المحتوى الرئيسى

المونديال كل مَرّة

10/15 21:57

في مثل هذه الأيام منذ 10 سنوات، كنت أستعد مع صديقي الدكتور والكاتب المبدع محمد الدسوقي لوضع اللمسات الأخيرة على مجموعتنا القصصية الساخرة الأولى «حوار عواطلية»، والتي اشتركنا في تأليف قصصها سويا، وكانت القصة الأولى تحمل عنوان: «المونديال ولو مرة»، وكانت تدور أحداثها في عهد الفراعنة، حيث يلعب المنتخب الفرعوني أمام منتخب بلاد بونت في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ما قبل الميلاد، في إطار من الفانتازيا الساخرة، أملا في الوصول لتلك النهائيات «ولو مرة».

وبينما كنت أقف في ميدان التحرير ليلة الأحد 8 أكتوبر الجاري، أشاهد وأشارك في احتفالات المصريين الصاخبة بتأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم المقامة في روسيا 2018، طافت في ذهني عدة مشاهدات منها:

- كيف كان أمر التأهل منذ 10 سنوات حلما عسير المنال، بل ولم يتحقق خلالها رغم قربنا من تحقيقه بصورة كبيرة في تصفيات كأس العالم 2010، مع جيل من أفضل أجيال كرة القدم المصرية وقتها، ولا تزال موقعة الجزائر في ستاد القاهرة ثم أم درمان عالقة في ذاكرتنا.

- تلك الحشود التي ملأت الشوارع سعيدة مبتهجة رغم ما يحيط بها من أزمات اقتصادية طاحنة، رافعين الأعلام ومرددين اسم البلد في هتافات متنوعة ومتعددة. تلك الحشود التي تبحث عن الفرحة فأتت لها على طبق من «النجيلة الخضراء» وبأقدام لاعبي المنتخب وعلى رأسهم محمد صلاح وأحمد فتحي وتريزيجيه والحضري.

- وسط الحشود كان الأطفال والصبيان والصبايا والشباب والبنات والرجال والسيدات والكبار، الجميع كان يرقصون سويا ويقفزون سويا ويهتفون سويا، وما شهدته في ميدان التحرير لم يكن إلا لوحة مرسومة للفرحة لم يفسدها شيء حتى غادرت.

- بين تلك الحشود كان أفراد ورجال الشرطة والقوات الخاصة لتأمين الاحتفالات، وأمامي التف المحتفلون حول أمين شرطة وظلوا يلتقطون معه الصور التذكارية، بينما كانت ابتسامته تعلو وجهه وهو يكاد يرقص معهم.

أمين شرطة يحتفل مع المواطنين في ميدان التحرير بالتأهل لمونديال روسيا 2018 - تصوير: أحمد رشدي

- صوت عمرو دياب الذي أصبح النشيد الوطني لهذا التأهل بأغنيته الحماسية المبهرة «الفرحة الليلة»، والتي لحنها عمرو مصطفى، فملأها قوة وإحساسا بالانتصار، خاصة في ذلك الشطر من المذهب الذي يقول: «لحظة ما بلادي بلادي تتغنى قصاد العالم»، وستظل الأغنية هي الموسيقى التصويرية لهذا التأهل، مع الذكاء في إعدادها وإخراجها وطرحها عقب المباراة مباشرة، والبهجة التي ملأتها سواء بالكلام أو باللحن أو بالتصوير، كما هو الحال مع أغاني عمرو دياب الأخرى وتسجيلها للحظات الحب والفرحة جنبا إلى جنب مع لحظات الحزن والوجع.

- ليس جديدا علينا تلك الفرحة الشديدة التي رأيتها عبر الإنترنت لأشقائنا من الدول العربية الأخرى بتأهل منتخبنا القومي، في السعودية وفلسطين والمغرب والإمارات وغيرهم. فيديوهات مؤثرة وكأن منتخب مصر هو منتخب كل هذه الدول.

- أحسد أولئك الذين يعرفون بدقة من يجب أن يلعب ناحية اليمين ولماذا يجب تبديل اللاعب فلان باللاعب علان، فلا أفهم كثيرا في فنيات كرة القدم، لكن كمشاهد ومتابع، فإن هيكتور كوبر حقق مع المنتخب نتائج طيبة جدا وسط ظروف شديدة السوء "كرويا"، دون دوري قوي أو ظروف مهيأة للاستقرار، فتأهل به لكأس الأمم الإفريقية في الجابون يناير الماضي، وعندما بدأت البطولة ظننا جميعا أننا لن نكمل مشوارنا فيها، حيث إن زمن حسن شحاته انتهى، إلا أننا فوجئنا بالمنتخب يشق طريقه حتى المباراة النهائية! وها هو يتأهل لنهائيات كأس العالم في مفاجأة أخرى، ولا يزال من يطالب برحيله؟ لا أظن أنه يستحق ذلك، لقد حقق أهدافه وحقه أن يكمل.

- على الرغم أن أبو تريكة قطع الطريق على من يطالبون بعودته إلى المنتخب للاشتراك في المونديال، إلا أنه مطلب غير واقعي أو منطقي، بعيدا عن أي سياسة. ليس واقعيا أن يعود للمنتخب فقط بعد التأهل، إن كانت عودته ممكنة، فالأولى أن يعود في التصفيات التي كانت المرحلة الأصعب والحاجز الذي لم نتخطه منذ 1990. كما أنه نال الفرصة كاملة منذ تصفيات 2010 ثم 2014، والآن على الجيل الجديد أن يكمل.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل