المحتوى الرئيسى

الغلوشة! | المصري اليوم

10/13 08:33

لم أجد لها أثراً فى المعاجم اللغوية، ولكن مرادفها بالفصحى التشويش، بمعنى يَشْغَلُ الحَاضِرِينَ بِحَرَكَاتٍ وَوَشْوَشَاتٍ تَحُولُ دُونَ تَتَبُّعِهِمْ لِمَا يُقَالُ، ومنها فعل شَوَّشَ، وشوَّشَ يشوِّش، تشويشًا، بمعنى أحدث ضوضاءَ وبلبلةً واختلاطًا فى السمع، وشَوَّشَ الأَمْرَ خَلَّطَهُ وَجَعَلَهُ مُلْتَبِساً، وشَوَّشَ بَيْنَهُمْ فَرَّقَ وأَفْسَدَ، خلاصته التشويش هو التخليط والتخبيط فى الحلل لإحداث جلبة تحجب الحقيقة.

أثناء تدشين العاصمة الحضارية الجديدة ببناياتها العملاقة وناطحات السحاب ونهر الخضرة، تابعت على فيس بوك وتويتر واحدة من أشرس الحروب النفسية القذرة لإجهاض حلم يتحقق، إلقاء القاذورات على المشروع، تقزيم الإنجاز، تسفيه البنايات، تسخيف الأفكار التى تجسدت على الأرض، وبكام يساوى كام، ونصيب الفقراء!!.

لا يريدون لهذا البلد تقدماً، ولا يتمنون لأهله خيراً، ويعمون ولا يرون إنجازاً، هذه البنايات العملاقة لا يرونها، عمى حيثى، الشوف مش نظر، الشوف الحقيقى وجهة نظر، يستكثرون على مصر أن تخرج من كبوتها، وتخرج من شرنقة العجز، فى ظلام أنفسهم يعمهون، التشويش والغلْوشة وتكسير المجاديف.

جل ما يجيدونه قعودا على الفيس بوك، فقط يفسفسون، هذا ما توفر عليه نفر ممن تخلفوا عن الركب، أو فاتهم القطار، فطفقوا يشوشون بإحداث ضوضاء وبلبلة تخلّف تخليطاً عجيباً، فإذا شرع الرئيس فى تنفيذ ما تشوق إليه المصريون عقودا من اقتحام الصحراء بمجتمعات عمرانية وزراعية، عمدوا إلى التشويش بحجج سقيمة لا تستقيم ولا تخيل على أصحاب العقول السليمة.

وإذا ما نفر الرئيس لتخليص العاصمة والمدن القديمة من عشوائياتها بتخطيط علمى وهندسة بنقل سكان المقابر والكهوف إلى مجتمعات حديثة تتمتع بمواصفات الحياة الآدمية والإنسانية جرى التشويش على الرسالة قبل أن تصل مستحقيها.

وإذا ما التفت الرئيس إلى الفئات الأقل دخلاً، ومحدودى الدخل، وصمم برامج مساعدات لإعانة الفقراء بتكافل وكرامة، جرى التشويش والغلوشة على الملايين التى مدت إليها الحكومة يد المساعدة بتسفيه المعاشات، والتندر على المخصصات، دون أن يمد أحدهم يده فى جيبه بعشرة جنيهات تبرعاً!.

وإذا شق الطرق للخروج من الوادى الضيق، وإذا ربط المدن، وأنار المدن والقرى والنجوع والعزب بعد ظلام دامس، وهم من كانوا يلعنون الظلام فلما نورت مصر، طفقوا يتحدثون عن الكلفة والتكلفة والفواتير، الظلام أحب إليهم من النور، ولفوا على الحركة النشطة فى الظلام، النور يعمى الخفافيش عن رؤية الحقيقة.

وإذا وصل ما انقطع مع سيناء الحبيبة بأنفاق تحت مياه القناة، وحقق حلماً عزيز المنال وأنهى عزلة سيناء، وباتت فى قلب الوادى، ووضع أول خطة لتعمير هذا الربع الخالى، استداروا على أعقابهم يشوشون بكام ومنين ولماذا يا هذا، ونحن فقراء إلى الله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل