المحتوى الرئيسى

شريف حبيب: بنى سويف أصبحت قبلة الاستثمار

10/14 23:32

قال المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، إن إنشاء مدينة صناعية زراعية عمرانية على أرض المحافظة لم يعد حلما، وستقام بالفعل على مساحة ٦٩ ألف فدان، وستضم مجمعا زراعيا متكاملا، وأول مجمع صناعى لإنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل من النباتات الطبية والعطرية.

وأضاف حبيب، لـ«الدستور»، أن المجمع الصناعى يستهدف توفير ٢٥٠ ألف فرصة عمل بعد الانتهاء من مراحله بالكامل، وأنه تم تسليم ٣٣ خطاب تخصيص أراض صناعية مجانية للمستثمرين على مساحة ٣٠٠ ألف متر، بمنطقة «كوم أبوراضى» الصناعية، والتى جاءت تنفيذا لقرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخصيص أراضى المنطقة الصناعية بالصعيد بالمجان لدفع عجلة الاستثمار.

وأكد أن الخطوات التى بُذلت فى الفترة الماضية انعكست بإيجابية على ملف الاستثمار، وأثمرت نتائج ملموسة، منها افتتاح مصنعين باستثمارات «مصرية- كورية» بلغت ٢٠٠ مليون جنيه، ويعمل بهما ما يقرب من ٤٠٠ عامل فى مجال تصنيع الأقمشة البوليستر، وصباغة وتجهيز الأقمشة الخام.

وتابع المحافظ: «انطلاقا من توجيهات الرئيس السيسى باستثمار جميع المقومات المتاحة لإحداث نقلة نوعية فى كل المجالات بالمحافظة، وبعد البحث والدراسة تبين لنا أن بنى سويف تمتلك ميزات تنافسية كبيرة فى مجال النباتات الطبية والعطرية، ولكن تقتصر على صناعات بدائية أو تجفيف هذه النباتات وتصديرها وبجودة قد ترفضها السوق العالمية مستقبلا».

وتابع: «لذا سعينا إلى الوقوف على مشاكل النهوض بهذه الصناعة، وأجرينا دراسات متكاملة من كل النواحى، والتى أثمرت التفكير فى إنشاء تلك المدينة الصناعية الزراعية العمرانية، على مساحة ٦٩ ألف فدان، وسيحدث هذا المشروع نقلة كبيرة فى مجالات عديدة، أهمهما زيادة الدخل القومى من العملات الصعبة وفرص العمل، حيث سيحقق صادرات تصل لـ٦٠٠ مليون دولار».

المحافظ: نسعى لتحويل القرى إلى عناصر منتجة

وحول ملف القرية المنتجة، قال «حبيب»: «تسعى المحافظة لتحويل القرى إلى عناصر منتجة تدعم ملف الاستثمار والإنتاج، من خلال خطة ترتكز على محاور متكاملة، أهمها عودة القرية للإنتاج، وتطوير مستوى الخدمات والمرافق، وتوفير جميع الاحتياجات الأساسية».

وتابع: «ولتنفيذ هذا الهدف تم تكليف رؤساء الوحدات والمجالس القروية بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية، بدراسة أهم ما يميز كل قرية من حيث المنتجات أو الحرف أو المهن، وإعداد تصور للنهوض بها ومتطلباتها الفنية والمالية، وتوفير جميع البيانات النوعية عن كل قرية وغيرها من المعلومات والمقترحات ليتم توفير الدعم المطلوب لتنفيذ خطة كل قرية».

وأكد أنه يزور مجموعة قرى بشكل أسبوعى، لبحث مستوى الخدمات بها، والوقوف على ميزات كل قرية لدعمها فى مجال الإنتاج، «وفى إحدى الزيارات الميدانية لعزبة عبدالشهيد، بمركز الفشن، تم افتتاح مشغل الفتيات بالعزبة كنموذج عملى لعودة القرية للإنتاج، والمشغل ينتج العديد من أنواع المشغولات والملابس والسجاد والأدوات والشنط المدرسية المصنوعة بأيدى فتيات القرية، واللاتى تم تدريبهن وإكسابهن الخبرات والمهارات ليكن عناصر نافعة ومفيدة لأنفسهن ومجتمعهن، وأقمنا معرضا لهذه المنتجات للترويج لها».

وأشار إلى أن المحافظة تسعى حاليا لإنشاء مركز لتجميع الألبان بمجلس قروى «دلاص» بمركز ناصر، من خلال الجمعيات الأهلية، كبداية وخطوة لإنشاء مصنع لمنتجات الألبان المتنوعة.

تجربتنا فى حل مشكلة الصرف الصحى رائدة

وحول مشكلات الصرف الصحى وتأثيرها على الدفع بملف الاستثمار، أشار «حبيب» إلى أن المحافظة نفذت تجربة رائدة لحل مشكلة الصرف الصحى بقرى المحافظة، وتخفيف الأعباء على المواطن القروى البسيط، من خلال تنفيذ أول محطة صرف صحى فى قرية البساتين تعمل بنظام «MBR»، وينتج عنها مياه صالحة للرى.

ولفت إلى أنه تم عرض التجربة على المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووعد بدعم المحافظة من خلال التنسيق مع وزارة التخطيط والمتابعة للبدء فى تعميم التجربة فى ١٠ قرى جديدة بالمحافظة كمرحلة أولى، مشيدا بالتجربة وبالحرص على تطبيق وتنفيذ حلول غير تقليدية لمعالجة مياه الصرف الصحى.

وأوضح المحافظ «يمتاز المشروع بقلة مساحة الأرض المطلوبة للإنشاء، وجودة المياه الناتجة من المعالجة الثلاثية، بحيث يمكن استخدامها فى الزراعة، حيث تم إدراجها فى الكود المصرى لإعادة استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة، فضلا عن إمكانية استخدام الناتج من المواد الصلبة كسماد وغيرها من المميزات، مثل عدم وجود روائح كريهة، وقلة التكاليف، وقياسية مدة التنفيذ مقارنة بالمحطات التقليدية».

وقال إن بنى سويف تسعى حاليا لدراسة إنشاء منطقة تصنيع داخل المحافظة لهذا النوع من المحطات، والذى سيجعل المحافظة مقرا ومركزا رئيسيا لهذه التكنولوجيا، ويوفر تكاليف النقل كما يوفر العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة.

وعن مشكلة الصرف الصناعى بمنطقة «بياض العرب»، التى تعد أكبر وأقدم المناطق الصناعية بالمحافظة، وظلت تعانى من هذه المشكلة منذ ما يقرب من ١٢ عاما، قال المحافظ: «كانت لها تداعيات سلبية على موقف الاستثمار بالمنطقة والمناطق السكنية المحيطة بها، وهى المشكلة التى لم تفلح معها بعض الحلول المؤقتة والمسكنات طوال السنوات الماضية».

وأوضح أنه تم تفعيل جمعيات المستثمرين لتلعب دورها كحلقة وصل بين المستثمرين من أصحاب المشروعات ورجال الأعمال والجهات الإدارية بالمحافظة، سواء مسئولى المناطق الصناعية أو مكتب الاستثمار بالمحافظة، وهو ما أثمر تكوين جمعيتين للمستثمرين بمنطقتى «بياض العرب» و«كوم أبوراضى»، وتم عقد لقاءات دورية معهم والاستماع لرؤيتهم ومقترحاتهم لحل المشكلات والشكاوى الخاصة بهم، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية.

مهلة لأصحاب المشروعات المتعثرة لتقييم الالتزام

وحول حل مشكلة المشروعات الجادة المتعثرة، أوضح محافظ بنى سويف أنه «تم منح مهلة لأصحاب المشروعات الجادة، وتشكيل لجان متابعة فنية وإدارية للمرور على هذه المشروعات، لتقييم مدى التزام أصحابها بالمهلة الممنوحة لهم، وتذليل العقبات التى قد تواجههم، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الإدارية والتنظيمية والفنية المطلوب استيفاؤها من الجهات التنفيذية المعنية، والقيام بسحب الأراضى من المشروعات غير الجادة لإتاحتها لفرص استثمارية أخرى أكثر جدية.

وحول أزمة محور المستشار عدلى منصور، أكد «حبيب» أنه تم بذل جهود كثيفة لخروج المشروع إلى النور وحيز التنفيذ، حيث كان يمثل حلمًا لأهالى بنى سويف طال انتظاره، كما يمثل أهمية حيوية ونقلة نوعية فى كل المجالات، خاصة فى مجال ربط شبكات الطرق، وتسيير حركة النقل بين المناطق الصناعية ومحافظات الجمهورية «البحر الأحمر شرقا، والفيوم غربا»، ما يدفع عجلة الاستثمار بالمحافظة.

وتابع: «إضافة إلى مجموعة من المكاسب الأخرى التى يحققها إنشاء المحور من خلال الإسهام فى تسيير الحركة التجارية والصناعية والزراعية بالمحافظة، خاصة فى ظل وجود معظم المناطق الصناعية بشرق النيل، مما يؤدى إلى جذب مزيد من الاستثمارات للمناطق الصناعية وسهولة نقل منتجات المناطق الصناعية الواقعة فى الغرب للتصدير شرقا عبر موانئ البحر الأحمر من خلال طريق الزعفرانة».

وفى قضية دعم المصانع المصدرة، والتى تدر عملة صعبة وتوفر فرص عمل، أكد حبيب أن المحافظة أصبحت قبلة للاستثمار، ومن أمثلة الشركات العالمية مصنع الجينز «إيمسيا دينيم لصناعة الملابس الجاهزة» بمنطقة بياض العرب، باستثمارات مليار و٧٠٠ مليون جنيه، ويعمل به ٧٠٠ عامل وعاملة، وتصدر منتجاته من البنطلونات الجينز إلى ألمانيا، فضلا عن مصنع شركة «سامسونج إلكترونيكس» مصر، بمنطقة كوم أبوراضى الصناعية، باستثمارات ٦٠٥ ملايين جنيه، ويعمل به أكثر من ٣ آلاف عامل، وهو من أكبر ٥ مصانع للشركة فى العالم، ويصدر لجميع أنحاء العالم بمعرفة الشركة الأم.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل