المحتوى الرئيسى

صور| أهالٍ بقرية الحبالصة يهجرون منازلهم بسبب طفح المياه الجوفية | أسايطة

10/14 14:16

الرئيسيه » بين الناس » صور| أهالٍ بقرية الحبالصة يهجرون منازلهم بسبب طفح المياه الجوفية

يشكو أهالي قرية الحبالصة في القوصية من ظاهرة المياه الجوفية التي تحدث في حالة ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، والتي تؤدي لإغراق منازلهم وهجرها في بعض الأحيان وإتلاف محتوياتها خاصة بعد تكبدها خسائر مادية في بناء منازلهم والإنفاق على تجهيزها… “الأسايطة” ترصد شكوى الأهالي في التحقيق التالي:

“ربنا يستركم أنكم جيتوا تصوروا”، حالتنا صعبة جدًا، فمنذ أربعة أو خمسة شهور تركنا بيوتنا وهجرناها بسبب الميه “اللي مش عارفين بتيجى منين”، هكذا بدأت صفية مصطفي، ربة منزل بقرية الحبالصة، حديثها عن مشكلة المياه التي تنفجر من تحت الأرض.

وأضافت صفية، أن المياه تزيد وترتفع وتصل إلي متر ونص ومترين فوق أرضية البيت، “إحنا سبنا بيوتنا وعايشين عند قرايبنا، مش عارفة أروح فين ولا أجى منين”.

وأكد جمال حشمت، موظف إداري بالمنطقة الأزهرية، أن موضوع المياه الجوفية التي تطفو من تحت الأرض في البيوت يحدث كل عام منذ أربع سنين، المياه في كل مكان، داخل حجرات النوم والإعاشة وعند حوش المواشي، هربنا للأدوار العليا وتركناها مهجورة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تطاردنا من تحت والتي لا يستطيع أحد تحملها، “اتخنقنا منها، بس هنروح فين”.

تدخلت آمال محمد، زوجة جمال، في الحديث قائلة: ” الناموس هرانا”، وعشان ليال كثيرة نستيقظ من النوم في حالة يرثى لها، “مش عارفين نعمل حاجة وعيالنا اتصابوا بالفيروسات والحساسية من الديدان في الميه وملناش بيوت تاني”.

تشير تحية حسين، ربة منزل، إلى جارتها راضية رياض، أرملة وتعيش بمفردها، هجرت بيتها وسافرت للإسكندرية عند ابنها، “البيت كله وقع، الحيطان وقعت علي الجيران بسبب الميه اللي طلعت من الأرض”.

ويروي ضياء عبد الجواد علي، شاب عشريني، بنينا البيت منذ فترة ليست بعيدة، عالي عن الأرض بكام متر حتى لا تصل له المياه، وقمنا بتشطيبه وأقمنا به، وفجأة ظهرت المياه مرة أخرى وغمرت الأرضيات، وردمنا أكثر من متر ولا نعرف ماذا نفعل؟

تجولنا وسط المنازل فوجدنا بيتًا مغلقًا فسألنا عليه، فرد أحد الأهالي: “ده بيت محمد كامل، هوه سابه خالص، ودلوقتي عايش هو ومراته وعياله في عشة في الغيط، علي أطراف البلد”.

وقالت رابحة راشد، “الميه ضربت في الحيطان ووصلت السقف اللي وقع عليّ وملقتش حد ينجدني، سبت البيت خالص وعايشة أنا وبنتي في أوضه عند ابني”، وهذا لا يرضي أحد.

يقول ناجح سليمان، عامل باليومية: “حرام اللي بيحصل ده، ردمت بيتي أكثر من عشر مرات بسبب الميه، وفي كل مرة نقول أنها لن تعود، ونفاجأ بها تطلع تاني، وتوصل لمتر ونص، فنضطر للنزح بسيارات الكسح مما يكلفنا مبالغ طائلة لا أستطيع توفيرها في أغلب الأحيان”.

استغاث عبد الرحمن محمد، بالمعاش، من هذه الأوضاع المتردية لبيوت القرية بسبب المياه، أنقذونا وأنقذوا أولادنا، متسائلا كيف نكون في أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ولا يوجد صرف صحي؟، هذه ليست حياة آدمية بالمرة، حسبنا الله ونعم الوكيل في المسؤولين.

وذكرت الحاجة حسنية، سيدة مُسّنة، أن المياه وصلت تحت الأثاث الذي تنام عليه، والحوائط سقطت ولا تعرف ماذا تفعل، “لينا رب اسمه الكريم”.

وأفاد محمد عصام، موظف بالشؤون القانونية بجامعة أسيوط، الناس هجرت البيوت بسبب المياه الجوفية وتشردوا في بيوت الجيران الأقل ضررًا، فمثلًا البيت كان طوله ستة أمتار، أصبح ثلاثة فقط، بسبب ردم الأرض، والأخضر اللي حضرتك شايفة ده في الحيطان، أصبح رمزًا للبيوت المنهارة.

واستنكر إبراهيم عبد العزيز، عامل، تقاعس المسؤولين وقال: والله لو تم حفر 5سم فقط من الأرض اللي في الشوارع، هتطلع ميه، البيوت كلها عندنا علي بركة من المياه الجوفية، منهم لله.

ووصف لنا الحاج أمين محمد أحمد، حاله قائلًا: أنا راجل علي المعاش وابني متزوج ويعيش معي، “معندناش مقدرة نعمل الحيطان من تاني، تعبنا قوي، الناس ردمت والميه تيجي عندنا لأن المنزل في حتة واطية”، أضف إلي ذلك انتشار الذباب بطريقة مرعبة، أولادنا أصيبوا بالهرش والحساسية بسبب المياه.

يشكو مصطفي شوقي، من النائب راشد أبوالعيون، عضو مجلس النواب بالدائرة، لأنه قام بإدخال الصرف الصحي لقريته “الأنصار” مارًا بقريتنا دون أن يعيرها أي اهتمام، ولما عرضنا عليه الأمر وإننا مستعدين تحمل تكاليف الوصلات الداخلية للشوارع مساهمة من الأهالي لتنفيذ المشروع عمل ودن من طين وودن من عجين، كله يعمل لمصلحته وبس، لله الأمر من قبل ومن بعد، .

يختتم الشيخ يوسف عمار، إمام ومدرس وخطيب بأوقاف القوصية، ومن أبناء القرية، الحديث عن معاناتهم قائلًا: لكل المسؤولين في مجلس الوزراء، وديوان المحافظة، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، ومجلس مدينة القوصية، والوحدة المحلية بمير، شكونا لطوب الأرض، ولا حياة لمن تنادي، شارحًا الحل ببساطه في أمرين، الأول أن يتم تغيير شبكة مياه القرية بالكامل، والثاني يتمثل في إدخال الصرف الصحي في أقرب وقت لما يلحق بنا من أخطار محققة وأمراض تفتك بأبنائنا.

وأشار إلي شراء قطعة أرض مساحتها 600م من الدير المحرق بالجهود الذاتية من أجل أن يتم مشروع الصرف الصحي، ولكن للأسف لم يتم شئ حتى تاريخه، ونتوجه لرئيس الجمهورية بفتح تحقيق عاجل في هذه المأساة الشديدة التي نعاني منها منذ عدة سنوات وتحويل المسؤولين عن هذه الكارثة الإنسانية إلي المُحاكمة العاجلة بتهمة قتل المواطنين.

تقول المهندسة هويدا الشافعي، رئيس مدينة القوصية، إنه توجد قريتين بالمركز بهما ظاهرة المياه الجوفية الحبالصة وقرية نزالي جنوب، والمياه الجوفية ظاهرة طبيعية موسمية تظهر شهرين في العام الواحد، والأهالي لديهم علم بذلك وتحدث عند ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل، ويقتصر دور مجلس المدينة على إرسال سيارات كسح لشفط المياه من القرى للتقليل من تضرر الأهالي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل