المحتوى الرئيسى

منحة من خلال محنة | المصري اليوم

10/14 08:38

كنت أتحدث مع زوجة شقيقى الأصغر. كان قد تعرض لمحنة. لسخافة بيروقراطية. لمرض الأخذ بالأحوط.

سألتها: هل ابنتك الكبرى وأولادها بخير؟.. نعم.

هل ابنك وابنتك الصغرى بخير؟.. نعم.

هل أبوك وأمك فى صحة وسلام؟.. نعم.

هل تفضلين أن يكون زوجك فى العناية المركزة بسبب حادث طريق. وهذا وارد. أم سليماً ومحتجزاً فى قسم الشرطة؟.. محتجزا بالطبع.

هل تعلمين أن سلامة كل من ذكرناهم هى سلامة مؤقتة. منحة ننعم بها إلى أن يشاء الله.

هناك وجه جميل ظهر مع قدوم المحنة. ألم تلاحظى حالة التوحد التى باتت عليه العائلة كلها. وجودهم حول زوجك فى مكان احتجازه. سعى الجميع لتدبير الكفالة المطلوبة دون حسابات. التفاف سيدات العائلة من حولك ليشددن من أزرك. أليست هذه مظاهر جميلة تبدت. لم تكن أبدا فى الحسبان. دعينى أعيد عليك رسالة جاءتنى تعكس هذا المعنى بشكل أوضح.

«أن تشعر بأن ما معك وما فيك وما حولك هو لك، وجزء من تكوينك.

فتشعر أنك ترى لأنك ولدت بعينين.. وتسمع لأن لك أذنين.. وتشترى لأنك تملك المال.. وتتحدث لأنك قادر على التعبير.

أن تذهب للتسوق وتضع ما تريد فى العربة وتدفع التكلفة وتعود لمنزلك.. لأن هذا حقك فى الحياة.

أن تتعود على دخول بيتك.. وعلى أهل بيتك وتجدهم بخير وفى أحسن حال وكأن هذا هو ما يجب أن يكون.

أن تألف نعم الله عليك وكأنها ليست بنعم بل حق مكتسب.

فإذا ألفت النعمة.. صرت تأكل دون أن تتذكر من بات جائعا أو من يملك الطعام ولا يستطيع أن يأكله.

أصبحت ترى وتسمع وتتكلم ولا تتذكر من فقد تلك النعم.

أن تتسوق وتدفع مشترياتك وتعود للمنزل دون أن تحمد الله على نعمة المال وامتلاك البيت الذى فيه تنام.

أن تدخل بيتك دون أن تستشعر نعمة الله عليك بالستر والمودة بوجود أم أو أب أو زوجة وأطفال بصحة وفى أفضل حال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل