الإتحاد الدولي للإعاقات "ما يعرفش شغلته".. والدة "نديم" تستغيث بوزير الشباب والرياضة: "الحقنا" - صوت الأمة

لم تكن تتخيل يوما أن يصل بها الأمر أن تعاني كل هذه المعاناة كي يصل صوتها إلى المسئولين من أجل ابنها، كما حدث مع "عالية عادل مصطفى حافظ"، والدة الطفل البطل نديم إيهاب، 16 سنة، الذي يعاني من مرض التوحد الذي يعرفه الأطباء النفسيين بأنه اضطراب في النمو العصبي، يتجلى بشكل أساسي في قصور في السلوكيات الاجتماعية، وكذا في التصرفات النمطية المتكررة.

التوحد.. من المشكلات الكبيرة التى تواجه الأسرة لأن الطفل التوحدي صعب التعامل معه وصعب تكيفه مع واقع مرضه وواقعه الحياتي والمعيشي، لأنه ببساطة يفتقد لأبجديات وبديهيات هذا الواقع، وبتأثير هذا المرض، مُنِع الأطفال المصابون بالتوحد من الاندماج في المجتمع.

وروت "عالية" بحزن، لـ"صوت الأمة"، معاناتها وزوجها في أزمة ابنها الطفل "نديم"، حيث أكدت أن نجلها نديم إيهاب، صاحب الـ16 عامًا، يعاني من مرض التوحد "اوتيزم"، إلا أن هذا المرض لم يمنعهم كأسرة من محاولة مواصلة الأمر مع نجلهما، وذلك عن طريق تربية "نديم" تربية رياضية متمثلة في ممارسة رياضة السباحة، وبالفعل شارك "نديم" في عدة بطولات محلية وحقق أرقاماَ قياسية.  

وفي تلك الأثناء، تأهل "نديم" إلي بطولة العالم بالمكسيك الأناس "INAS" المقامة من ٢٧ نوفمبر إلى ٤ ديسمبر، وذلك عقب إحرازه ٣٠:٧٥ في الـ ٥٠ متر حرة، وكان الرقم المطلوب للتأهل لهذه البطوله ٣٢ ثانية، ونظرًا لأن هذه هي أول بطولة دولية لـ"نديم"، قررنا أن والده سوف يكون مرافق ليه في هذه الرحلة على نفقتة الخاصة، حسب قولها. 

السبب وراء مرافقة والد نديم له كان نتيجة معاناة الطفل من التوحد، حيث الصعوبة في التواصل مع الآخرين وصعوبة في التأقلم مع أي مناخ جديد، وبعض مشاكل في حاسه السمع "سماع الأصوات مجسمة" واللمس والتذوق، كذا نتيجة الصعوبة في الأطعمة والأغذية التى يجب أن يتناولها، كل هذا جعل هناك ضرورة حتمية في اتخاذ قرار مرافقة ومصاحبة والد "نديم" له في البطولة على حسابه الشخصي، وضرورة تواجده مع نديم في غرفته والفندق حتي لا يتعرض "نديم" لأزمه نفسيه، نظرا لأنها تجربة كلها جديده عليه من حيث: "المدرب، والسباحين ، والسفر، وبلد جديدة، و بطولة دولية"، وردد والدة "نديم" قائلة: "بكرر أن التوحد بيجد صعوبة في التأقلم مع أي مناخ جديد".

ولكن فوجئت الأسرة أثناء الاجتماع مع أمل مبدي، رئيسة الاتحاد الدولي للإعاقات الذهنية، برفضها التام لمسألة مرافقة والد نديم في غرفته والفندق، ما يؤكد أن رئيسة الاتحاد الدولي للإعاقات الذهنية ليست على دراية كافية بطبيعة أمر أمثال هؤلاء الأطفال؛ لأن مثل هذا القرار سيتسبب في عقده نفسيه لـ"نديم"، حيث أنها تجهل تمامًا طبيعة الإعاقة الموجودة لدى الطفل "نديم"، على حد تعبيرها.

وتساءلت "عالية": "ما الضرر في وجود والد نديم مرافق له في هذه الرحلة علي نفقته الخاصه؟، حيث أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وله ظروف خاصة"، وتابعت: "هل نضيع على الولد فرصة المشاركة في بطولة العالم نظرا لأن رئيس الاتحاد رفض تواجد والد نديم مرافق ليه علي نفقته الخاصة؟، مع العلم أن في اتحادات أخرى بيسمحوا بسفر الأهالي، وإن البلاد التي تحترم الاحتياجات الخاصة بتقوم بإزالة أي عوائق أمام الأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة"، ورددت قائلة: "لماذا التعنت؟، ليه بتحبوا تعذبونا؟ مش كفاية وجع قلبنا على أولادنا".

وناشدت "عالية" خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، بضرورة النظر والاهتمام بمشكلة "نديم" واتخاذ كافة الإجراءات لإزالة مثل هذة القرارات التي تقف عائقًا أمام الطفل، حيث أن البطولة متبقي عليها 42 يومًا، و"نديم" لم يبدأ عملية التدريب حتى كتابة تلك السطور، وضرورة صدور قرار بسفر والد "نديم" ومرافقته له.

يشار إلى أن مرض "التوحد" سبق مناقشته فى عام 2006 بفيلم "التوربيني"، قام ببطولته الفنان شريف منير، والفيلم مأخوذ عن قصة الفيلم الأمريكي رجل المطر، حيث يعالج بصورة جديدة ومختلفة مشكلة الطفل المتوحد الذي يعاني من مرض نفسي يجعله ينعزل عن الناس إلا أنه يكون من أصحاب المواهب والقدرات الذهنية العالية.

القوى العاملة: إطلاق مبادرة بين الشركات لتعيين 5% من متحدي الإعاقة العام المقبل