المحتوى الرئيسى

"أمان" الفلسطيني لمكافحة الفساد يفوز بجائزة مؤسسة ابن رشد البرلينية

10/16 16:29

أعلنت مؤسسة "ابن رشد للفكر الحر"، التي تتخذ من برلين مقراً لها، عن منح جائزتها الثامنة عشر للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة المعروف اختصاراً بـ"أمان"، وهو منظمة غير حكومية تُعنى بقضايا النزاهة والشفافية في فلسطين. وستُقدّم الجائزة خلال حفل سيقام في برلين في الأول من ديسمبر كانون الأول المقبل.

وجاء الإعلان عن الجائزة، في بيان صحفي للمؤسسة توصلت DW عربية الاثنين 16 اكتوبر تشرين الأول 2017 بنسخة منه، أشادت فيه بجهود ائتلاف "أمان" باعتباره من "المنظمات الفاعلة وأنْشَطِها في مجال مكافحة الفساد في المنطقة العربية التي استطاعت، خلال السبعة عشر عامًا الماضية، أن تسلط الضوء على مداخل مهمة للفساد وتفتح ملفات ساخنة للرأي العام، في مجالات الطاقة والاتصالات والصحة والخدمات الاجتماعية وحتى النقل والبنية التحتية".

بيان المؤسسة أكد أن "أمان لا تقوم بمتابعة عمل السلطات فحسب، وإنما تصدر أيضاً تقارير محايدة موضوعية"، فضلا عن "تشكيلها تحالفاً من مؤسسات المجتمع المدني يهدف إلى الرقابة المدنية ودعمها في مكافحة الفساد".

وصرّح أحد أعضاء لجنة التحكيم، حسب ما ورد في البيان ذاته، أن "قيام منظمة تعمل على إعلاء قيم النزاهة والشفافية وترتبط بالعمل الوطني، له أهمية خاصة وكبيرة لمستقبل الشعب الفلسطيني".

من جانبها، وفي تعليقها على فوز "أمان" التي تمثل الفرع الوطني المعترف به والمعتمد لدى منظمة الشفافية الدولية منذ 2006، بجائزة "مؤسسة ابن رشد"، قالت صمود برغوثي، منسقة الرصد والتوثيق في الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة، إنه(الإئتلاف) "يُشهَد له في المجتمع الفلسطيني بالاستقلالية والمصداقية والحيادية في عمله لمكافحة الفساد وتعزيز قيم المساءلة والنزاهة والشفافية"، مضيفة، في حديث مع DW عربية، أن حصول الائتلاف على جائزة من قيمة جائزة مؤسسة ابن رشد "يعني لنا الكثير، فهي شهادة واعتراف من مؤسسة دولية، تضاف لشهادة محلية من المجتمع، بمصداقية الائتلاف وجهوده في تعزيز قيم مكافحة الفساد".

أعلنت مؤسسة "ابن رشد للفكر الحر" في برلين منح الناشطة الحقوقية السورية رزان زيتونة جائزتها لسنة 2012 التي خصصت هذا العام لنشطاء الربيع العربي دون سن الأربعين ممن خاضوا نضالا سلميا من أجل الدولة المدنية الديمقراطية. (30.09.2012)

تسلم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي جائزة ابن رشد للفكر الحر في العاصمة الألمانية برلين. وبهذه المناسبة ألقى الغنوشي كلمة قال فيها إن حركته تسعى إلى بناء نموذج توافقي في تونس. ورأى أن "الإرهاب مرض لكل الأديان". (05.12.2014)

برغوثي أكدت أن فوز ائتلاف "أمان" بالجائزة لم يكن وليد الصدفة، بل جاء "بعد مجهود طويل من العمل" في خضم العديد من التحديات التي "تعترض طريق مكافحة الفساد في البيئة المحلية الموسومة بتحديات الانقسام الداخلي بين الفرقاء الفلسطينيين وغياب المؤسسة التشريعية والرقابية وهو ما جعل "أمان تكون بمثابة مجلس تشريعي مصغّر يمارس مهام الرقابة في قضايا النزاهة ومكافحة الفساد"، فضلا عن "التحدي الاقتصادي المتمثل في ارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفقر بين الفلسطينيين، يضاف إلى كل ذلك تحديات الاحتلال الإسرائيلي"، حسب منسقة الرصد والتوثيق بائتلاف أمان.

وكانت مؤسسة ابن رشد قد رصدت، في نيسان/ أبريل الماضي جائزتها لعام 2017 لشخصية أو منظمة أو مؤسسة قدّمت مساهمات بارزة في مجال مكافحة الفساد، على أن يكون نجاح هذه المساهمات ملموسًا في مجال مجتمعاتهم وقابلاً للتقييم.

جدير بالذكر أن لجنة تحكيم مستقلة لجائزة هذا العام تشكّلت من أربع شخصيات عربية معروفة ومتخصّصة في مجال مكافحة الفساد وهي: عطا البطحاني من السودان، أحلام بلحاج من تونس، حسن نافعة من مصر وناتاشا سركيس من لبنان.

ومنذ إطلاقها عام 1998، فاز بالجائزة، التي تصل قيمتها إلى 2500 يورو، مفكرون وفنانون منهم الجزائري محمد أركون والمغربي محمد عابد الجابري والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم والسورية رزان زيتونة والمصريون محمود أمين العالم وصنع الله إبراهيم ونصر حامد أبو زيد وسمير أمين والفلسطينيون عزمي بشارة وعصام عبد الهادي والمطربة ريم بنا، فضلا عن التونسي راشد الغنوشي.

الصحفي رودولف أوغشتاين أدارَ لعقود من الزمن مجلة "دير شبيغل" التي تأسست عام 1947. في مجال عمله المهني لم يفرِّق أوغشتاين بين الأصدقاء والأعداء. وكَشَفَ عن كل حدث يستحق الكشف عنه. لقد كان هذا بديهياً في مهنته الصحفية. وأصبح بذلك حارساً للأخلاق السياسية في بلاده.

نشرت مجلة "دير شبيغل" عام 1962 قصة انتقدت فيها سياسة الدفاع في جمهورية ألمانيا الاتحادية. و نتيجةً لذلك، مارسَ وزير الدفاع الألماني الاتحادي السابق فرانتس يوزيف شتراوس ضغطاً هائلاً على طاقم المجلة. بيد أن مجلة "دير شبيغل" دافعت عن نفسها، واضطر شتراوس إلى الاستقالة في نهاية المطاف.

خلال قضية انتقادهم سياسة الدفاع الألمانية الاتحادية، وجد العاملون في المجلة أنفسهم لمدة أسابيع تحت ضغط وتوتر كبيرين. فاعتُقِل العديد من موظفي المجلة وقُبِضَ على مديرها أوغشتاين نفسه، ووُجِّهَت إليه تهمة "خيانة الوطن". ولكن بعد بضعة أسابيع قررت النيابة العامة السماح بإعادة فتح مكاتب تحرير المجلة. وبذلك أثبتت "دير شبيغل" أهمية الإعلام الحر.

في عام 1977، شهدت ألمانيا الاتحادية إحدى أشد أزماتها. فقد اختطف أعضاء من "فصيل الجيش الأحمر/ RAF" اليساري المتطرف رئيس رابطة أرباب العمل هانس مارتين شلايَر، واغتالوه بعد بضعة أسابيع من اختطافه. ووصفت مجلة "دير شبيغل" الإرهابيين بوصفهم الفعلي وبأنهم: قَتَلة.

من الناحية السياسية كان مدير المجلة أوغشتاين مقرباً من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي وقت لاحق كانت علاقته وثيقة بالمستشار الألماني الأسبق فيلي براندت (على يمين الصورة). تعرف بعضهما على بعض عام 1948. وكانا يتبادلان وجهات النظر عبر المراسلة. وهنا في الصورة يتحادثان عام 1972 في إحدى الفعاليات في ألمانيا التي دُعي إليها سياسيون واقتصاديون وصحفيون.

يتمتع مطعم دار النشر "دير شبيغل" بنمط أسطوري صممه المهندس المعماري الدنماركي فيرنَر بانتون. ويجتمع في المطعم العاملون في المجلة لتناول الطعام وتبادل الأفكار الصحفية. كان تصميم هذه الدار ثورياً من الناحية الجمالية في ذلك الوقت، كونه يوثق انطلاقة ألمانيا نحو قمة الحداثة، وهذا التصميم معروض في متحف حالياً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل