من يقف وراء حملة «علشان تبنيها» لترشيح السيسي لفترة رئاسية مقبلة؟

مؤتمرات جماهيرية، مقرات في كل محافظات مصر، جولات في المصانع والشركات الحكومية وغير الحكومية، وتوقيع أكثر من 120 من نواب الشعب، واستمارات يوقع عليها المواطنون.. كل ما سبق وكل هؤلاء اجتمعوا ليطلبوا ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسى، لفترة رئاسية ثانية، عبر حملة "علشان تبنيها".

لكن القائمين على هذه الحملة لم يوضحوا لمن سيتم تقديم طلب ترشح الرئيس هذا، فهل يبحثون من خلاله إقناع الرئيس بإعادة ترشيح نفسه؟ أم يطالبون لجنة الانتخابات الرئاسية -التي لم يتم تشكيلها حتى الآن- بقبول ترشيحه؟ ولعل السؤال الأهم: هل تلك الحملة هي إعلان حكومي ببدء السباق الرئاسي، أم مجرد مطلب جماهيري ليس أكثر؟ ومن هم القائمون عليها؟

النائب كريم سالم، المتحدث الرسمي لحملة «علشان تبنيها»، أكد أن فكرة الحملة بدأت من خلال الدكتور أحمد الخطيب أحد مؤسسى الحملة بعد تدشينه صفحة باسم الحملة على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، فتم التواصل معه وعقد اجتماع، بحضور النائب أحمد بدوى والنائب محمد شعبان وتم التوافق على تأسيسها.

وقال الدكتور أحمد الخطيب، مدرس العلوم السياسية المساعد والباحث السياسى، مؤسس حملة "عشان تبنيها"، إن الفكرة تبلورت لديه انطلاقا من إدراكه، وعدد من المواطنين، بالمخاطر والتحديات الداخلية والإقليمية واللحظة الحرجة التى تمر بها المنطقة بالكامل، مضيفًا أن أداء الرئيس منذ توليه يفرض علينا أن نطالبه بالترشح لفترة ثانية لاستكمال مسيرة البناء التى بدأها بمشروعات قومية عملاقة، وأن يتصدى للمؤامرات والتهديدات التى تواجه مصر والتي نجح فيها بشكل كبير.

أما النائب محمد وهب الله، عضو مجلس النواب، ورئيس ائتلاف في حب الوطن، فأكد أن الحملة تهدف إلى رد الجميل إلى الرئيس ومواصلته استكمال ما بدأه من مشروعات قومية، وحماية الدولة المصرية من خلال مكافحة الفساد والقضاء على الإرهابيين.

محمد شعبان مسئول التواصل بحملة «علشان تبنيها» قال إن الحملة تهدف إلى جمع توقيعات لمطالبة السيسى بالترشح كتكليف من الشعب للرئيس، وتأكيد أنه ليس هناك خيار آخر أمامه لأن الشعب المصرى كلفه بذلك.

وأوضح «شعبان» أن اللجنة التأسيسية للحملة تضم ستة أشخاص، هم النائب كريم سالم المتحدث الرسمى للحملة والنائب أحمد بدوى المنسق الإعلامى والدكتور أحمد الخطيب مسئول العملية التنظيمية لتفريغ استمارات الحملة، بالإضافة إليه والمهندس محمد الجارحى نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة الجارحى للصلب، محمد الجارحى.

وفي المقابل يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، لـ«التحرير»، إنه من الصعب أن تكون هذه الحملة شعبية خالصة، أطلقها مواطنون كي يطالبوا الرئيس بالترشح من جديد، خاصة في ظل امتلاك الحملة مقرات في كل المحافظات، وتدعمها أحزاب وائتلافات سياسية كبيرة، بالإضافة إلى توقيع أكثر من 120 نائبا من نواب المجلس استماراتها.

أضاف نافعة متسائلا: «الحملة تحاول الترويج أن الرئيس لا يرغب في الترشيح ولكنه يأتي بناء على رغبة مجتمعية، أم هي تحاول قطع الطريق على أي مرشح آخر يريد الدخول في السباق الانتخابي».

«أظن أن الكرة الآن في ملعب القوى السياسية الأخرى، فمن المفترض أن تنظم المعارضة حملة مضادة للمطالبة بانتخابات نزيهة وشفافة، وأتوقع حدوث ذلك في الفترة المقبلة»، يوضح نافعة.

وأضاف أنه طبقا للدستور، يحق للرئيس السيسي ترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى، ولكن هذا لم يتم بعد، ولم يعلن الرجل رغبته في الترشح حتى الآن.

وعن الجهود التي تبذلها بعض قوى المعارضة في محاولة لتوحيد صفوفها، وتحديد موقفها من الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء بطرح مرشح رئاسي يعبر عنها، أو الامتناع عن المشاركة في تلك الانتخابات، قال نافعة إن تلك الجهود لا تزال في مرحلة التشاور، ومن المنتظر صدور وثيقة تبلور تلك الجهود خلال الأيام القليلة المقبلة.

«الرئيس عمل على إعادة بناء عدة محاور أهمها مكافحة الارهاب والغلاء وتطوير المنظومة الصحية والتعليمية، ومرحلة البناء تلك ما زالت مستمرة، لذا اخترنا هذا الاسم»، قال النائب كريم سالم المتحدث باسم الحملة.

وأضاف الدكتور أحمد الخطيب، مدرس العلوم السياسية المساعد والباحث السياسى، مؤسس حملة "عشان تبنيها"، إن الشعب لا بد أن يقف وراء القادة التاريخيين الذين يأتون في أوقات بعينها لكي يتم بناء الدولة.

ويرى الخطيب أن «السيسي» سيلبي طلب الشعب بترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، خاصة أن الحملة الشعبية لإعادة انتخابه زادت بشكل كبير للغاية في وقت قصير.

تهافت النواب والعمال والفلاحين للتوقيع على الاستمارة

قال النائب كريم سالم عضو اللجنة التأسيسية للحملة والمتحدث الإعلامى باسمها، إن عدد أعضاء البرلمان الموقعين على استمارة الحملة الخاصة بتأييد ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية بلغ 120 نائبا، حتى الآن من المستقلين والحزبيين وائتلاف دعم مصر.

وتابع سالم: «خصص حزب مستقبل وطن كل مقراته بمحافظات الجمهورية لتكون جاهزة لخدمة الحملة واعتبارها مقرات لحملة علشان تبنيها لتلقى طلبات الموقعين على استمارة الحملة». مردفًا أن الحملة تستقبل التوقيعات من المنسقين بالمحافظات تمهيدا لفرزها وجمعها لبدء إعلان أعداد الموقعين على الاستمارة.