المحتوى الرئيسى

يوم أن قتلوا الغناء.. صراع الحب والكراهية

10/15 21:45

تمر عليك ساعتان لن تلتفت تظل مندمجًا إلى حوار وأداء حركى عميق، حيث تضحك بهستيريا وتبكى من الألم وتشعر بالأمل والإحباط، وتغنى وتندمج مع الأداء الحركى فى الوقت نفسه، «يوم أن قتلوا الغناء» قطعة فنية من الحياة.

حيث يرفع العرض يوميًا لافتة كامل العدد، وسط حضور جماهيرى يقدر بالمئات يوميًا، من مختلف الأعمار والفئات، يجتمعون على مسرح «الطليعة» بوسط القاهرة.

ويعد العرض من الأعمال المسرحية المتميزة التى حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً خلال عرضها الفترة الماضية على مسرح الطليعة، ويتناول العرض قصة صراع بين شقيقين فى رحلة البحث عن سبب الوجود وسر الكون والصراع الدائر بين روح التسامح والحب من ناحية، والتعصب والكراهية من ناحية أخرى.

العرض تأليف محمود جمال وإخراج تامر كرم، وبطولة الفنان علاء قوقة وياسر صادق وحمادة شوشة وطارق صبرى، ومحمد ناصر، أداء صوتى للنجم نبيل الحلفاوى.

وقامت «الـوفـد» بحضور عرض المسرحية، لنكتشف أن تكلفة التذكرة البسيطة المقدرة ثلاثون جنيهاً فقط، كان لها عامل فى توصيل رسالة العرض، التى لم تلتفت إلى المكسب المادى قدر حرصها على تقديم الرسالة، وبث طاقة إيجابية فى أنفس الشباب لاستكمال مسيرة العمل والأمل.

ومن جانبه قال المخرج تامر كرم، إن عرض «يوم أن قتلوا الغناء» محترف، لافتًا إلى أن فريق العمل دائمًا يكون الأفضل داخل المسرح المصرى والعربى بشكل عام، كما أن الجوائز التى حصل العرض عليها وجهات نظر خاضعة للجنة التحكيم ولم أكن أتوقع شيئاً فى عملى فأنا أجتهد والباقى على الله.

وعن سبب حجب لجنة المهرجان القومى للمسرح لجائزة التأليف قال: «دى وجهة نظر اللجنة وبصراحة أنا لا أعلم ما سبب حجب اللجنة لجائزة التأليف لمسرحية (يوم أن قتلوا الغناء) وهذا الحجب جريمة كبرى خاصة أن المؤلف محمود جمال عظيم ومتميز وأجمع عليه الجمهور، ولأول مرة يوجد مؤلف نجم الجمهور يشاهد له عروضاً وهذا لا يحدث منذ الستينات، وأضاف متسائلًا: إزاى يبقى عندنا قيمة زى محمود جمال ونحجب عنه الجائزة؟ ولكنه سوف يبقى أيقونة للشباب وظاهرة كبيرة وأتمنى أن يكون ليس متأثراً بما حدث من اللجنة لأنها وجهات نظر».

وعن سر النجاح الذى حققه «يوم أن قتلوا الغناء» قال: «سر النجاح نابع من أن كل واحد فى المسرحية بيعمل اللى عليه بداية من التأليف والكتابة لمحمود جمال، وإدارة المسرح شادى سرور، ورئيس البيت الفنى إسماعيل مختار، ورئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى خالد جلال، والإخراج وجميع الأبطال والموسيقى والديكور والملابس، فإن كل شخص مهتم بما يفعله، وبالتالى فإن العرض كلنا نلتف حواليه من أجل النجاح».

وعن أنه لماذا لم يذع العرض على شاشة التليفزيون عقب النجاح الذى حققه على خشبة المسرح قال: «بصراحة هذه مسائل فنية وتخضع للقوانين لأنها إنتاج مسرح الدولة وحتى يتم إذاعتها على التليفزيون لابد أن تتقدم قناة حتى تقوم بشرائها وشراء حق عرضها».

وعن سؤاله حول رد فعل الجمهور فى البداية قال: «لم أتخوف لأننى عندما أقدم على عمل لابد أن أكون متأكداً أن الجمهور سوف يكون راضياً بنسبة كبيرة عما يقدم لأننى أيضاً من الناس وأعرف ماذا نحتاج أن يشاهد الجمهور فى الفترة الحالية لذلك لا أتخوف نهائياً من أى عمل أقوم بتقديمه، لافتًا إلى أن الجمهور استقبل فكرة المسرحية بشكل عظيم جدًا وكنت أتوقع هذا منذ البداية».

وتابع: «أن فكرة العمل هو النجم يجعل جميع فريق العمل يشعرون بالحب والخوف على ما يقدمونه، ولا يوجد أنانية بين أحد لأننا الحمد لله يجمعنا الحب الشديد، وأتمنى أن هذا الحب يستمر حتى نصل بالمسرحية إلى أبعد الحدود».

وقال الفنان طارق صبرى، إن المعايير التى جذبته حتى يخوض تجربة المسرح بشكل احترافى من جديد هى كتابة الورق بشكل ممتاز والمكان الذى يعرض فيه المسرح، لافتًا إلى أنه كان يهتم بالديكور والتفاصيل التى ستعرض عليها المسرحية حتى تكون مكتملة الأركان.

وعن الجوائز التى حصلت عليها «يوم أن قتلوا الغناء» فى المهرجان القومى للمسرح قال: «لم أكن أتوقع جميع هذه الجوائز، كما أننى أعتبر الجوائز بمثابة شهادة تقدير نهائية لتعبر عن النجاح، ولكن النجاح الحقيقى هو نجاح العرض أمام الجمهور لأن المشاهدين هم الذين أعطونا جائزة أفضل عرض لحرصهم الدائم ويوميًا نرفع شعار كامل العدد الحمد لله على مشاهدة العرض.

وتابع: «والحمد لله الجمهور يشعر بطاقة إيجابية وروح مميزة عقب انتهاء العرض وكل هذا بالتأكيد نابع من حالة الحب والتفاهم التى يعيشها جميع طاقم العمل فى الكواليس، وبالإضافة إلى ذلك فإن العملية المسرحية عملية معقدة جدًا لأن الجمهور عامل فعال فى العرض، وأكد أن فى لحظات عرض المسرحية ينتظر الممثل من الجمهور رد فعل معيناً غير التصفيق له ولكن يحتاج الممثل إلى أن يشعر بطاقة إيجابية نابعة من داخل الجمهور».

وعن هدف المسرحية قال: «الهدف من مسرحية (يوم أن قتلوا الغناء) أن نوصل رسالة إلى الجمهور بأن لا يوجد شىء يسمى يأساً، لابد أن يكون الأمل موجوداً دائمًا وأن الفكرة لا تموت، بالإضافة إلى ذلك فإن السيناريو به تركيبة تجعلك لابد أن تخرج بطاقة إيجابية كبيرة بعد مشاهدة العرض».

سألناه حول عدم عرض المسرحية على شاشة التليفزيون، قال: «عندما ننتهى من عرض (يوم أن قتلوا الغناء) بشكل نهائى ونقرر أننا لن نقوم بعرضها مرة أخرى سوف تسجل لتعرض على التليفزيون حتى يظل تاريخ المسرحية موجوداً ويشاهدها الكثيرون».

وحول أهمية المسرح بالنسبة له، قال: «أنا باحب المسرح لأنه يعتبر اختباراً حقيقياً للممثل أمام جمهوره ويحتاج إلى طاقة كبيرة لأنه لا يوجد به زاوية تصوير معينة أو عندما يشعر الممثل بالتعب والإجهاد يتم إيقافه فإن خشبة المسرح بتفضح الممثل وتكشف عدم الصدق، لافتًا إلى أنه لابد أن الجمهور يقتنع بفكرة العرض حتى لا يشعر بأنه من الخيال ويعيش قصة المسرحية والحمد لله الجمهور وقت الضحك يضحك بهستيريا شديدة ويبكى فى نفس الوقت ووقت الغناء يتفاعل بالغناء معنا وكل هذا نابع من صدقه للعرض الذى يشاهده».

وعن المعايير التى يختار عليها أعماله قال: «بصراحة المعايير التى تدفعنى لاختيار أعمالى الورق فى البداية أقوم بقراءة السيناريو فإذا نال إعجابى أوافق على الفور».

ويذكر أنه تعرض حالياً مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» على مسرح بيرم التونسى فى محافظة الإسكندرية، ومن المحتمل أن يمتد العرض إلى الأسبوع القادم، ولكن تتغيب بطلة العمل هند عبدالحليم عن الظهور على خشبة المسرح.

مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» تأليف محمود جمال، وإخراج تامر كرم، وبطولة علاء قوقة وياسر صادق وحمادة شوشة وطارق صبرى ومحمد ناصر وأداء صوتى للفنان الكبير نبيل الحلفاوى.

3 حصل العرض المسرحى «يوم أن قتلوا الغناء» على ثلاث جوائز فى الدورة العاشرة فى المهرجان القومى للمسرح.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل