند الله.. وكان اختيار المفتى هو بمثابة اختيار لمن يبلغ عن الله تعالى".

وأكد الإمام الأكبر:" أهل العلم الصحيح وأهلُ الفتوى فى أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات ، وأعنى به الهجوم على تراث المسلمين، والتشويشَ عليه من غير مؤهَّلين لمعرفته ولا فهمه، لا علمًا ولا ثقافة، ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث ، وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذَّة منكرة ينبو عنها السمع والذوق، قبل أن تُبث فى حلقاتٍ نقاشية، تُلصق من خلالها بشريعة الإسلام وأحكام فقه المسلمين عبر حوار ملؤه السفسطة والأغاليط والتشويش والخطأ فى المعرفة".

وأوضح شيخ الأزهر، أنه أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أية حادثة من حوادث الإرهاب، فى سعى بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده فى قلوب المسلمين، وحتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث فى إحدى حالتين: الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا فى تحقيق رسالته فى الدَّاخل أو فى الخارج، والخطة فى هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات، وإما البحث والتفتيش عن الهنات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها.

وبين الطيب، أن الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر تزامن أيضًا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان، وفى جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشـرق الذى عرف برجولته، وباشمئزازه الفطرى من هذه الانحرافات والأمراض الخلقية الفتاكة، كما تزامن ذلك مع إزاحة البرقع عن وجه التغريب، ودعوات وجوب مساواة المرأة والرجل فى الميراث، وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أى تمييز للرجل عن المرأة، يراد للعرب والمسلمين الآن أن يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه.

واقترح الإمام الأكبر على المؤتمر الجامع لأئمة الفتوى فى عالمنا العربى والإسلامى إنشاء أقسام علمية متخصصة فى كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم «قسم الفتوى وعلومها» يبدأ من السنة الأولى، وتصمَّمُ له مناهجُ ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط، بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة فى علوم الآلة، والعلوم النقلية والعقلية، مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقًا على مسائل الفقه، والعناية –عناية قصوى- بدراسة مقاصد الشـريعة وبخاصة فى أبعادها المعاصرة.

ومن جانبه قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، فى كلمته:" إذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغى على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، وجهادنا فى ميدان المعركة لا ينفك لحظة عن جهادنا فى ميدان الفقه والفكر".

وأضاف أنه ينبغى على أهل العلم - وأخص منهم المعنيين بشأن الفتوى والاجتهاد ومتابعة المستجدات- أن تتوحد كلمتهم فى شأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المضللة المهددة لاستقرار وأمن المجتمعات.

وأكد المفتى أن تصدر غير العلماء وغير المؤهلين للفتوى أحدث اضطرابا كبيرا نتج عنه خلل واضح فى منظومة الأمن والأمان، وأصبح السلم العالمى مهددا نتيجة التهور والاندفاع والتشدد الذى اتخذه البعض مطية لتحقيق أغراض سياسية بعيدة تماما عن تحقيق مقاصد الشريعة السمحة الغراء.

وأكد علام، أن من أهداف المؤتمر سحب البساط من تحت الجماعات المتطرفة التى تستغل الفتوى، كما نقوم برصد الفتاوى الشاذة وتعقبها، ونأمل أن يعود هذا المؤتمر بالخير على الأمة كلها، موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لرعايته المؤتمر والدعم الذى يقدمه لدار الإفتاء.

وأكد أن مصر الأزهر كعبة العلم وهى بلد الخير والسلام، وأن الظرف العصيب الذى تمر به مصر والعالم نتيجة إصدار الفتاوى المضللة المنحرفة مما كان له تهديد الأمن والسلم، وإذا كان العالم ينتفض لمحاربة الإرهاب فانه ينبغى على أهل العلم أن يصدوا الأفكار المتطرفة ونشر تعاليم ديننا السمحة، فهو جهاد فى مجال الفكر.

وأضاف أنه ينبغى على أهل العلم أن تتوحد كلمتهم فى شأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المضللة، وهذا المؤتمر يعد فرصة لتحقيق هذا الغرض، فلا تتوقف أهمية المؤتمر عند حد قضية الإرهاب والتطرف بل تتطرق إلى الفتاوى المضللة التى تؤدى إلى بلبلة فى مجتمعاتنا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل