توابع معركة مصر فى «اليونيسكو».. دبلوماسيون: 3 مكاسب لمصر أبرزها كشف وجه قطر القبيح

خاضت مصر معركة صعبة فى انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» التى استمرت على مدار 5 أيام، وانتهت بفوز المرشحة الفرنسية أودرى أزولاى، وأكد دبلوماسيون وسياسيون ومثقفون أن مصر خرجت بمكاسب من السباق، رغم خسارة مرشحتها السفيرة مشيرة خطاب فى جولة الإعادة أمام منافستها الفرنسية، وشددوا على أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهداً كبيراً، ومصر كانت أحق بهذه الدورة، فيما انتقدوا موقف قطر خلال العملية الانتخابية مؤكدين أنها استخدمت المال والابتزاز السياسى، ولعبت دوراً فى قطع الطريق على مصر التى كانت من بين المرشحين بالفوز قبل انطلاق السباق.

وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس حملة المرشحة المصرية فى انتخابات اليونيسكو، لـ«الوطن»، إن مصر خاضت معركة كبيرة، واستطاعت أن تكسب أصواتاً جديدة مع كل جولة من الجولات الخمس التى خاضتها، والدبلوماسية المصرية لعبت دوراً كبيراً، ونقلت رسالة إلى العالم بالمبادئ والركائز التى تتبناها مصر فى جميع مواقفها، مضيفاً: «لم تكن الانتخابات مجرد منافسة على مقعد دولى، لكنها أيضاً كانت إعلاناً للمواقف، والجميع أصبح يعرف الموقف المصرى من الحث على السلام والتعايش ودعم الشعوب والدول ومواجهة جميع الأطراف التى تستخدم العنف أو تحرض عليه أو تدعمه أو تموله»، وقال «العرابى» إن بعض الأشقاء والشركاء الدوليين الذين دعموا مصر فى هذا السباق وقفوا إلى جانبها على مدار أيام التصويت وشكلوا صفاً واحداً لدعم المرشحة المصرية، متابعاً: «مصر لن تنسى هذه المواقف فى الأوقات الصعبة، وهى تعرف أصدقاءها جيداً، وتعرف أيضاً من يعمل ضد مصالحها».

«العرابى»: العالم كله أشاد بموقفنا وعلينا النظر للأمام.. و«الخولى»: قدمنا نموذجاً للشرف والنزاهة فى الدبلوماسية

وحول التصويت السرى، طالب «العرابى» بأن يكون التصويت على المناصب الدولية علنياً وليس سرياً، لتصبح المواقف مكشوفة ومعلنة، ولقطع الطريق على ما سماه «الممارسات غير الشريفة» التى يمارسها البعض، قائلاً: «إذا كانت الدول الغربية تنادى بالديمقراطية والشفافية، فعلينا أن نسلك فى الانتخابات نفس الشىء فى هذه المناصب الرفيعة، ومن غير الطبيعى أن يكون صوت الدولة فى يد مندوب يصوت سرياً ولا يعرف أحد لمن صوت هذا المندوب، حتى دولته، وهذه أمور تحتاج إلى إصلاح وإعادة نظر»، وفى الوقت نفسه دعا رئيس حملة «خطاب» إلى غلق صفحة انتخابات الـ«يونيسكو» والنظر إلى الأمام، قائلاً: «مصر أدت أداءً مشرفاً، والعالم كله شهد بذلك، حتى المرشحة الفرنسية الفائزة أشادت بمكانة السفيرة مشيرة خطاب وكفاءتها، وأكدت تقديرها للدور المصرى إقليمياً ودولياً، وبالتالى مصر فى صدارة المشهد الدولى وتخطو قدماً إلى مكانتها التى تستحقها».

وقال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مصر قدمت نموذجاً لمدرسة دبلوماسية تقوم على الشرف والنزاهة والمواقف الواضحة، مؤكداً أن انتخابات اليونيسكو من الممكن قراءتها على أنها كانت سباقاً بين محورين، المحور الأول تمثله مصر لإرساء السلام والقيم الدولية والمحافظة على الشعوب ودعم الدول الوطنية، وطرف آخر يمثل الإرهاب وكل معانى الشر، قائلاً: «وضحنا بشكل أكبر الوجه القبيح لدولة قطر أمام العالم كله، وقدمنا صرخة للضمير العالمى ليعود إلى يقظته أمام المخالفات التى تُرتكب ليس فى هذه الانتخابات فقط لكن فى محافل دولية عديدة، خاصة أن قطر أصبحت عنصراً مفسداً فى أى محفل دولى بسبب استخدامها للمال وعلاقاتها الفاسدة مع عدد من الدول والمخالفات الفجة فى عمليات شراء الأصوات، حدث ذلك فى السباق على استضافة مونديال 2022، ثم تكرر فى انتخابات اليونيسكو»، وأضاف النائب البرلمانى أن المذكرة التى تقدمت بها مصر ليست مذكرة اتهامات لكنها مذكرة إيضاح تطالب فيها بالتحقيق فى المخالفات التى وردت خلال السباق، والمذكرة لا تخلو من رسالة سياسية بشبه إعلان رسمى بوجود مخالفات، وأعتقد أن مصر ستأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وستتابع المذكرة للتحقيق فيها».

ووصف عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، سباق الـ«يونيسكو» بأنه كان معركة صعبة خاضتها مصر بنجاح، رغم الخروج من السباق أمام المرشحة الفرنسية، مؤكداً أن الأهم من المنصب هو الموقف المصرى الذى أصبح واضحاً للعالم كله، والدور المصرى الذى بات مطروحاً ومؤثراً فى مختلف المحافل والقضايا الدولية والإقليمية، مضيفاً: «لا أحد يمكنه أن يلوم الخارجية المصرية، بل يجب تحيتها على ما بذلته فى هذا السباق، ومشيرة خطاب سفيرة ذات كفاءة عالية وخبرة ثرية، وهى مرشحة كانت جديرة بإدارة هذه المنظمة الدولية الكبرى، لكن اليونيسكو خسرتها فى وقت تحتاج فيه المنظمة إلى إدارة عالية المستوى».