المحتوى الرئيسى

تعرف على الرجل الذي قضم تفاحة آبل - روتانا

10/16 23:08

كشف الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، عن القصة الحقيقية للرجل الذي قضم ” تفاحة آبل” ليموت مسموما بالسيانيد، فمن الشائع أنها تعود إلى “تفاحة إسحق نيوتن”، ولكن القصة الجديدة تروي عكس ذلك.

ويحكي الأحمدي القصة في مقال له بجريدة “الرياض” قائلا: “خلال الحرب العالمية الثانية تطوع عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينج لفك شفرة الحرب الألمانية.. فـفي ذلك الوقت كانت ألمانيا تستعمل آلة تشفير (تشبه الآلة الكاتبة) ترسل حروفا ورموزا لا تتفق مع الموجودة على لوحة “المفاتيح”.. كانت نوعا من آلات التشفير الكهروميكانيكية التي تعتمد على تعمية وتشويه الرسائل الصادرة”.

ويضيف الأحمدي: “ما زاد الأمر تعقيدا أن الألمان كانوا يغيرون شفرة المفاتيح كل 24 ساعة.. وهذا يعني أن العدو (حتى في حال تمكن من فك الشفرة) سيفاجأ بتغيرها تماما في اليوم التالي .. كان الأمر معقدا لدرجة تشبه هذه الأيام محاولة فـك “رقم سري” مكون من 26 حرفا .. يتم تغييره كل 24 ساعة !!”.

واستكمل: “إزاء هذا التعقيد فتحت المخابرات البريطانية باب التطوع أمام العلماء والمتخصصين لمساعدتها في فك الشفرة الألمانية.. تقدم آلان تورينج للمساعدة ولكن طلبه كاد يرفض بسبب صغر سنه وقلة خبرته وجهله باللغة الألمانية.. ورغم أنه في النهاية انضم لخبراء “فـك الشفرة” لم يستطع الاندماج معهم كونهم يعملون بالطرق التقليدية (وباستعمال الورقة والقلم) وكانوا يفشلون دائما قبل نهاية الــ24 ساعة”.

وأوضح أن “تورينج” كان يدرك أن عقل الإنسان أبطأ من أي آلة فقرر اختراع آلة مضادة توفق بين الأرقام بسرعة هائلة.. وهكذا ترك زملاءه وانشغل بتصميم آلة كهروميكانيكية تعمل من خلال خوازمات رياضية (وتروس معدنية مرقمة) تعد النموذج الأول للحاسبات الميكانيكية.. وبفضل هذه الآلة المدهشة تمكن أخيرا من فـك الشفرة الألمانية وكشف خططهم العسكرية بما في ذلك عزمهم على شن معركة الأطلسي ضد أميركا، مضيفا أن البريطانيون أبقوا الأمر سرا في حين كان الألمان مطمئنين لاستحالة فك شفرتهم المعقدة ــ خصوصا أن لديهم فريقا مقابلا يحاول اختراقها يوميا لتحسين جودتها.

وينهي الأحمدي بالاختراعات التي خلدت اسم تورينج، وقضمه للتفاحة التي صارت شعار “آبل”، ويقول: “رغـم دور آلـة تورينج في انتصار الحلفاء (والتي لولاها لاستمرت الحرب أربع سنوات إضافية) كانت أيضا بداية عصر الحاسب الآلي والذكاء الصناعي.. أصبح تورينج بفضلها الأب الروحي للحاسب الآلي والذكاء الصناعي حتى قرر عام 1954 الانتحار بقضم تفاحة مسمومة بالسيانيد! .. وهذه قصة أخرى لأسباب اختيار (التفاحة المقضومة) شعارا لشركة آبل”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل