المحتوى الرئيسى

قصة محمد اليهودي و معركته مع حاخامات إسرائيل للزواج

10/12 14:34

إذا كان أحمد العربي شخصية شعرية لدى محمود درويش فإن محمد اليهودي شخصية حقيقية تعيش في إسرائيل وتشهد على أن التزمّت لا لون له ولا دين.

فقد نشرت صحيفة هاآرتس مؤخرا قصة يهودي وجد نفسه في مواجهة مع الحاخامية الكبرى في إسرائيل انتهت بحصوله على ما أراد.

محمد أو شلومو باباييف هو مهاجر من أذربيجان وُلد لأب مسلم وأم يهودية أراد أن يتزوج في إسرائيل لكنه واجه معضلة حالت بينه وبين مشروعه. كان عليه أن يقنع الحاخامات بأنه يهودي بما فيه الكفاية ليعقد قرانه في إسرائيل لكن طلبه رُفض.

“محمد اليهودي” تركيبة اسمية هجينة غريبة كلّفت صاحبها معاناة ومشقة حالت دونه ودون تحقيق حلمه في الزواج بإسرائيل.

ولأننا لا نختار أسماءنا فإن محمد الذي أصبح اسمه شلومو بعد وصوله إلى إسرائيل قبل عشرين سنة، لم يستطع أن ينفي عن نفسه تهمة الانتماء لغير الديانة اليهودية خصوصا وأنه يعمل اسما مثل محمّد ومن هنا بدأت معاناته.

حين احتفل بخطوبته قبل سنة، أدرك شلومو أن اسمه السابق سيلاحقه لأنه مكتوب على بطاقة هويته الإسرائيلية وبأن تاريخه العائلي لن يروق للحاخامية الكبرى التي تتحكم في جميع مسائل الزواج والطلاق لدى اليهود في إسرائيل.

وكأي يهودي مقدم على الزواج في الدولة العبرية فقد كان على شلومو أن يقدم وثائق تثبت يهوديته حسب الشريعة اليهودية. لأن اليهودي بالمفهوم الديني والحاخامية هو ذلك الذي يولد لأم يهودية وبالنسبة لأغلبية اليهود في إسرائيل فإن وثيقة زواج الوالدين اليهودية الرسمية هي كافية لإثبات المعتقد.

لكن شلومو الذي كان أبوه مسلما لم يستطع تقديم تلك الوثيقة لأن والديه لم يعقدا قرانهما حين كانا في أذربيجان حسب الديانة اليهودية وكذلك كان الأمر بالنسبة للجدين.

شلومو أو محمد الذي كبر في مدينة يروحام بجنوب إسرائيل لجأ لجمعية خيرية تدعى شوراشيم وهي تعنى بمساعدة الشباب الإسرائيلي خصوصا المهاجرين على تقديم الوثائق التي تمكنهم من الزواج القانوني وبالتالي توفر عليهم مشقة الخطوات التي يقتضيها التحول إلى الديانة اليهودية.

ويروي “محمد اليهودي” كيف كان رد الجمعية غير مشجع. فقد قالوا له “ إن كنت تؤمن بالمعجزات، فما عليك إلا أن تصلي لذلك”.

ملف شلومو ليس الوحيد، فجمعية شوراشيم مسؤولة عن نحو 2500 ملف سنويا وأغلبها يعود لمن هاجروا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.

وبمقتضى ما يسمى بقانون العودة فإنه على المرشحين للهجرة لإسرائيل أن يثبتوا لأن لهم جدا أو زوجا يهوديين أو أن يكونوا اعتنقوا اليهودية على يد حاخام يعيش في مجتمع يهودي.

مشكلة شلومو يعرفها نحو 300 ألف مهاجر سوفياتي وفدوا إلى إسرائيل تسعينيات القرن الماضي مستفيدين من قانون العودة لكنهم ليسول يهودا حسب الشريعة اليهودية أو على الأقل لا يستطيعون إثبات ذلك وبالتالي لا يمكنهم الزواج في إسرائيل.

شلومو الذي يعيش ويعمل في تل أبيب كان هاجر إلى إسرائيل عام 1997 مع والديه وجدته وأخواله. وبعد سنتين تحوّل اسمه من محمد إلى شلومو في احتفال أقيم بكنيس يهودي في الحي الذي كان يسكن فيه. كما أنه غيّر لقبه معتمدا لقب والدته ليصبح أكثر قبولا في مجتمعه الجديد.

وبدأ شلومو منذ صغره في ارتياد مدرسة دينية والتزم بتعاليم السبت وأدى خدمته العسكرية حتى أنه يضع دائما طاقية اليهود أو الكيباه على رأسه.

ويروي شلومو أنه قيل له دائما إن والدته وجدته يهوديتان. وإذا ما استطاع إثبات ذلك فسيكون يهوديا وباستطاعته الزواج في إسرائيل.

لكن التحدي الأكبر كان في إثبات ما يقول بالوثائق. ويقول أفرايم فرلاكس وهو أحد الحاخامات الذي ساعد شلومو في مهمته ويعمل لدى جمعية شوراشيم إنه رغم تقديم جميع الوثائق من شهادات الميلاد والزواج لكن لم تكن توجد إشارة تثبت أن جنسيتهم يهودية حسب تعبير الحاخام.

ولم يجد الحاخام بُدّا من السفر إلى الخارج للبحث عن الوثائق اللازمة التي تثبت يهودية شلومو واستطاع في غضون أشهر العثور على ضالته.

فقد وضع يده على وثيقة زواج تعود لجدة جدته يعود تاريخها لسنة 1931 وتحوي عبارة واضحة تثبت أن جنسيتها يهودية حسب الحاخام.

جدة الجدة هذه، كانت تزوجت أذريا مسلما في مدينة أوديسا حيث ثم كانت تقيم ثم انتقلت وزوجها إلى باكو.

لم يكن هذا آخر المشوار فقد كان على جمعية شوراشيم أن تقدم ما يثبت أن صاحب الوثيقة هي فعلا والدة جدة شلومو وهذا ما حدث بالضبط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل