موقع تابع للكونجرس: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني أفضل قرار

"خطاب ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني يكشف أن هذه الصفقة كانت خاطئة منذ البداية"، هكذا بدأ موقع "ذا هيل" الأمريكي، تقريره، مشيرا إلى خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجومي على إيران، الذي ألقاه أول من أمس الجمعة.

قال الموقع الأمريكي، التابع للكونجرس، إن الرئيس ترامب لم يعلن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع عام 2015، ولكنه اتخذ خطوة هامة نحو القيام بذلك، في خطاب تاريخي يوم الجمعة.

"ذا هيل" يرى أن انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق سيكون أفضل مسار، مؤكدا أنه القرار الذي يجب أن يتخذ، "لأنها صفقة معيبة".

وأشار الموقع إلى أن إيران استفادت من الاتفاق على الساحة العالمية، وسمح لها بالحصول على أكثر من 100 مليار دولار من عائدات النفط المجمدة، فضلاً عن 1.7 مليار دولار وصلت سرا من الولايات المتحدة إلى إيران. وفي المقابل لم تلتزم بشروط الاتفاق التي تقضي بالحد من تطوير برنامجها النووي.

وتابع الموقع الأمريكي بالقول إن "توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعيدا عن المخاطر والالتزامات الضارة لهذه الصفقة بمثابة مهمة شاقة، حيث أصبح الأمر أكثر صعوبة، لأن الثروة النفطية الإيرانية هي الطعم لعقود تجارية مربحة تأتي من أوروبا لصالح الحفاظ على الصفقة".

وفي محاولة لمواجهة هذه الصفقة، بدأ ترامب وسيلته للكشف عن الحقيقة. وفى خطابه يوم الجمعة، بدأ بتفصيل المشكلة الجوهرية التى لا تمثل البرنامج النووى الإيرانى فى حد ذاته، لكنها تمثل طبيعة نظام طهران، الذي وصفه بأنه راعي الإرهاب الرئيسي فى العالم، ويعمل على نشر الموت والدمار والفوضى في جميع أنحاء العالم، وفقاً للموقع الأمريكي.

وأوضح ترامب كيف أن الاتفاق، الذي يعرف باسم "خطة العمل المشتركة"، قد دعم الديكتاتورية الإيرانية سياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أنه "منذ توقيع الاتفاق النووي، تصاعد العدوان الخطير للنظام فقط".

وأوضح موقع "ذا هيل"، أن هذا الحديث لا يجيب عما إذا كانت أمريكا تنسحب من صفقة إيران، ولكن ترامب فتح الطريق الآن أمام نقاش قوي، لتفادي احتمال كابوس نظام طهران المسلح بصواريخ نووية، لأن هذا الأمر يمثل تهديدا لأمن أمريكا وحلفائها.

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، إن "قرار ترامب بعدم التصديق على الاتفاق النووي الموقع مع إيران يمكن أن يجعل خطر الحرب قريبا من أوروبا".

وتابع جابرييل: "قرار ترامب بشأن الانسحاب من الصفقة، قد يكون فرصة للمتضررين الإيرانيين الذين يسعون للحصول على مزيد من الحماية من أمريكا"، مضيفا: "وقد يعودون بعد ذلك إلى تطوير أسلحة نووية، ولكن إسرائيل لن تتسامح مع ذلك، وبالتالي ستعود بلادنا حيث كنا قبل 10 أو 12 عاما إلى مواجهة خطر نشوب حرب في أوروبا".

وأكمل وزير الخارجية الألماني حديثه قائلاً: "ما يقلقني هو أن ما يحدث في إيران، أو مع إيران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لن يبقى قضية إيرانية فقط، ولكن العديد من الدول الأخرى في العالم سوف تنظر فيما إذا كان ينبغي لها أن تحصل على أسلحة نووية أيضا، نظراً لإلغاء مثل هذه الصفقات، وسيكبر أطفالنا وأحفادنا فى عالم محفوف بالعديد من المخاطر".

وحث جابرييل واشنطن على عدم تعريض أمن حلفائها وشعبها للخطر لأسباب سياسية محلية.

ومن جانبه، ذكر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني مارتن شولتس أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران سيكون إشارة سيئة للعالم.