المحتوى الرئيسى

محمد الباز يكتب: سليمان الحكيم فقد رشده.. وسليمان جودة فقد عقله

10/13 19:18

التزمتُ الصمت حيال ما قام به سليمان جودة وسليمان الحكيم، فهما أحرار تمامًا فى أن يظهرا عبر أى منصة إعلامية، بصرف النظر عن دوافعهما، فالحكيم فقد رشده، أما جودة فقد فقد عقله.

سليمان الحكيم رجل موتور، بحث عن مكسب ولما لم يجده تحول إلى معارض، استوعبته الدولة المصرية، فهو يكتب ما يريده هنا، سواء فى زاويته الصحفية أو على صفحته الخاصة بفيسبوك، لكنه فجأة قرر أن ينتحر، عندما ذهب إلى قنوات تناصب مصر العداء، وتعلنه ليتحدث من هناك.

أما سليمان جودة فهو صاحب وجهة نظر، يمكنك أن تختلف معه أو تتفق، لكن لا يمكنك تجريده من موقفه الذى أعلنه هو بدعمه للدولة المصرية.

ربما تعيب على جودة أنه فقد البوصلة تمامًا.

يبرر هو ما فعله بأنه لا يريد أن يترك منصات الإخوان الإعلامية تنفرد بعقل المشاهد المصرى الذى يتعرض لها كثيرًا، فلا بد أن يكون هناك صوت يُقدم وجهة نظر الدولة المصرية.

لكن كلامه مردود عليه، بأن هذا الإعلام موجّه تمامًا، لا مساحة فيه للاختلاف، فهو إعلام الصوت الواحد الحقيقى، الذى لن يقبل رأيًا آخر أبدًا.. وعليه فالجلوس على مائدتهم عبث كامل.

لن أتهم سليمان جودة بأنه يبحث عن المال، فحتى لو فعل ذلك، فمن حقه أن يفعل ما يرى أنه فى مصلحته، بشرط أن يتحمل نتيجة اختياراته، وكنت سأحترمه أكثر لو أصر على موقفه ومنطقه ووجهة نظره، لكنه اعتذر عما فعله، ووعد بأنه لن يظهر على قناة «مكملين» مجددًا، وهو ما يعنى أن ما بنى عليه موقفه كان باطلًا تمامًا، أو على الأقل فإننا لسنا أمام كاتب يعى ما يفعله، وهو بذلك أخطر من سليمان الحكيم.

سليمان الحكيم لا تملك له إلا الإشفاق عليه، فهو ليس أصيلًا، لا فى موقفه ولا فيما يكتبه، إنه نموذج للكاتب «اليويو» الذى يحدد مواقفه طبقًا لمصالحه، وليس طبقًا لقناعاته.

ستقول من حق الحكيم أن يختار الجبهة التى يقف معها، سأقول لك: حقه تمامًا بالطبع، لكن ما ليس من حقه أن يدّعى كذبًا وزورًا على هذا البلد، ما يسترضى به خصومه.. لدينا أزمات ومشاكل نعترف بها ولا نخفيها، لكننا لا نتجنى على أنفسنا، ولا نمكّن من يكيدون لنا من رقابنا.

قد يكون مزعجًا ما جرى لسليمان الحكيم، رغم أنه قانونى، لكن ما يجب أن يتوقف أمامه الكاتب الذى كان حكيمًا، هو أنه يختم حياته أسوأ ختام، وعليه أن يعيد حساباته إذا كان يريد من الأجيال القادمة أن تحترمه وتذكره بالخير.

أعرف لماذا انقلب الحكيم على عقبيه، وهو سبب لا يشرفه إطلاقًا، فنحن لسنا أمام مفكر جدير بالاحترام والتقدير، تحولاته تأتى على أساس فكرى، ولكننا أمام مراهق سياسى، تعرض لموقف سخيف أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس، فتعامل على أن الدولة كلها أهانته، وبدأ يُصفى حساباته مع الجميع.. وفى هذا عاره الذى لن يفارقه أبدًا.

مع اقتراب فصل الشتاء تتوجه أنظار المصريين نحو معارض الملابس، إلا أن ارتفاع أسعارها أجبر كثيرًا من المواطنين على العزوف عن شراء ملابس جديدة هذا العام والاستعانة بملابس السنوات السابقة، أو اللجوء إلى ...

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل