المحتوى الرئيسى

دروس اليونسكو | المصري اليوم

10/14 23:43

أعتقد أن دروساً عديدة مستفادة من المعركة على رئاسة اليونسكو، أهمها هو ذلك الدرس الواضح بألا مستقبل للعرب دون التضامن والوحدة، فلا المال وحده يكفى، ولا الفهلوة وحدها كافية، ولا العناد والانقسام يحققان أية مكاسب، ففى الوقت الذى سنحت فيه الفرصة على طبق من ذهب لأن يكون لهم موقع على الخريطة العالمية، من خلال منصة دولية يحترمها الجميع، لم يكونوا أبداً على مستوى المسؤولية، أما الدرس الداخلى أو المحلى، فهو أنه يجب الاعتراف بأن الترشيح المصرى لم يكن موفقاً من عدة وجوه.

لم يكن ترشيح السفيرة مشيرة خطاب (٧٢ عاماً) محسوباً بشكل كافٍ، كما لم يكن الترشيح محسوباً فيما يتعلق بحجم الدور المصرى فى المجتمع الدولى فى هذه المرحلة تحديداً، كما لم يكن محسوباً فيما يتعلق بالتنسيق مع المجموعة العربية على الأقل، بدليل وجود مرشحين عرب آخرين، كما لم يكن محسوباً فيما يتعلق بتلك التقارير الدولية المتعاقبة، التى تدين حقوق الإنسان فى مصر، وتراجع تصنيفات الشفافية وحرية الإعلام، إلى غير ذلك مما يقف عائقاً بالطبع أمام الوصول إلى مثل هذه المواقع.

فيما يتعلق بشخص مشيرة خطاب، بالتأكيد كان لدينا من الشخصيات من يمكن أن يحقق قبولاً أكثر من ذلك بكثير، ذلك أن خبرة مشيرة خطاب فى ظاهرها، أمام الرأى العام المحلى وبالتالى الخارجى، لا علاقة لها بالشأن الثقافى، خبرتها بالدرجة الأولى ارتبطت بالدبلوماسية والعلاقات الخارجية، وأحياناً بالأسرة والسكان، وتنظيم النسل، إلى غير ذلك مما لا علاقة له بأهداف المنظمة الدولية التى تحمل اسم (المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة) وهو ما يؤكد أن الاختيار لم تسبقه دراسات على حجم الحدث بأى من الأحوال، ناهيك عن أنها لم تسجل أى مواقف جادة فيما يتعلق بتدهور حقوق الإنسان فى مصر، ولو قولاً، ذراً للرماد فى العيون.

أما عن الدور المصرى دولياً خلال المرحلة الراهنة، فحدث ولا حرج، بل حتى إقليمياً أو عربياً وأفريقياً، ذلك أننا لم نستطع التأثير على المحيط العربى لسحب مرشحيه، أو المحيط الأفريقى للتنسيق، ما بالنا بالمحيط الدولى عموماً، لم نسمع عن أى جهود فى هذا الإطار فيما يتعلق بالمرشح القطرى، بل على العكس من ذلك، قاطعنا قطر، كما لم نسمع عن أى جهود فيما يتعلق بالمرشحة اللبنانية، على الرغم من العلاقات القوية بين البلدين، وذلك على الرغم من أن المنطق يؤازر المرشحة اللبنانية، كونها تعمل باليونسكو منذ عشرين عاماً، كما يمكن أن يؤازر أيضاً المرشح القطرى، الذى كان وزيراً للثقافة، قبل أن يكون مستشاراً للأمير للشؤون الثقافية، بينما كانت المرشحة الفرنسية «أودرى أزولاي- يهودية» أكثر ثقةً، كونها وزيرة للثقافة هناك، ناهيك عن الدعم الأوروبى.

الغريب هو أن هناك ست دول عربية أعضاء فى اليونسكو بخلاف مصر، هى: المغرب، والسودان، وقطر، ولبنان، وسلطنة عمان، والجزائر، المؤشرات الأولية كانت تشير، منذ البداية، إلى أن مصر ربما لن تحصل على صوت أى منها، لأسباب عديدة ومتفاوتة، على الرغم من أن المرشح العربى فى أى محفل دولى من المفترض أنه سوف يعتمد بالدرجة الأولى على أصوات المحيط العربى، ثم فى حالتنا من المفترض أن ننتقل بعد ذلك إلى المحيط الأفريقى، الذى يضم ١٦ صوتاً من بينهم ٣ من العرب، وقد بدا ضعيفاً هو الآخر، فى وجود المرشحة الفرنسية، أما عن القارة الآسيوية فقد كان هناك مرشح صينى، وآخر فيتنامى، وثالث أذربيجانى.

أما على صعيد دراسة الحالة المصرية، فقد نسى أو تناسى البعض، ممن قرروا خوض المعركة، أنه على الرغم من أن هذه المنظمة التى نحن بصددها، تهتم بالإعلان عن مواقع التراث الثقافى العالمى، وهى مواقع تاريخية أو طبيعية، إلا أن الأمر الأكثر اهتماماً الآن هو دور المنظمة فى النهوض بحرية التعبير وحرية الإعلام، باعتبار أنهما من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية، من خلال اليوم الذى تم تخصيصه لذلك، تحت اسم اليوم العالمى لحرية الإعلام، الموافق الثالث من شهر مايو من كل عام، وهو ما يصطدم مع الحالة المصرية، التى تشهد فى هذه الآونة، إغلاق وسائل إعلام، ومواقع إلكترونية، واعتقالات ومحاكمات تتعلق بالرأى، وغير ذلك من كثير، صدرت بشأنه إدانات دولية عديدة خلال الشهور والسنوات القليلة الماضية تحديداً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل