المحتوى الرئيسى

جورباتشوف يدعو إلى قمة روسية أمريكية لتجاوز الأزمة «الخطيرة» بين البلدين

10/12 17:54

دعا الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، رئيسي روسيا والولايات المتحدة لعقد قمة شاملة من أجل تحسين العلاقات الثنائية التي يرى أنها تمر بأزمة خطيرة.

وقال جورباتتشوف، أول وآخر رئيس سوفيتي، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست"، أدعو روسيا والولايات المتحدة لإعداد وإجراء قمة شاملة لبحث كافة القضايا"، مشيرا إلى أنها "حالة غير طبيعية" عندما لا يلتقي زعيما أكبر دولتين نوويتين إلا على هامش فعاليات دولية.

واعتبر أن القمة يجب أن تركز على قضايا تقليص الأسلحة النووية وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي.

وحذر جورباتشوف من انهيار نظام الرقابة على الأسلحة النووية الذي قد يحدث في حال التخلي عن معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، والذي قد تترتب عليه عواقب كارثية، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.

والمعروف أن معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وَقَّع عليها ميخائيل جورباتشوف ونظيره الأمريكي رونالد ريجان في واشنطن، في 8 ديسمبر عام 1987، ودخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يونيو عام 1988. وتعهد الطرفان بموجبها بعدم تصنيع واختبار ونشر صواريخ باليستية ومجنحة متوسطة المدى (1000 – 5500 كيلومتر) وقصيرة المدى (500-1000 كيلومتر) تطلق من الأرض.

وأعلن الكونجرس الأمريكي في أغسطس الماضي عن إمكانية انسحاب واشنطن من المعاهدة، بعد أن اتهم مسؤولون أمريكيون موسكو بانتهاكها، وذلك بصنع صواريخ قصيرة المدى، تستطيع تجاوز مسافة 500 كيلومتر. غير أن الكرملين أكد أن روسيا لا تزال وفية لالتزاماتها بموجب المعاهدة، وأن واشنطن لم تقدم أي دليل يثبت اتهاماتها.

من جهة أخرى تناولت تقارير روسية شبه رسمية هذه القضية الشائكة، حيث ذكرت أن واشنطن اتهمت موسكو أكثر من مرة بانتهاك معاهدة تدمير الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، التي وقعها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحد عام 1987. وتزايدت هذه الاتهامات بداية من عام 2014.

وأشارت التقارير إلى أن معاهدة تدمير الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى (السوفيتية–الأمريكية) ظهرت في ظل ظروف معينة لحل قضية محددة، كانت قائمة في فترة زمنية واضحة المعالم. وحتى قبل أن تتحول أزمة الكاريبي إلى قضية مبدئية بالغة الأهمية، كانت الصواريخ الأمريكية المتوسطة المدى (أقل من 3000 كلم) منصوبة على الأراضي التركية.

في ذلك الوقت كانت الصواريخ البالستية العابرة للقارات أيضا موجودة. أي كان من الممكن تبادل الضربات النووية بشكل مباشر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. ولو أطلقت الولايات المتحدة صواريخها الكبيرة العابرة للقارات، لرد الاتحاد السوفيتي على ذلك بالمثل، والمعادلة هنا كانت بسيطة جدا.

لقد نشرت الولايات المتحدة آنذاك صواريخها متوسطة المدى على الأراضي التركية بجوار الاتحاد السوفيتي، بما معناه كان على الاتحاد السوفيتي في حال الاعتداء عليه، أن يرد بتوجيه ضربة إلى تركيا، أو بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة. ومن أجل الحفاظ على التوازن آنذاك، نشر الاتحاد السوفيتي صواريخه متوسطة المدى في كوبا بجوار الولايات المتحدة؛ ما أدى إلى نشوء أزمة الكاريبي، التي كادت أن تؤدي إلى حرب نووية. ولكن تم حل هذه المسألة عبر الاتفاق على إزالة الصواريخ متوسطة المدى في كل من تركيا وكوبا. ثم برزت هذه القضية في السبعينيات، ثم في الثمانينيات خاصة، عندما عادت إدارة دونالد ريجان لنشر الصواريخ الموجهة ضد الاتحاد السوفيتي نفسها في أوروبا الغربية. وحتى ذلك الحين كانت بريطانيا وفرنسا قد صنعت هذه الصواريخ. وبصفة عامة انتهت عملية التفاوض المعقدة بين ريجان وجورباتشوف بالاتفاق على تدمير هذه الصواريخ من قبل الجانبين.

بيد أن الأمريكيين بعد ذلك، وكبديل عن الصواريخ البالستية المتوسطة المدى، التي جرى تدميرها بموجب الاتفاق بين الطرفين، عملوا على تطوير صواريخ مجنحة، يتراوح مداها بين 300 كلم وعدة آلاف من الكيلومترات.

وتساءلت التقارير حول إذا ما كان ينطبق الحظر الذي فرضته المعاهدة الأمريكية – السوفيتية على هذه الصواريخ متوسطة المدى أم لا؟ ورأت أن لا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال بدقة تامة. هذا، إضافة إلى أن هذه الصواريخ البالستية متوسطة المدى أصبحت لدى دول لم تكن تملك أي صواريخ أو سلاح نووي في لحظة توقيع المعاهدة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية القريبة جدا من روسيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل