المحتوى الرئيسى

«ونيس للإيجار».. خدمة يابانية جعلت المشرد أكثر رفاهية

10/13 16:26

** من النسخة الورقية لجريدة «اليوم الجديد»

«كوتاني ماكوتو» مشرد ياباني خرج عن الصورة النمطية المترسخة في عقول البشر عن المشردين الذين لا يمتلكون مأوى لهم ولا أموال ينفقون بها على أنفسهم، وإذا وجدوا المال؛ لا يكفيهم لتلبية احتاجاتهم الأساسية من الشراب والطعام الزهيد المعقول؛ حيث استطاع تحقيق ما يتمناه المرء لكي يعيش سعيدًا مرتاحًا مرفهًا؛ من خلال السفر حول العالم، وتناول الطعام في المطاعم العالمية، وحضور العروض الفنية الراقية، وكل ذلك يتقاضى مقابله راتبًا 50 ين (حوالي 7.5 جنيه مصري) يوميا.

خدمة يابانية غريبة من نوعها، ساعدت على تحويل حياة «كوتاني» البائس المشرد إلى شخص يعيش أكثر حياة مليئة بالرفاهية والثراء؛ حيث يوجد في اليابان العديد من المشاكل الاجتماعية الناتجة عن رتم الحياة السريع والتركيز التام على العمل فقط؛ حيث أصبح العديد من الأشخاص يعيشون في وحدة تامة، بدون زواج أو أصدقاء أو أي نوع من أنواع الحياة الاجتماعية، وفي المقابل ظهرت عدد من المؤسسات تعرض خدمة من نوع مختلف وهي «تأجير ونيس».

وتلك الخدمة تتمثل في أن يقوم الشخص بدفع مبلغ معين مقابل تأجير ونيس له في الوحدة، وتكون طبيعة عمل الونيس هي الحديث والخروج والتنزه معه؛ والاستماع إلى مشاكله وتسليته وتقديم النصيحة له إذا لزم الأمر.. ولكن ماذا بعد ذلك؟!.

سمع «كوتاني» عن تلك الخدمة وقرر فجأة: «لم لا أكون شخصًا للإيجار أو ونيسًا!»، فقرر الذهاب إلى أحد المؤسسات التي تعمل في ذلك المجال، ووضع نفسه على قائمة «ونيس للإيجار» وجعل ثمنه منخفض جدًا، ومن هنا كانت نقطة التحول في حياته.

بدأت قصة «كوتاني» في عام 2013، عندما فشل لسنوات في محاولاته المستمرة لكي يصبح «ممثلًا كوميديًا» في طوكيو، فحزم كل شيئ وقرر أن يجلس في الشارع ويصبح بلا مأوى. ولكن على عكس العديد من قصص المشردين البائسة، استطاع «كوتاني» أن يجعل نفسه أكثر مشردًا يعيش حياة الرفاهية والأثرياء في العالم.

في أثناء إقامته مع زميله الكوميدي «كينغ كونغ نيشينو» في طوكيو، كان «كوتاني» رجلًا فوضويًا أخرقًا دائم النسيان كسولًا؛ حيث كان يجمع كل الصفات التي لا يمكن أن يحبها الفرد في شريكه في حجرة السكن. وبعد بضعة أشهر، غضب منه زميله «نيشينو» وقرر أن يطرده خارج السكن، وقال له: «اذهب بعيدًا فأنت لا تصلح للعيش في بيوت. مكانك أن تبقى مشردًا في الشارع». وقرر «كوتاني» أن يعيش في الشارع بلا مأوى مثل المشردين، ولم يعرف وقتها أن ذلك سيكون نقطة تحول عظيمة في حياته.

قد في خدمة «تأجير ونيس»، وبفضل شخصيته المؤثرة وقدرته على جعل الأمور ممتعة، بالإضافة إلى أجره المنخفض، أصبح «كوتاني» الأكثر طلبًا على الإنترنت، حتى بين المشاهير. فكل ما يفعله العميل هو أن يدخل على الإنترنت ويختار اسمه للحجز مقابل 50 ين ياباني (7.5 جنيه مصري) في مقابل فعل أشياء لهم سواء كانت القيام بأعمال منزلية، أو تسليتهم والتحدث إليهم. ومع مرور الوقت، أصبح «كوتاني» من أكثر الرجال إثارة للاهتمام؛ وبدأت الزبائن يشعرون بالألفة نحوه لدرجة أن معظمهم شعر بالذنب بشأن تأجيره مقابل هذا السعر المنخفض؛ ولذلك قام البعض بأخذه للسفر معه والتنزه وإعطائه مكانا للبقاء أو حتى تصميم الملابس له.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل