المحتوى الرئيسى

ماذا لو كان بادوك عربيا ومسلما؟!

10/13 23:27

ماذا لو كان سيتفن بادوك مسلما.. هذا التساؤل طرحه كثيرون، لكن أشهرهم على الاطلاق كان الكاتب الأمريكى الكبير توماس فريدمان يوم الثلاثاء قبل الماضى فى صحيفة النيويورك تايمز.

ستيفان بادوك هو الرجل الذى ارتكب مجزرة الحفل الموسيقى فى لاس فيجاس ليلة الثالث من أكتوبر الماضى، وقتل خلالها 60 شخصا وأصاب ٥٧٢ آخرين.

بعد المجزرة تبين وجود ١٨ سلاحا ناريا فى منزل المتهم، الواقع على بعد ١٢٠ كيلومترا من لاس فيجاس، إضافة إلى ١٦ قطعة سلاح أخرى فى غرفة بادوك بالدور ٣٢ من فندق ماندالاى التى أطلق منها الرصاص باتجاه الضحايا.

عندما خرجت الأخبار العاجلة عن الحادث، أظن أن كل مسلم عاقل وسوى وضع يده على قلبه خوفا أن يكون المتهم عربيا أو مسلما، خصوصا أن عدد الضحايا هو الأعلى على الاطلاق فى حادث فردى بالولايات المتحدة.

معظمنا تنفس الصعداء، حينما تبين أن المتهم ــ الذى انتحر قبل أن تصل الشرطة لغرفته ــ أمريكى أصلى وتجاوز عمره الستين بأربع سنوات. لكن هذه الفرحة لم تستمر طويلا، بصدور بيان من تنظيم داعش، نشرته «وكالة أعماق»، يقول إن المتهم أعلن إسلامه قبل شهور وغير اسمه إلى أبوعبدالبر الأمريكى!!.

لكن ومن حسن الحظ، أن بيان داعش تبين أنه «فشنك» لأنه حتى أجهزة الأمن الأمريكية استبعدت هذا الاحتمال تماما، وهو ما يفتح الباب لمراجعة كل البيانات التى صدرت من داعش وتبنت فيها عمليات إرهابية، فقد يتبين لنا مثلا، أن هناك دولا وأجهزة مخابرات إقليمية أو دولية تلاعبت بالمنطقة وبالعرب والمسلمين عبر هذه البيانات التى لا يتاح لنا التأكد من صحتها.

نعود إلى التساؤل الذى طرحه فريدمان حيث قال: «ماذا لو صرخ القاتل بادوك قائلا:«الله أكبر» قبل أن يطلق الرصاص، أو وجدت له صورة وهو يحمل مصحفا فى يد وبندقية فى اليد الأخرى، أو كان عضوا فى تنظيم داعش»؟!!!. يجيب فريدمان لو أن هذا الفرض قد حدث «لكان الكونجرس سارع بعقد جلسات عاجلة، ولكان ترامب غرد كل ساعة قائلا: «لم أقل لكم؟!» وتتم دراسة كل الخيارات ضد البلد القادم منه المتهم»!!.

النقطة الجوهرية التى يدور حولها مقال فريدمان وكثيرون غيره فى أمريكا، بعد الحادث، هى أن المتهم الرئيسى فى هذا الحادث، وحوادث أخرى مماثلة على مر السنوات الماضية، هو القانون المتراخى الذى يتيح لأى شخص أن يقتنى ترسانة أسلحة هجومية، مثل بادوك، وكذلك اللوبى الذى يدعم هذه التجارة وهو «الجمعية الوطنية للبنادق»،التى تقاتل من أجل منع أى تشريع يحد من اقتناء الأسلحة. ويقترح فريدمان على الأمريكيين أن يتوقفوا عن البكاء، وينتخبوا نوابا آخرين فى الكونجرس ليشرعوا قوانين جديدة تحدُّ من تجارة السلاح بديلا لكثير من النواب الحاليين الواقعين تحت تأثير لوبى الأسلحة.

نعود مرة أخرى لنركز على القضية التى تهمنا، ونسأل: هل لاحظنا إلى أى حد تم استغلال داعش وامثالها، فى تشويه المسلمين والتدخل فى المنطقة العربية وتفكيكها؟!.

يكاد المرء يصل إلى قناعة راسخة بأن داعش كانت اختراعا إقليميا ودوليا للتحكم فى المنطقة وللسيطرة عليها.

لاحظوا حجم العمليات الإرهابية التى ارتكبها داعش، أو التى نسبت إليه، وسوف تكتشفون أنها لعبت الدور الأعظم فى تنميط العرب والمسلمين بأنهم إرهابيون رغم أنهم كانوا الضحايا الأكثر عددا لعمليات داعش وهم الذى تشردوا فى المنافى، وتشظت أوطانهم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل