المحتوى الرئيسى

فقه الأولويات وإنجاز السيسى

10/14 23:33

فى واشنطن، يرى المصريون أن الدولة مطالبة بتحديد أولويات المرحلة المقبلة من تشغيل وبناء مصانع وتوقف إقامة المدن الجديدة مرتفعة التكلفة، ويرى الأجانب أن ما يفعله رئيس الدولة من انجاز يفوق التوقع، مع التأكيد على أن قرارات صعبة أخرى فى الطريق، لكنها تؤدى حتما إلى معدلات نمو مرتفعة، قدرها صندوق النقد 6% بحلول 2022، تزامن الامر مع تصريحات للرئيس بقدرة الدولة على تغطية تكاليف إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة واستعداد تمام على كل الأوجه.

سألت مسئولة كبيرة مصرية تركت مصر قبل نحو عامين وتعمل فى منصب دولى كبير عن ترتيب الاقتصاد، قالت بوضوح متى كان الهدف واضحا استطعنا الوصول، ضاربة مثالا على الامر بطرح شهادات قناة السويس وما حدث من جمع المليارات فى أقل من اسبوع، والنتيجة التى وصلنا اليها، قائلة إن عدم وجود ثمار نمو بعد تحمل ومشقة، ولا يشعر بها الناس لا معنى لها، مؤكدة ان مستوى التضخم قد ينخفض لكن الاسعار تظل مرتفعة.

وآخر يشغل منصبا دوليا ايضا وكان من عقول نظام مبارك المالية الكبيرة قال ان الأولوية الآن لا بد ان تنحصر فى اعادة ثقة المستثمر، ليس بقانون فقط لكن من خلال منظومة متكاملة نقدية ومالية وتشريعية، ومع يحدث الآن محاولات قد تفضى لنتائج، لكن قد تؤدى إلى زيادة غضب شعبى، وهو يظل موجود طالما ان المصانع متوقفة، والاستثمار مقتصر على ادوات الدين الحكومية دون وجود اموال طازجة تنعش الاقتصاد.

فى حين يرى آخر أن الدولة تقدم على مشروعات عظيمة، لكنها فى المقابل تتجاهل الأولويات من مكافحة الفساد وعدم التصدى للتهرب فى الجمارك والضرائب وغيرها، وهو ما يضيع مليارات الجنيهات، فى حين تكسب كراهية الناس بشكل مستمر بسبب الاسعار وفرض ضرائب مباشرة على كل ما يتعلق بالخدمات للوصول لخطة الغاء الدعم بالكامل خلال سنوات.

وللحق فى واشنطن اراء اجنبية ترى قوة القرارات التى اقدمت عليها الدولة، وشجاعة القرار السياسى فى تصويب الاقتصاد ومساره مع قدرة على الانجاز، فى المقابل من يرى ان الافراط فى الصرف على المدن الجديدة والمشروعات العقارية وناطحات السحاب والفنادق لا يتناسب مع الوضع الحالى، وهى ان كانت هامة لكن يجب التمهل فيها لصالح اقامة مصانع جديدة تمتص البطالة وتنتج وتصدر وتخلق تنافسية للعملة المصرية.

وهناك اجماع من قبل العديد من المشاركين فى الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى بأن البرنامج المصرى المقدم للصندوق به نقاط قوة، والجهة الممولة تتابع عن كثب، مع عدم انكار اننا قدمنا برنامجا متفائلا اكبر بكثير من واقعنا، لكن الايام المقبلة سوف تجيب.

● أحلى ما فى واشنطن قدرة الناس على التعايش رغم الاختلاف فى اللون والدين والاصول، وهدوء العاصمة، والاحساس ان الصحافة مهنة مقدرة، وقدرتها على الخلاف مع اكبر المؤسسات بما فيها مؤسسة الرئاسة والاجهزة الرقابية والامنية لصالح الناس.

● اسوأ ما فى واشنطن أن فيها الاجتماعات والصفقات التى تتآمر على شعوب وترسم خرائط الأرض حتى لو كانت تحمل شعارات انسانية.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل