المحتوى الرئيسى

عادل حمودة: جلوسى مع إسماعيل هنية «من علامات الساعة».. ولو تدخلنا فى الحياة الشخصية لعمرو موسى «هنقول كتير»

10/17 11:07

4 ملفات رئيسية كانت على مائدة حوار «الوطن» مع الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة، هى: زيارته الأخيرة لقطاع غزة ضمن وفد إعلامى، ورؤية لمذكرات وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى الصادرة فى كتابه (كتابيّة)، والحديث المتجدد عن أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وملف الصحافة المصرية ومستقبلها وسط التحديات التى تواجهها وتهدد بقاءها.

«حمودة»، الذى يمتد مشواره الصحفى لـ40 عاماً، اعتبر أن جلوسه مع إسماعيل هنية، القيادى البارز فى حركة «حماس»، «من علامات الساعة»، نظراً لما تمثله «حماس» من دعم للإخوان، موضحاً أن مصر قبلت باشتراك قيادات من «حماس» تعيش فى قطر، فى اجتماعات المصالحة الفلسطينية، دون قبول بأى دور قطرى فى إنجاز تلك المصالحة. ومن الملف الفلسطينى إلى دور قطر فى قضايا الإقليم ومعركة اليونيسكو الأخيرة، انتقل الحوار مع الكاتب الكبير، ليؤكد أن دولاً كثيرة لم تعلن مقاطعتها لقطر، رغم أنها متضامنة مع الدول الأربع المقاطعة لها، ولفت فى الوقت نفسه إلى أن مشيرة خطاب لم تكن مؤهلة لمعركة «اليونيسكو».

الكاتب الصحفى الكبير لـ«الوطن»: الصحافة الآن تمر بفترة صعبة جداً ولا أجد لها حلاً

وتطرق الحوار مع «حمودة» بالطبع إلى مذكرات عمرو موسى، التى اعتبر أن كثيراً مما جاء فيها أقرب للنميمة ولا داعى لذكره، مثل حديثه عن زواج أسامة الباز من فنانة مشهورة وغيره. أما الحديث عن أشرف مروان، فلا يكاد ينتهى مع «حمودة»، الذى يحفظ عن الرجل أسراراً وكواليس كثيرة، ورغم ما يعرفه كله فإنه يجزم قائلاً: «ما أعرفش مين قتل أشرف مروان».. وإلى نص الحوار.

كان عادل حمودة ضمن وفد ضم عدداً قليلاً من الإعلاميين سافر لقطاع غزة، قبل عدة أيام، ليشهد على المصالحة الفلسطينية. ولما اشتهر عن الشخصيات التى سافرت فى هذا الوفد من مهاجمة «حماس»، فإن أول أسئلتى: لماذا سافرت للقطاع بالرغم من هجومك الشديد على «حماس» فى السابق وجلوسك مع إسماعيل هنية؟

- بالطبع كان جلوس صحفى مثلى مع إسماعيل هنية من علامات الساعة، لأننا مختلفان؛ لارتباط «حماس» بجماعة الإخوان ولارتباط «حماس» بدعم نشاط كبير جداً فى سيناء، وهذا السؤال وجه لإسماعيل هنية ويحيى السنوار، مسئول «حماس» فى قطاع غزة، فقال الأخير إن «حماس» قبلت بإجراءات أمنية شديدة فى سيناء، منها على سبيل المثال تسوية الأرض، لأن فيها مرتفعات فى غزة، بعرض 70 متراً بطول الحدود وأيضاً عملنا سلكاً شائكاً وأبراجاً ودوريات للمراقبة وكاميرات متحركة، وكذلك فرضت هذه الإجراءات على الشواطئ المصرية بين القطاع ومصر، والأهم من ذلك، وجدنا أن «حماس» تعتقل عدداً كبيراً جداً ممن تراهم خطراً على الأمن القومى المصرى، وحكى لى «السنوار» أنه فى نهاية أغسطس الماضى كانت هناك مجموعة من الأمن الفلسطينى، وصادفوا مجموعة من الإرهابيين يستعدون لتنفيذ عملية إرهابية فى سيناء، فالإرهابى الذى استوقفوه فجر نفسه فى الأمن ومات شرطى وأصيب آخر. إذاً، قدمت «حماس» السبت وبينت حسن نيتها، ولم يكن ذلك إلا اضطراراً لتغير الظروف الموجودة، بتراجع الإخوان بقدوم الرئيس الأمريكى ترامب للسلطة ورحيل أوباما، إلى جانب الأزمة القطرية التى جمدت النفوذ القطرى، إلى حد كبير، فى التأثير على مجريات الأمور فى المنطقة ومنها غزة.

وهل فعلاً وضعت «حماس» عدداً من أعضاء مكتبها السياسى تحت الإقامة الجبرية لرفضهم المصالحة؟

- الحقيقة لا أعرف، جزء من الإخوان المسلمين، وما يؤخذ من قرار لا بد أن ينفذ. لذلك يمكن أن تستبعد «حماس»، شخصاً أو أكثر. وإسماعيل هنية قال إن 95% من قيادات «حماس» توافق على المصالحة مع «فتح»، و5% رافضون. وأعتقد أن هؤلاء جرى تجنيبهم وليس اعتقالهم.

وماذا عن مستقبل كتائب القسام، خصوصاً أن السيد موسى أبومرزوق قال إن «حل الكتائب لن يكون محل نقاش»؟

- الصدفة الغريبة، أن موسى أبومرزوق هو الذى وقع اتفاقية القاهرة فى 2011، والتى تنص على ما يعارض «أبومرزوق»، وهذه الاتفاقية تقول إنه لا يمكن أن يكون هناك إلا سلاح واحد وسلطة واحدة وقانون واحد ودولة واحدة، وكلام «أبومرزوق» يناقض ما سبق وأن وافق عليه. وأود أن أشير إلى أن «أبومرزوق» هو من وقع عن «حماس» فى ذلك الوقت.

وهل تتوقع أن «حماس» تحل كتائب القسام أم لا؟

- هناك ملفات عميقة فى هذا الموضوع لن يتم البدء بها خلال عملية المصالحة. هناك ملفات أخرى أسهل، مثل عملية دمج الموظفين وإدارة المعابر. واتفاقية القاهرة وضعت كل الأسس الخاصة بالأمن والانتخابات وباللاجئين والمعتقلين. واتفاقية القاهرة هى المرجعية والفيصل بين «فتح» و«حماس». وأعتقد أنهما ستبدآن بالأسهل، وبعد ذلك تصلان لهذه المراحل العميقة. و«أبومازن» قال إنه لن تكون هناك إلا دولة واحدة وسلاح واحد.

كتبت: لعبت مصر دوراً مؤثراً ومباشراً فى إقرار المصالحة واستخدمت أوراقاً وصفت بأنها قوية.. ما هى هذه الأوراق؟

- اختصاراً ولاعتبارات مهمة أوراق الضغط فى منع وإباحة بعض الأشياء، علاوة على المساعدة فى توفير الكهرباء، فكانت الكهرباء فى قطاع غزة لا تعمل إلا 4 ساعات فقط، واليوم تعمل نحو 9 ساعات.

كثير مما جاء فى مذكرات عمرو موسى أقرب للنميمة ولا داعى لذكرها مثل حديثه عن زواج أسامة الباز.. وفوجئت بقبول «موسى» دعوة للقاء «الشاطر» للاتفاق على تنفيذ شروط أوروبية بتعيينه مستشاراً لـ«مرسى».. و«موسى» اكتفى فى رحلة «مبارك» الأخيرة إلى أمريكا فى 2001 بإطلاق النكات أمام صفوت الشريف

قيل إن «حماس» طلبت مشاركة قطر فى هذه الوساطة؟

- قطعاً مصر لن تقبل بهذه الوساطة، لكن مصر وافقت على مشاركة بعض من قيادات «حماس» التى تعيش فى قطر بالمشاركة فى اجتماعات المصالحة فى القاهرة. لن تكون هناك وساطة قطرية. الفيصل هنا كلمتان: إسماعيل هنية، قال سنحرص على علاقة استراتيجية مع مصر ولن نسمح بتخريب هذه العلاقة، و«السنوار» قال: «هكسر رقبة اللى هيقرب من هذا الملف»، و«أبومازن» قال: «مصر تساندنا دون أن تكون لها أهداف».

بمناسبة قطر.. كيف تابعتَ معركة «اليونيسكو» التى خاضتها مصر؟

- أولاً: السؤال المهم فى «اليونيسكو»، هل هناك مفاجأة فى النتيجة التى حدثت؟ هل هناك توقّع فى عدم وصول السفيرة مشيرة خطاب إلى كرسى اليونيسكو؟، الإجابة بالقطع لا، لأنه ليست هى بالشهرة التى تمتع بها المرشحان السابقان لمصر وهما إسماعيل سراج الدين وفاروق حسنى. أقصد شهرتهما الدولية، لأنها ربما ليست معروفة على مستوى العالم العربى، علاوة على ذلك: هذه ليست لعبة ثقافية بالدرجة الأولى، إنما هى لعبة سياسية، بدليل أن أمريكا وإسرائيل كانتا ضد فاروق حسنى، بالرغم من أن فرصته كانت كبيرة جداً، وبدليل أن إسرائيل وأمريكا انسحبتا هذه المرة لإعطاء فرصة للمرشحة الفرنسية.

وهناك طبعاً أصوات يجرى شراؤها من بعض الدول، وليس معنى ذلك أن المرشح القطرى فعل ذلك. والسؤال الأهم: ألم يتوقعوا أن تدفع قطر أموالاً بعد الحصار المفروض عليها؟ ثم ما الجديد فى اتهام قطر بدفع أموال، بعدما اتهمناها من قبل بدفع أموال للحصول على كأس العالم وتمويل الإرهاب، وهناك تحقيقات فى هذا الأمر. وقطر لو كانت تدفع فى الظروف المعتادة دولاراً، ففى الظروف غير العادية تدفع مليار دولار. إذن النتيجة كانت متوقعة، ولا توجد مفاجآت فى الموضوع.

إذا كانت السيدة مشيرة خطاب ليست مؤهلة لهذا المنصب من وجهة نظرك لماذا إذن رشحتها الدولة؟

وما رأيك فى رد فعل قطر بعد الخسارة خصوصاً بيان المتحدث باسم الخارجية القطرية؟

- هذا جزء مما هو متوقع، هناك حالة حصار شديدة على قطر. وصحيح أن هذه الحالة أعلنتها 4 دول، لكن هناك دول كثيرة انحازت إلى موقف الدول المحاصرة، وحتى الدول العربية التى حاولت أن تنجو من صراع الأزمة القطرية، فإنها ترى أن قطر خطر إذا وصلت لهذا المنصب، لذلك صوّتت ضدها.

مشيرة خطاب لم تكن مؤهلة لليونسكو.. ومصر لم تقبل بوساطة «قطر» فى ملف المصالحة الفلسطينية

ننتقل للمحور الثانى.. مذكرات السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.. ماذا كان انطباعك الأول عن مذكراته (كتابية)، التى صدرت مؤخراً؟

- أنا واحد ممن شجعوا عمرو موسى على كتابة مذكراته واستشارنى فى موضوع الحقوق المالية، وقلت له: لا بد أن تتقاضى على النشر الصحفى مبالغ كما تتقاضى على نشر الكتاب، لكن أول انطباع آخذه بعد قراءة جملة (توثيق وتحرير: خالد أبوبكر)، فـ«تحرير» تعنى أن الأستاذ خالد هو من حرر المذكرات، و«تحرير» تعنى أن شخصاً كتب ذلك، وهذا مشروع على كل حال وحتى إن لم تكتب، لأن هناك شيئاً يسمى (جوست رايتر - الكاتب الشبح)، وأنا كنت كذلك فى مذكرات محمد نجيب، لكن هناك قواعد لذلك، أنه كان يجب التحقق من كل شىء، وهنا تأتى كلمة «تحقيق» التى تضفى على المذكرات ما ليس فيها، بمعنى أننى فى مذكرات محمد نجيب كنت أسأله: من كان شاهداً على هذه الواقعة؟ وهل عندك ما يثبت ذلك؟ وإلى حد كبير كنت أحذف الوقائع التى أرى من جانبى أنها لم تحقق، ووقع فى النهاية على كل صفحة من هذه الصفحات. وفى مقدمة المذكرات، قال إنه استعان ببعض السفراء للتوثيق، لكن بعض الوقائع التى ذُكرت عن الدكتور أسامة الباز، حيث ذكر عمرو موسى أن صحفياً سأل الرئيس السادات عن عدم اختياره لأسامة الباز وزيراً للخارجية، فقال «السادات» إنه لا يمكن ذلك بسبب ملابسه، هذه رواية عمرو موسى، لكن هناك رواية أخرى أن «السادات» رفض «الباز» لقصر قامته. إذاً هناك روايتان للواقعة، بما يعنى أنها أقرب للنميمة، وليس للأمور الموثقة، فلم يقل «موسى» من هو هذا الصحفى الذى سمع من «السادات»؟ ومتى وما هى ملابساتها؟ وكم كان عمر «الباز» وقتها؟ وأشير هنا إلى أنه فى هذا الوقت كان هناك فى الخارجية نجوم مثل إسماعيل فهمى وبطرس غالى، علاوة على أن أسامة الباز كان فى بداية الثلاثينات. والشىء الثانى الذى آخذه على المذكرات أن «تحرير» تعنى أن المذكرات كتبت بيد شخص آخر غير صاحبها. وأرى أن أشياء كثيرة لم يكن هناك داعٍ لذكرها أو كتابتها حتى تكون الوثائق مرجعية نستند إليها فى كتابة التاريخ. التشكيك فى أكثر من واقعة تعنى إخراجها من منطق التوثيق التاريخى. اختصاراً: كثير مما جاء فى مذكرات عمرو موسى أقرب للنميمة، مثل ما قيل عن زواج الدكتور أسامة من فنانة مشهورة، قالت إنها تمتلك وثيقة زواج، لكنها لم تخرجها للعلن. وأقول لـ«عمرو» إذا كنتم تلومون على الصحافة ذكر أشياء متعلقة بالحياة الشخصية، فكيف تفعل ذلك فى المذكرات؟ فهل تسمح لنا بالتدخل فى حياتك الشخصية؟ وأعتقد لو دخلنا ستكون هناك أشياء كثيرة.

- ضاحكاً: لا أعرف، لكن لو وافق هو سنذكر ذلك.

ذكرت واقعة أن عمرو موسى رفض دفع فاتورة أكل طلبه الباز.. ما تفاصيل هذه الواقعة؟

- أحد الأشخاص الذين كانوا يعملون فى الأوتيل، الذى شهد الواقعة، هو من حكى هذه الواقعة.

مسئولة عن ملف تصدير القمصان لأمريكا.

منى عبدالناصر طلبت من سامى شرف أن يقول إن والدها طلب من زوجها التعامل مع إسرائيل وعندما رفض طلبها احتدت عليه.. وإسماعيل هنية قال إن 95% من قيادات «حماس» وافقوا على المصالحة.. و5% فقط أبدوا تحفظاً واستُبعدوا

كيف كانت العلاقة بين عمر سليمان وعمرو موسى؟

- عمر سليمان لم يكن يكره عمرو موسى، والغريب أنه أشاد به فى المذكرات، وشاهدت موقفاً فى آخر مهمة لعمرو موسى كوزير للخارجية، وكنا فى واشنطن نغطى رحلة الرئيس مبارك، فى 2001، وفى نهاية الرحلة نظم صفوت الشريف لقاءً للصحفيين، وكان موجوداً عمر سليمان وعمرو موسى وأسامة الباز وكل رؤساء التحرير، وبدأت الحوارات كلها بنكتة لطيفة لعمرو موسى، وأكمل بعدها سمير رجب، المهم كل الدبلوماسيين لما تتكلم معاهم لا تأخذ من كلامهم شىء، وكنا فى هذا اليوم على موعد مع ظاهرة جديدة جداً، ظاهرة مدير المخابرات حينما يدخل فى السياسة الخارجية، فكلما كنا نسأل السيد عمر سليمان سؤالاً كنا نجد حجماً كبيراً من المعلومات، لدرجة أننا قلبنا ورق المطعم وبدأنا فى الكتابة عليه، ولم يفعل ذلك سوى أنا ومكرم محمد أحمد ومحفوظ الأنصارى، وحينما كانت تأتى نقاط «أطباق طائرة بين موسى وسليمان»، كان سليمان يقول: «الحتة دى أصلها حتة قومية بقى، فعمرو بيه يتكلم فيها»، وكانت متعلقة بالبروباجندا، بعد ذلك أصبح عمر سليمان مسئولاً عن الملفات الخارجية، وأصبح وزير الخارجية من وقتها سكرتيراً صحفياً لرئيس المخابرات، والحقيقة أن هذه الفترة شهدت دخول رجال المخابرات فى العالم لمنطقة صناعة السياسة الخارجية، وانتقلوا من منطقة إعطاء المعلومات للخارجية لفاعل فى السياسة الخارجية.

قلت إن الإخوان طلبوا وساطتك للقاء عمرو موسى.. كيف حدث ذلك؟

- لم يطلبوا منى أنا، طلبوا عبر عدد من الوسطاء، بدأوا بإخوانى ثم انتهوا بصديق لى ليس إخوانياً، ما حدث فى شتاء 2013 كانت الحكومة الإخوانية طالبة قرضاً من صندوق النقد الدولى، وسافر بالفعل هشام رامز مع وزير المالية الإخوانى إلى واشنطن، ورأيت هشام رامز وقتها، وخرجنا ندخن فقلت له: لن تأخذوا القرض، فسألنى عن السبب، فقلت له لأن الشرط السياسى غير متوفر. الشرط السياسى للقرض فرضه الاتحاد الأوروبى، حينما طلب مشاركة الإخوان وباقى الفصائل السياسية فى الحكم، واقترح أن يكون محمد البرادعى رئيساً للحكومة وأن يكون عمرو موسى مستشاراً للرئيس للشئون الخارجية وأربع حقائب وزارية يحصل عليها حزب الوفد، المهم، تولى ملف الوساطة شخص من مكتب خيرت الشاطر، وقلت لعمرو إن شخصاً من مكتب خيرت الشاطر يريد أن يجلس معك لسماع شروطك للموافقة على لقاء الشاطر، فما حدث أن هذا الشخص واسمه هشام محمدى، وله ارتباطات مع أشخاص ليسوا إخواناً، نتيجة أنه يعمل بالبيزنس، ووصل لى طلب أن أسأل عمرو موسى هل توافق على الجلوس مع هذا الشخص، وذهبت لمكتب موسى فى جاردن سيتى، فقلت له خيرت الشاطر يريد الجلوس معك، وتوقعت أن يسألنى ليه وإزاى؟ ففوجئت به يقول «أوك»، فتعجبت وقلت له: إزاى أوك، أنت فى جبهة الإنقاذ وهذا يحرقك سياسياً، فقال لى، لا أوك، وما حدث بعد ذلك أن موسى والشاطر سافرا، واتفق على اللقاء، وطلبت بصفتى صحفياً أن أحضر اللقاء، ما حدث بعد ذلك أن الموضوع لم ينجح، لأن قطر لما أدركت أنه من الممكن أن تحدث مشاركة بين الإخوان وباقى الفصائل السياسية، أرسلت وديعة بقيمة 2 مليار دولار، فتوقف مشروع القرض كله، وللتدليل على سرعة استجابة عمرو موسى للقاء الإخوان، فوجئنا بما فعله معه أيمن نور، نسق لقاء بينه وبين خيرت الشاطر وأبلغ الصحفيين، وخرج أحمد منصور بالانتهازية، مع أن الإخوان هم من طلبوا العمل معه، قلبوا الحقائق.

لماذا لم يكتب موسى فى مذكراته عن صهره أشرف مروان سوى أسطر قليلة؟

ننتقل للمحور الثالث كتاباتك عن أشرف مروان.. صدرت مؤخراً النسخة العربية من كتاب الملاك.. كنت أول من نقل ما كتبه المؤرخ اليهودى أرون برجمان عن تلميحه بعمالة مروان لإسرائيل.. ثم التقيت مروان لتسأله عن ذلك.. وكان هذا اللقاء سبباً فى كشف مروان صراحة.. كيف حدث لك؟

- كنا فى رمضان عام 2003، وفى رمضان فى الصحافة كل شىء بيكون نايم، فجاءتنى برقية تقول إن زوج ابنة عبدالناصر وسكرتير السادات عميل لإسرائيل، طبعاً أنا أعرف عائلة حاتم صادق، زوج هدى عبدالناصر، وأنا أعرفه جيداً، ومع ذلك بدأت التحقيق من عندهم، وكلمت حاتم وهشام شقيقه، وتأكدت أنه ليس له علاقة، فاتصلت بالأستاذ هيكل، فقال لى إن كتاب برجمان سيصله قريباً، فاتصلت بعدها بأشرف مروان، وسألته عن الكتاب، فقال لى قرأت الكتاب؟ فرددت: بصراحة لا، فما كان منه إلا أن قال: اقرأ وبعدين كلمنى، كلمت بعدها خلود الجمل، مراسلة الأهرام العربى فى لندن، وأرسلت لى الكتاب على الفاكس، وأتيت باثنين مترجمين محترفين من الجامعة الأمريكية، وانتهيت من الكتاب فى الساعة الثامنة مساءً، فاتصلت بمروان وأبلغته بقراءة الكتاب وطلبت لقاءه، واتفقنا على اللقاء فى حديقة الشاى فى أحد الفنادق، ثم غير الموعد لمكان آخر، فاعتقد أنى ذاهب للتسجيل له، والحقيقة أننى طوال عملى الصحفى لم أسجل مكالمة تليفونية لأى مصدر، لأسباب أخلاقية وخوفى على شكلى، انتهينا على الاتفاق فى مكتبه فى صلاح سالم، واستمر 3 ساعات يهين عدداً كبيراً من الأشخاص واتهمهم بالعمالة للسى آى إيه، وحاول إغرائى بمستندات نادرة عن حرب 73، كان كل همى فى هذه القصة أننى أريد أن أضع اسمه فى القصة، كان الأمر واضحاً ويحتاج توثيقاً، حتى قال لى: دى قصة بوليسى ملفقة، فطلبت منه أن يمضى على هذه الجملة، وعند نشرنا لهذه الجملة وصلت لبرجمان، الذى قال طالما مروان قال ذلك سأكشف عنه صراحة، بعدها أشرف مروان اختفى من مصر، وأنا أعتقد أنه نُصح بالابتعاد، لو كان أشرف مروان رأى شيئاً خطأ فى هذه الرواية كان رفع قضية على برجمان، مروان كان يرفع قضايا على أبسط مما تتخيل، مستغلاً القوانين فى بريطانيا، وهى صارمة فى ذلك. بدأ الصراع بعدها فى إسرائيل بين مدير المخابرات الحربية والموساد، عمن كشف عن مروان، ووصل الأمر للمحكمة العليا فى إسرائيل، التى قالت فى فبراير السابق على موت مروان، إنه كان عميلاً نظيفاً لإسرائيل.

فى هذا الكتاب قال المؤلف إن أسرة السادات لم تحضر لخلافات بينهم.. هل لديك أى معلومات عن هذه الخلافات؟

- أعتقد أنه حدث خلاف فى فترة من الفترات، فى وجود الرئيس السادات، والأستاذ موسى صبرى كتب «الطفل المدلل»، وبدأ الهجوم بعد ذلك على مروان عن كيفية حصوله على أراض وغيره، اليوم سؤال: أشرف مروان، أول مرة يتصل بالإسرائيليين بعد وفاة عبدالناصر، ولما سألت السيد سامى شرف، قال إنه مستحيل أن يكون ذلك قد حدث وقت وجوده سكرتيراً للرئيس عبدالناصر، وقال لو إن عبدالناصر كان يعلم ذلك كان ضربه بالرصاص، ومن الواضح من السيرة الذاتية لكيفية زواج منى ابنة الرئيس عبدالناصر من مروان، يتضح أنه لم يكن ميالاً لهذه الزيجة، ولما السيدة تحية قدمت للرئيس «كارت أشرف مروان»، ألقاه فى الأرض، ثم تزوجا بعد رضوخ الرئيس لابنته، وحينما سافر مروان للندن وكثرت مشاكله وإنفاقه غير الطبيعى، استدعاه الرئيس وحاول تطليق ابنته منه، لكن ذلك لم يحدث لرغبة منى.

هل حدث خلاف بين أبناء الرئيس عبدالناصر بسبب أشرف مروان؟

- أعتقد أنه كان معادياً للكثيرين من أبناء عبدالناصر.

يقال إن السيدة منى عبدالناصر احتدت على السيد سامى شرف بسبب موقفه من زوجها؟

- طلبت منه أن يقول إن ما كان يفعله كان بناء على طلب والدها، لكنه رفض، فتصرفت تصرفاً لم يكن لائقاً.

المحور الرابع.. مستقبل الصحافة المصرية.. ما رؤيتك لمستقبل الصحافة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل