المحتوى الرئيسى

بالصور.. سقوط الرقة.. انهار داعش وبقي خطره

10/17 17:03

مقاتلة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة

توجت مدينة الرقة هزائم تنظيم داعش الإرهابي المتتالية في سوريا والعراق لتنحصر أرض الخلافة المزعومة في منطقة ذات طابع صحراوي على جانبي الحدود، لكن تهديده لا يزال قائماً سواء عبر الخلايا النائمة أو الانتحاريين أو حتى حضوره إعلامياً.

وبعد أكثر من 4 أشهر من المعارك العنيفة، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الذي كان يعد الأبرز في سوريا وأول مركز محافظة خرج عن سلطة النظام السوري. 

وقال الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "حين كان داعش في أوج قوته في عام 2014، هدد بحكم سوريا من حلب (شمال) حتى الحدود العراقية ثم تراجع الآن إلى منطقة محدودة في دير الزور (شرق) تحاصره ويتقدم فيها قوات (رئيس النظام السوري بشار) الأسد والتحالف الدولي بقيادة واشنطن". 

ورغم احتفاظه بالسيطرة على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد، يتوقع أن يشكل الجزء المتبقي من محافظة دير الزور "مركز ثقل تنظيم داعش في سوريا"، بحسب هاريس.  

وتشكل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي والثاني تنفذه الفصائل الكردية والعربية المنضوية في إطار قوات سوريا الديمقراطية. 

وتمكن الجيش السوري الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو 3 سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور، وفي فترة زمنية لم تتجاوز الأسبوع، تمكن أيضاً من طرد الإرهابيين من مدينة الميادين التي كانت تعد أحد أبرز معاقله.  

وبذلك، باتت مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم الإرهابي شرق سوريا. 

من الجهة العراقية، لم يعد تنظيم داعش يسيطر إلا على شريط حدودي محدود يضم مدينة القائم المقابلة للبوكمال السورية.

وقال هاريس: "لطالما كان تنظيم داعش متمسكا بأن تكون دير الزور والمنطقة المحيطة بمدينة القائم في العراق آخر معاقل خلافته".

وهذه المنطقة بعيدة وفق هاريس عن دمشق وبغداد، ويفصلها عنهما أراض صحراوية صعب اجتيازها، وتشكل بالتالي "المكان المثالي لتكون دعامة الخلافة الأخيرة". 

لكن المؤكد أن الحكومتين العراقية والسورية لن تستكينا حتى طرد آخر مقاتلي التنظيم من هذه المنطقة التي تعد استراتيجية لهما ولحلفائهما. 

ويقول الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية أيمن التميمي: "أعتقد أن الحكومتين العراقية والسورية ستعملان على ضمان أمن كافة الحدود على اعتبار أن تجاهل هذه المنطقة لن يؤدي إلا إلى تشجيع تنظيم داعش أكثر في المستقبل". 

وتصر الحكومة السورية وحليفتها إيران على استعادة هذه المنطقة لمنع الأمريكيين من الحؤول دون تحقيق إيران هدفها بضمان طرق برية لها إلى سوريا ولبنان مروراً بالعراق، وفق هاريس. 

وبالتالي، تفضل إيران أن تسيطر قوات الحشد الشعبي، فصائل ذات غالبية شيعية مدعومة من طهران وتقاتل إلى جانب القوات الحكومية، على تلك المنطقة بدلاً من القوات العراقية التي تحظى بدعم أمريكي. 

وتعد خسارة التنظيم للرقة واحدة من سلسلة هزائم ميدانية مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق، الدولتين حيث أعلن الخلافة المزعومة في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة فيهما.

وشكل طرد التنظيم من مدينة الموصل في يوليو/تموز أبرز خسائره في العراق.

ورغم هذه الهزائم، ما زال التنظيم يشكل تهديداً كبيراً سواء في سوريا أو العراق أو حتى الدول الأجنبية حيث تبنى خلال السنوات الـ3 الماضية اعتداءات دموية عدة.

ويقول هاريس: "الحقيقة المرة أن تنظيم داعش سيكون دموياً في عصيانه (المرتقب) وشبكة خلاياه الارهابية تماماً كما هي الحال حين كان مشروع دولة". 

ومنذ بروزه، عرف التنظيم بوحشيته واعتداءاته الدموية التي نفذها سواء في مناطق كانت تحت سيطرته أم في الخارج. 

ويتوقع التميمي أن يواصل التنظيم المتطرف في المرحلة المقبلة الاعتماد على استراتيجيته المعتادة من "مداهمات وخلايا نائمة وألغام وانتحاريين". 

ويضيف هاريس إلى ذلك "الحضور الإلكتروني القوي" المستمر للتنظيم المتطرف في ما وصفه بـ"الخلافة الافتراضية". 

ونجح التنظيم منذ نشأته في الترويج لنفسه عبر آلة دعائية تصدرت عناوين الصحف ونشرات الأخبار حول العالم، واستفاد من مواقع التواصل الاجتماعي ليعمم مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام جماعية وقطع رؤوس، وكذلك لنشر بياناته لا سيما تلك التي تبنى فيها تنفيذ اعتداءات خارجية حصدت عشرات القتلى الأبرياء. 

ومنذ إعلان أبو بكر البغدادي داعش من الموصل في العام 2014، يحضر التنظيم للحظة التي سيخسرها، بحسب هاريس، ما يفسر إنشاءه "شبكة الهجمات الخارجية في أوروبا". 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل