القليوبي: روسيا تسعى للتواجد في المنطقة العربية بــ'التكنولوجيا النووية'

قال الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، إن سعى روسيا لبيع التكنولوجيا النووية لمصر والسعودية يأتى من منطلق سعيها للتواجد داخل المنطقة العربية وبقوة، لافتًا إلى أن الدولة المصرية لديها عقد اتفاق نووي قديم مع شركة "روس أتوم" الروسية منذ 1957 وحتى الأن وأن التوجه المصري للتكولوجيا النووية هو توجه روسي بالكامل.

وأضاف "القليوبي"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تفعيل مشروع الضبعة النووى مع روسيا له بروتوكول مختلف مع "روس أتوم"، فيما يخص تكنولوجيا الجيل الثالث الحديثة جدا، مشيرًا إلى أن روسيا حاليا تنشيء 6 مفاعلات نووية من الجيل الثالث فى أوكرانيا، وكازاخستان ودولتان بالكتلة الشرقية من أوروبا.

وأوضح "أستاذ هندسة الطاقة"، أن هناك تعاونا كبيرا من روسيا تجاه مصر فى مجال التكنولوجيا النووية ودعم الدولة المصرية، كما سبق ودعمت دولة إيران بالتكنولوجيا النووية ، مشيرًا إلى أنه بالنظر لكل التكنوولوجيا الإيرانية المتقدمة هي فى حقيقتها تكنولوجيا روسية بحتة.

وتابع بأن الاتفاق المصري الروسي هو اتفاق يتكون من 4 عقود خاصة بالانشاء وعملية الوقود وعملية الصيانة وتشغيل المفاعل النووي، منوهًا بأن كل مايهم الجانب المصري هو الدعم المالى والتكنولوجي وجرت مفاوضات بين الجانبين حول الدعم المالي الروسي على أساس احتساب المدة الزمنية بأن يتم الدفع بشكل مؤجل لحين بدء عملية تشغيل المفاعلات النووية.

وأشار إلى أن إجمالى تكلفة الـ4 مفاعلات يبلغ حوالى 29 مليار دولار تتحمل الحكومة المصرية منهم 4 مليارات والجانب الروسي 25 مليارا ويتم سدادها على 30عاما لروسيا، مضيفًا، أن هذا الاتفاق يعد من أحسن عقود الشراكة بين مصر وروسيا.

وعلى جانب الدعم الروسي للسعودية، أشار "القليوبي"، إلى أن زيارة الملك سلمان لروسيا كشفت عن أن الشريك المهيأ لدعم السعودية في هذا الإطار هو الجانب الروسي أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية ، موضحًا أن المملكة تدرس الأن بجدية بأن تكون تعاقدتها مع روس أتوم.

وأضاف "خبير الطاقة العالمى"، أن السعودية بدأت البحث عن برنامج نووي خاص بها منذ عامين مع كوريا الجنوبية والصين وإنجلترا وشركة فرنسية منوهًا إلى أن روسيا تسعى هذا السعي الحثيث لكي تجعل من نفسها سوقًا لاسيما وأنها حتى الآن ليس لها قدم في المنطقة العربية إلا مصر هى الأولى مع الشريك الروسي كدولة عربية وكشريك تجاري وفى مجالات أخرى.