وزير ثقافة العالم | المصري اليوم

خاضت مصر معركة على منصب مدير عام مؤسسة اليونسكو.. وهى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- يعنى بالبلدى كده- وزير ثقافة وتعليم العالم كله!!! منصب كبير وخطير خاضت مصر معركته بشرف وخسرت أمام خصم كريم.. معركة كبيرة والخوض فيها فى حد ذاته شرف وقيمة. فى الوقت نفسه.. فى الوطن نفسه.. تؤدى طيور الظلام مهمتها القديمة بنفس الكفاءة وذات البشاعة والقسوة.. ولم تكفهم حوادث الاعتداء المتكررة لمواطنين آمنين على الهوية الدينية بل قرروا أن يزيدوا الأمر اشتعالا واستفزازا فيصبح الاستهداف ليس فقط على الهوية الدينية، بل للرموز الدينية ورجال الدين.. لم يعجبهم ضبط النفس وثقافة المصريين السمحة فقرروا جرنا لمستنقع أكثر قذارة وأكثر خسة.

إنه تحد كبير ولكنه بسيط.. نعم كبير وبسيط فى نفس الوقت.. كبير بحجم وطن مثل مصر يحتاج إلى تطهير كل شبر فيه من ثقافة لا منطقية من استعلاء الجهل على العلم استعلاء الباطل على الحق استعلاء القوة على القانون!

لكنه بسيط بساطة مجموعة من القرارات وقدر يسير من المشروعات وتفعيل لما هو موجود فعلا من قوانين!

يقولون إن الزيادة السكانية تبتلع كل تنمية وأقول إن الجهل يبتلع كل مشروعاتنا الكبرى ويعطلها.. لمن الطريق والمصنع والمدرسة؟! لمن المسرح والشارع والحديقة؟! لجهلاء يدمرونها، أم لمواطنين صالحين يعمرونها؟!.

أزمة الإرهاب أزمة ثقافية قبل أن تكون أزمة تجديد خطاب دينى.. دم أولادنا مباح لأننا نسلم أجيالا بلا عقل لأبواق بلا منطق.

أطلقنا مئات المبادرات.. بدءا من رأس الدولة حتى أصغر مسؤول.. لكننا لم نخض التحدى بعد..والسؤال: هل لدينا شخص ما يمتلك الرؤية؟! نعم لدينا المئات من أصحاب الرؤى.. لكن أصحاب الرؤى بلا سلطة للتغيير.

وأصحاب السلطة الثقافية.. بلا رؤى!!!

هل تقبل، مثلا، سيدة بقامة السيدة مشيرة خطاب منصب وزير ثقافة مصر؟!

هل نرشح من كانت مرشحة لوزارة (ثقافة العالم) لتولى مهام وزارة فى وطنها؟ هل نجعل هذا الاختبار نموذجا بأن الثقافة تبدأ من القلب.. ثم تصدر إلى العالم كما كان أجدادنا يفعلون؟!.

أنا شخصيا- مع إدراكى لفارق المسؤولية- أتمنى أن يفكر أحد فى هذا التحدى وهذا التكليف للسيدة مشيرة خطاب وهى مهمة قتالية لو تعلمون.. وأثق بأن تلك السيدة العظيمة بكل خبراتها الدولية والثقافية وخبراتها الوزارية كوزيرة للدولة والسكان ووزيرة للشئون الخارجية لمصر تعرف قدر التحدى.

أعتقد أن مهمة حماية الثقافة والتنوير فى مصر أصعب من رئاسة اليونسكو.. وبالنسبة لمصر.. أهم.