المحتوى الرئيسى

غرفة سرية لإعدام خصومه.. قصة «أيوب» إمبراطور الإجرام في الهرم

10/16 16:37

سنوات طويلة صنع خلالها "أيوب الثروي" إمبراطوريته في عالم الإجرام والبلطجة حتى ذاع صيته بمنطقتي الهرم والطالبية، شكاوى الأهالي وأرقام المحاضر شاهدة على سطوته، ووصل به الأمر أن أعد غرفة عرُفت بـ"غرفة الإعدام"، يستخدمها لإنهاء كافة خلافاته بالعنف، انتهت آخرها بمقتل لواء بالمعاش ودفنه أسفل مصطبة أسمنتية في جريمة أضحت حديث الساعة.

لفترة طويلة، عمل "الثروي" في مجال السياحة، مستغلا قرب المسافة بين منطقة سكنه بالكوم الأخضر والمنطقة الأثرية بالهرم، لكن عام 1989 كانت نقطة تحول في حياته، إذ تم طرده من قبل رئيس مباحث السياحة والآثار آنذاك "كان بيعمل مشاكل مع السياح وينصب عليهم"، يقول أحد جيرانه إنه كان يفتعل العديد من المشاجرات حتى تم التنيبه عليه بعدم الاقتراب من منطقة الأهرامات الثلاثة بالكامل.

"مشي في نفس سكة أبوه" يوضح أحد سكان شارع سيد عباس، أن والد أيوب تخصص في الاستيلاء على أراضي الدولة بنظام وضع اليد "الشارع ده كله تقريبا ملكه.. ده على اسمه"، لافتا إلى أنه كان يعمل أيضًا في التنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء السريع.

رويدا رويدا، بدأت أسطورة "إبراهيم الأبيض" -كما يُلقبه الأهالي- تشكل خطرًا على الجميع، إذ انتهز فترة الانفلات الأمني في أعقاب ثورة 25 يناير، حتى إن نجل عمه لم يسلم منه "ضربه بالنار في قلبه" يشير حارس عقار ملاصق لسفارة النيجر بالمنطقة، إلا أنه لم يتم سجنه بعد تصالحه "كان جايب محامي تقيل خرجه من القضية".

خلال الأعوام القليلة الماضية، تمكن "أيوب" من تكوين عصابته الخاصة بقيادة صاحب محل دواجن شهرته "علاء فرخة"، وذراعه الأيمن "محمد الشواكيشي"، علاوة على الاحتماء بأفراد عائلته "عنده 3 إخوات.. واحد بيبيع مخدرات والتاني مسجون، والتالت سواق في سفارة"، حسب أحد الأهالي.

اتجه عناصر التشكيل العصابي الثلاث إلى فرض الإتاوات على أصحاب المحلات التجارية بمنطقة الكوم الأخضر والملاهي الليلية والبارات بالهرم من بوابة "الحراسة والتأمين"، ولم يفلت من قبضتهم إلا القليل "ماحدش يقدر يعترض"، يصف مالك محل ملابس الأمر.

صاحب الـ47 عاما نجح في إقامة مقهى "ليالي زمان" ومحل للألعاب الترفيهية "بلاي ستيشن" أسفل العقار سكنه، يتوسطهما باب حديدي صغير تم دهانه باللون الأسود يكاد يراه المارة داخل حارة ضيقة "كان بيقول إنه مكتب" يؤكد مالك ورشة لصيانة السيارات بالمنطقة أن الباب يؤدي إلى غرفة ضيقة أشبه بسرداب.

لفترة طويلة ظلت تلك الغرفة مثار تساؤل الأهالي، خاصة أنه مغلقة باستمرار حتى حدثت المفاجأة منذ أشهر قليلة "سمعنا صوت ضرب وصراخ جامد طالع منها" يوضح عامل بمطعم مجاور للمقهى، أن "أيوب" كان يحتجز نحو 3 أشخاص، تناوب وآخرون عليهم الضرب "كان عاملها غرفة إعدام لأي حد بيزعله".

تكررت تلك الواقعة أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة -حسب الأهالي- مؤكدين أن بعضها كان ينتهي بتسليم هؤلاء الأشخاص إلى الشرطة، مع تعدد خلافاته وعداواته، تسببت إحداها في احتجازه خلف القضبان بقضية "ضرب وفرض سيطرة"، صدر ضده حكم بالحبس 9 أشهر، قبل إخلاء سبيله بكفالة مالية، حسب الأهالي.

مساء الخميس قبل الماضي، تلقى "أيوب" اتصالا هاتفيا من "هشام م."، 57 سنة، لواء متقاعد كان يعمل بجهة سيادية، يمتلك ملهى ليلي بشارع الهرم، طالبه بضرورة مقابلته لمساعدته في إنهاء علاقة إيجارية بينه ومستأجر الملهى.

توجه "اللواء" والمحامي الخاص به إلى المقهى الذي يملكه "أيوب"، وجلسوا يتبادلون الحديث بحثا عن حل للمشكلة، خاصة مع رغبة الأخير في الحصول على قيمة إيجار الملهى كرها عن مالكه. مع تفاقم الأمور، طلب "أيوب" من المحامي مغادرة جلستهم، وأخبره أنهما سيتوصلان إلى حل "وسط".

استدرج "أيوب" مالك الملهى إلى "غرفة الإعدام"؛ بزعم إبرام عقد خفرة للملهى فيما بينهما، وعقب تحرير العقد استعان بـ"علاء فرخة"، لتقييده، وتعدى عليه بالضرب بـ"شاكوش" مُحدثًا إصابته التي أودت بحياته، ثم قام بمساعدة الثالث "محمد الشواكيشي" بدفنه بأرضية الغرفة أسفل مصطبة أسمنتية؛ خشية افتضاح أمرهم.

عقب صلاة يوم الجمعة، فوجئ أهالي المنطقة بـ"أيوب" ينتزع كاميرات المراقبة المثبتة أعلى المقهى ومحل البلاي ستيشن ورفع جهاز تكييف المحل "كان بيقول إنه هيجدد في القهوة" يؤكد عامل بورشة لصيانة السيارات أنهم شعروا بحركة غريبة، خاصة مع تردد "أيوب" على "غرفة الإعدام" بين الحين والآخر.

داخل منزل اللواء المتقاعد، تمسك زوجته "منال ر." بهاتفها الجوال، تحاول الوصول إلى "رب الأسرة، لكن دون جدوى، وراحت تسأل المحامي عنه فأخبرها "ماعرفش حاجة عنه.. أنا سبته امبارح مع فلان".

توجهت "منال" إلى قسم شرطة الطالبية للإبلاغ عن اختفاء زوجها، وراحت تقص على الرائد سامح بدوري، رئيس المباحث، تفاصيل الساعات الأخيرة له، ليطلب على الفور معاونة النقيب أحمد صبري، بفحص البلاغ.

طوال 72 ساعة، عكف رجال المباحث بقيادة المقدم علي عبد الكريم، وكيل فرقة مباحث الطالبية والعمرانية، على فحص علاقات المجني عليه، حتى توصلت تحريات النقيب أحمد صبري إلى أن آخر مرة شوهد فيها الضحية كانت مع "أيوب" بالمقهى الذي يملكه.

الفحص الجنائي للمشتبه به الرئيسي كشف عن مفاجأة وهي أن اسمه الحقيقي "جلال س."، 43 سنة، سبق اتهامه في 23 قضية آخرها قتل، وأنه مسجل خطر فرض سيطرة، بمعاونة جزار وفرارجي يقطنان بنفس المنطقة.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل