مخالفات بالجملة فى «النقل العام» برعاية رئيس الهيئة

العمال محرومون من أجر «يوم السبت» بالمخالفة للقانون واللائحة.. وإعلانات الوظائف «فوضى»

الهيئة تتحايل على جيوب المواطنين بتغيير ألوان أتوبيسات النقل مع رفع سعر التذكرة

وكم فى النقل العام من المخالفات؟ هكذا يمكن أن نلخص حال هيئة النقل العالم، حاليا، ما بين أموال مهدرة وتسهيلات بالمخالفة للقانون واللوائح، مع تجاهل تام لحقوق الكثير من العمال.

الغريب أن بعض المخالفات تتم تحت نظر قيادات الهيئة، وعلى رأسهم رئيسها اللواء رزق على، وفى أجواء من الإخفاء والتستر عند المسؤولين، تقابلها حالة من الغضب تسيطر على العمال.

«اليوم الجديد» تكشف هنا بعض جوانب المخالفات فى الهيئة، بالمستندات، وبالاعتماد على مصادر خاصة من داخل الهيئة.

أجر «السبت» مكفول للعمال.. مع وقف التنفيذ

ولا يحصل العمال على أجر بدل عمل يوم السبت فى هيئة النقل العام، على الرغم من أن لجنة فض المنازعات حسمت الأمر، وأقرت صرف الأجر عن هذا اليوم، بعد صراع دام سنوات طويلة وتسبب فى إهدار حقوق العمال والفنيين والمحصلين والسائقين بالهيئة.

ويؤكد العمال أن لائحة شؤون العاملين بالهيئة تنصفهم فى صرف بدل يوم السبت، إذ تنص الماده الأولى وتعديلها رقم 65 من لائحة شئون العاملين بالهيئة على أن «للعامل الحق فى الإجازة بأجر كامل عن أيام العطلات الرسمية التى تحدد بقرار من رئيس مجلس الوزراء ويجوز تشغيل العامل مقابل مكافأة أى جهود غير عادية إذا اقتضت الضرورة ذلك، يتم تحديدها بقرار من مجلس إدارة الهيئة بأن تمنح أياما عوضا عنها وتسرى بالنسبة للأعياد الدينية وغير المسلمين أحكام قرار رئيس رمجلس الوزراء فى هذا الشأن».

تحايل على المواطنين بتغيير لون الأتوبيسات

أثار رفع سعر تذكرة هيئة النقل العام غضبا وجدلا بين المواطنين، وجاء الرد من الهيئة بأنها أدخلت أتوبيسات جديدة لونها أزرق، ولكن الحقيقة الصادمة هى أن الهيئة غيرت لون الأتوبيسات من الأحمر إلى الأزرق لرفع الأجرة، وهو تحايل صريح على المواطنين.

هذه السيارات التى تم تغيير لونها موديل 2005 والسيارات الزرقاء موديل 2014 وقيمة التذكرة للسيارات الحمراء فئة 1.5 جنيه ونصف بعد الزيادة وقيمة تذكرة السيارات الزرقاء فئة 2.5 جنيهين ونصف الجنيه بعد الزيادة، وبناء عليه تم زيادة موارد الهيئة العامة للنقل العام بالخديعة دون خطة ممنهجة بزيادة عدد السيارات الجديدة أو إيجاد قطع غيار فى أفرع التشغيل حتى يتمكنوا من تقديم خدمة مميزة للمواطنين تستحق الأجرة المدفوعة.

وفى مثال على ذلك، سنجد أن أحد الأتوبيسات يحمل لوحة رقم 9268 باللون الأحمر سابقا، ونفس رقم اللوحة باللون الأزرق حاليا.

وبحسب مصادر داخل الهيئة من العمال والفنيين والموردين والسائقين، فإنه لم يتم شراء حافلات جديدة أو تطوير الحافلات القديمة، مضيفين أن «هيئة النقل العام تتربح بطرق غير مشروعة ويتم توزيع المكاسب بشكل غير رسمى، من خلال إثقال جيوب المواطنين، مع عدم توفير حافلات غير مكيفة وتذاكر مرتفعة السعر».

أموال استمارات الوظائف راحت فين؟

مسابقات وإعلانات الوظائف جانب آخر فى الهيئة بحسب العمال، الذى يقول أحدهم -رفض ذكر اسمه- إن المسابقة الأخيرة تقدم للعمل بها 20 ألف شخص وكان ثمن الاستمارة وقتها 75 جنيها، مع كشف طبى يكلف المتقدمين ألف جنيه وتورد لمستشفى الهيئة».

ويضيف العامل: «أعلنت الهيئة قبول 150 فردا من المتقدمين تم تعيينهم لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم جرى فصلهم دون أى مبرر، وكل هذا من قبيل النصب على المواطنين».

مثال آخر يذكره العامل فيحكى: «قبل هذا الإعلان، كانت الهيئة قد أعلنت الهيئة عن إعلان وظائف، وكان وقتها سعر الاستمارة 25 جنيها، وتقدم 37 ألف فرد وتم عمل الاختبارات ونجح بها الكثير ممن تقدموا لكن دون تعيين أحد إلى وقتنا هذا».

التعيينات كذلك أمر مثير للشكك، فبعد استمرارية استثنائية التعيين المغلق منذ عشر سنوات، تم الكشف عن تعيين بالهيئة بين كبار المسؤولين، إذ جرى تعيين مسؤولين حاليين بالهيئة فى وظائف بها.

الحالة الأولى هى لنجل مسؤول فى شؤون الرئاسة وتعيينه فى الشؤون القانونية، والثانية لنجل مسؤول فى الشؤون الإدارية وتعيينه فى ورش جسر السويس.

علاج موظفة إخوانية.. والعمال على قوائم الانتظار!

وفى واقعة غريبة، تجاهل رئيس الهيئة المادة 39 من اللائحة الداخلية والتى تنص على أنه يسرى على العاملين جميع القرارات التى يصدرها رئيس مجلس الوزراء فى شأن منح البدلات التى: «تقتضيها ظروف أو مخاطر الوظيفة»، بمعنى أى إصابة للسائق أو المحصل أو الفنى أثناء العمل، وكذلك بدلات وظيفية يقتضيها أداء وظائف معينة تستلزم منع شاغليها من مزاولة المهنة.

التفاصيل تقول إن رئيس الهيئة طبق المادة بالمحسوبيه، عندما وافقت رئيسة الكومسيون الطبى بالهيئة، للعاملة نجلاء أبو الحمايل، رئيسة الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية، على صرف 29 ألف جنيه للعلاج، عندما تمت إصابتها فى حادث بالإسكندرية فى نزهة صيفية، حتى يتم علاجها فى المستشفى الإيطالى بالعباسية.

الواقعة حدثت فى شهر أبريل الماضى، ووفقا لمستندات الهيئة فإن الموظفة الإخوانية تعمل برقم ملف 231.

يحدث هذا بالتزامن مع كون عمال كثيرين فى قوائم الانتظار المرضية، ومع ذلك لم يحصلوا على أى بدلات إصابة، ولم يشعر بهم أحد، فى الوقت الذى تحاول الهيئة فيه إخفاء مواد اللائحة عنهم، حتى لا يكونوا على دراية بحقوقهم.

تساهل مع عربات «المينى باص»

هل تعلم أن سيارات المينى باص للنقل الجماعى (لبنان، اللوتس، الإنجليزية، والصقر) تعمل تحت ترخيص هيئة النقل العام ولكن يمتلكها رجال أعمال؟ نعم هذا صحيح، رغم ذلك يتم الترخيص لها بسهولة وبإجراءات سهلة.