المحتوى الرئيسى

«96 ساعة فى شرم الشيخ».. ماذا يحدث فى منتدى شباب العالم؟

10/14 01:20

تنطلق فعاليات منتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من ٤ إلى ١٠ نوفمبر المقبل، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويعد المنتدى فرصة للشباب من جميع دول العالم للحوار الجاد والمباشر سواء مع بعضهم البعض أو مع صناع القرار والمسئولين حول العالم، وسيتم من خلاله مناقشة جميع القضايا، التى تهم الشباب، بهدف الوصول لصيغة حوار مشتركة تسهم فى جعل العالم مكانًا أفضل.

وتعقد اللجنة المنظمة لفعاليات المنتدى اجتماعات مكثفة، لبحث الإجراءات التنظيمية واللوجستية، بحضور مئات الشباب المتطوعين، حيث أنهت التفاصيل الخاصة بالمناقشات، والمحاور، وورش العمل، بما فى ذلك الجزء اللوجستى المتعلق بالاستضافة، ومتابعة إصدار تأشيرات دخول الضيوف، وإصدار تذاكر السفر وترتيبات الإقامة فى الفنادق وغيرها، وإعداد مركز صحفى عالمى يستوعب مئات الإعلاميين ووكالات الأنباء العالمية التى وافقت على الحضور للتغطية، وإعداد مركز ضخم للترجمة يقوم بالترجمة الفورية بست لغات عالمية.

ويشهد المنتدى إقامة منصة للحوار بين شباب العالم لمناقشة القضايا التى تهم الرأى العام الدولى، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من ٣ آلاف ضيف من مختلف أنحاء العالم، من بينهم رؤساء دول وحكومات ومبعوثون شخصيون لرؤساء، ووزراء ومفكرون وشخصيات عامة مؤثرة وإعلاميون ونشطاء مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعى.

كما وافق عدد من الرؤساء على المشاركة فى المناقشات، وطرح وجهة نظر دولهم إزاء عدد من القضايا العالمية المهمة.

وقالت مصادر فى رئاسة الجمهورية، إن الموازنة العامة للدولة لن تتحمل أى تكلفة سواء فى تنظيم المؤتمر أو استضافة الوفود، مشيرة إلى أن مجموعة من البنوك والشركات تعهدت بتمويل تكلفة التنظيم من ميزانية الدعاية والإعلان والخدمات والمسئولية الاجتماعية وتأهيل الشباب.

وأضافت المصادر أن مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع كل تفاصيل الإعداد للمنتدى، ويعطى الرئيس توجيهاته بأن يكون الإعداد على درجة كبيرة من الدقة التنظيمية بحيث يُكتب له النجاح. وأشارت إلى أن فكرة تنظيم المؤتمر مصرية خالصة إعدادًا وتنظيمًا، استجاب لها الرئيس، حيث كانت الفكرة المطروحة فى البداية هى تخصيص جانب من المؤتمرات الدورية للشباب لمناقشة القضايا الدولية، غير أن الفكرة تطورت وتحولت إلى منتدى يشارك فيه شباب العالم.

وتابعت: «لم تتم الاستعانة بأى شركة علاقات عامة أجنبية لتنظيم المنتدى، حيث تشكلت على الفور مجموعات عمل شبابية مصرية متطوعة، وطرحت أفكارًا وأجرت اتصالات مع شباب العالم رغم أن الموارد محدودة، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعى للاتصال بمجموعات شبابية فى مختلف دول العالم تهتم بقضايا ومشكلات ذات اهتمام عالمى مشترك».

وأوضحت أنه تم توجيه الجهات المعنية بدراسة كل المؤتمرات الشبابية المماثلة التى تعقد فى العالم، حتى يُكتب للمنتدى النجاح ولا يكون تكرارًا لفعاليات أخرى أو تقليدًا أعمى لها، وإنما ليكون منصة جديدة ومبتكرة تجمع بين شباب العالم على طاولة الحوار، لمناقشة قضاياه بكل صراحة وشفافية، باعتبار أن هؤلاء الشباب هم قادة الغد وحاملو شعلة التطوير والتقدم فى مجتمعاتهم.

كما تمت دراسة أهم القضايا التى يمكن أن تطرح على بساط البحث وتكون محور اهتمام مجموعات متباينة الثقافات فى مختلف دول العالم، خاصة القضايا الإنسانية التى يلتف حولها الجميع، والتى تحدد مسار البشرية فى العصر الحديث. وأكدت المصادر أن هذا المنتدى سيحقق أهدافًا سياسية واقتصادية وسياحية تؤكد تعبير «امتلاك القدرة» الذى أطلقه الرئيس، موضحة أن هذا المؤتمر من الألف إلى الياء صناعة مصرية خالصة، حيث يقوم بالتنظيم شباب متطوع، قام أيضًا بتصميم لوجو المنتدى وشعاره. وشددت على أن صاحب المنتدى الحقيقى هو شباب مصر، حيث بلغ عدد المشاركين فى الإعداد نحو ألف متطوع، ويحمل المؤتمر شعار «الجميع من أجل السلام والتنمية».

المنسق العام: خُضنا معركة مع جهات خارجية لا تريد إقامته.. والترويج السياحى أهم أهدافه

قال السفير عمرو عصام، المنسق العام للمنتدى، إن القاعة التى ستتم استضافة المؤتمر بها ستكون على البحر مباشرة، مشيرًا إلى أن هناك إقبالًا عالميًا غير متوقع على المشاركة فيه.

وأضاف أن سفارات مصر فى الخارج قامت بالترويج للمنتدى العالمى، وبذلك خلقت مصر حالة زخم دولية تؤكد مكانتها على الساحة العالمية.

وأكد أن مصر خاضت معركة قوية فى الإعداد لهذا المنتدى فى مواجهة بعض الجهات الخارجية التى لا تريد لمصر أن تكون لها مكانة على المسرح الدولى.

وأشار إلى أن هناك قضية مهمة يطرحها المنتدى، وهى: كيف يصنع العالم قادة المستقبل؟. وهل العالم قادر على أن يخرج مفكرين وشعراء وفنانين مثلما كان الحال فى الماضى وسط هذا التقدم التكنولوجى المتسارع؟ وكيف تؤثر الفنون فى تراجع مد التطرف والإرهاب؟.

وقال إننا سنعرض فى المنتدى تجربة مصر الحضارية والثقافية، وكيف أخرجت فنانين وشعراء وروائيين وكيف كانت رائدة فى الثقافة والفنون، وكذلك فى ريادة الأعمال، مؤكدًا أنه من المقرر بعد نجاحه أن يتحول إلى منتدى سنوى، فى ظل إمكانية تطويره فى السنوات المقبلة ليكون له طابع مؤسسى.

وأشار إلى أن من نتائج المنتدى الإيجابية أن يثبت قدرة مصر على التنظيم والإعداد الجيد للمؤتمرات الدولية، كما يبعث برسالة تؤكد ما تنعم به مصر من استقرار، خاصة أن وسائل الإعلام ستغطى المنتدى من داخل سيناء، مما يقدم تسويقًا سياسيًا خارجيًا مفاده أن مصر لديها رؤية سياسية مستدامة.

وأوضح أن المعايير الأهم التى يتم بمقتضاها اختيار مجموعات الشباب المشاركة فى المنتدى تتمثل فى المنظمات التى تتبنى قضايا الشباب، كما أن المشاركة رفيعة المستوى تمثل رسالة مهمة لتمكين الشباب وتبنيه من جانب القيادة السياسية فى مصر، ودول الضيوف.

الحديدى: «خلايا نحل» للتنظيم.. والجميع يعمل بروح الفريق

قالت السفيرة جيهان الحديدى، مديرة المنتدى، إن الهدف من استضافة هذا المنتدى هو تحقيق قصة نجاح فى الإعداد والتنظيم، لنثبت للعالم قدرة الكوادر الشبابية على العمل الجيد التطوعى المنظم بكفاءة بالغة، مشيرة إلى ما وصفته بخلايا النحل التى تكونت من المجموعات الشبابية التى تعمل بشكل متواصل ومعطاء، وتتمتع بإمكانيات كبيرة وأفكار واعدة وعزيمة وإصرار غير عادى، وتعمل بروح الفريق، مما يبشر بتحقيق النجاح.

من جهته، قال شريف حافظ، أحد الشباب المتطوعين للعمل فى اللجنة المنظمة للمنتدى، وحاصل على شهادات علمية متميزة فى الهندسة ويعمل أستاذًا مساعدًا بجامعة المستقبل، إن الرئيس كان حريصًا على تنفيذ توصيات المؤتمرات الدورية للشباب، مما أعطاها مصداقية، وجعلها تثير اهتمام الفئات الشبابية، حيث إنها طرحت فكرة مشاركة الشباب فى صنع القرار وتمكينهم وتأهيلهم للقيادة.

وأوضح أن المنتدى سيستعرض التجارب الدولية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وعرض تجارب شبابية مبتكرة فى مجال ريادة الأعمال، ومناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب، ودور المرأة فى دوائر صناعة القرار، وكيفية تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لها.

وقالت فيروز حسن، المدرس المساعد بكلية طب الأسنان بجامعة المستقبل عضو اللجنة المنظمة، إن من أهم محاور المناقشات بالمنتدى محور تفاعل وتلاقى الحضارات والثقافات، أنه تم اختيار مجموعات من القضايا لطرحها للنقاش أمام المنتدى، وأنهم قاموا بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات، وفقًا للغات التى تتحدث بها مجموعات الشباب المدعوة، وكانت الاستجابة إيجابية، فمثلا أحد الشباب من بولندا كتب فى رده يقول إنه يود أن يناقش فى المنتدى كيف يمكن الحد من الهجرة غير المنتظمة إلى أوروبا، لأنه يخشى أن تجتاح أوروبا الشرقية موجات من اللاجئين هربًا من الأعمال الوحشية التى يقوم بها تنظيم داعش فى المنطقة العربية.

كيف تم اختيار الضيوف والمشاركين؟

تم اختيار الضيوف من شباب العالم من خلال التقدم للتسجيل على الموقع الإلكترونى للمنتدى، وبترشيحات من سفارات أجنبية، ومن المقرر أن يشارك ممثلون عن المنظمات الشبابية من كل قارات العالم، كما تمت دعوة مجموعة تصل إلى ٢٥٠ من شباب أبناء الجاليات المصرية فى الخارج والذين يحملون جنسية مزدوجة، باعتبار أن المنتدى يمثل فرصة كبرى للتواصل مع أبناء مصر فى الخارج وإبداء الاهتمام بهم، وربطهم بالوطن الأم، والتعرف على آرائهم وأفكارهم حول سُبل الارتقاء بمناحى الحياة فى مصر.

ويبحث المنتدى مشكلاتهم ومطالبهم، بجانب تعريفهم بتطورات الأوضاع على الساحة المصرية وما تبذله الدولة من جهود لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وإقامة مشروعات كبرى وتحسين مناخ الاستثمار، بحيث يمكن التواصل معهم بعد عودتهم إلى أماكن إقامتهم وإجراء حوارات معهم، ليصبحوا سفراء شعبيين لمصر فى الخارج، خاصة من يتمتع منهم بحضور ملحوظ داخل مجتمعاتهم الجديدة، مثل الذين يشغلون مناصب أكاديمية أو إعلامية منهم.

وتم البحث عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى عن الشخصيات المؤثرة فى مجتمعاتها من مختلف الدول العالم لدعوتها لحضور المنتدى، وعلى سبيل المثال تمت دعوة أحد النشطاء من قارة آسيا، لديه أربعة ملايين متابع على «تويتر»، ورحب ٨٠٪ من هذه الشخصيات بالحضور، كما تم توجيه الدعوة إلى وسائل الإعلام العالمية للحضور.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل