المحتوى الرئيسى

2.4% من المصريين مدمنين.. وخبراء: الإدمان يبدأ مبكرًا وهذه أبرز الأسباب | الفيومية

10/11 21:25

الرئيسيه » بين الناس » 2.4% من المصريين مدمنين.. وخبراء: الإدمان يبدأ مبكرًا وهذه أبرز الأسباب

اضطرابات فى السلوك مع عدم القدرة على القيام بأبسط المهام الخاصة به، هي أعراض لأخطر مرض فى العالم وهو إدمان المخدرات، والتى يحاول كل أطراف المجتمع التخلص من هذا المرض.

وتسجل نسبة الإدمان -وفقًا لدراسة أعلنتها وزارة التضامن الاجتماعي مطلع العام الجاري- فى مصر 2.4%، ونسبة التعاطى بلغت 10%،   27.5 % من متعاطي المخدرات إناث، و 72.5 % من متعاطي المخدرات ذكور، وهى تتعدى نسبة التعاطى العالمية التى تسجل 5% وهو ما يشكل قلقا كبيرا، وأظهرت الدراسات أن هناك تدنيا لشكل التعاطى، حيث يبدأ الشباب فى مرحلة التعاطى من عمر 11 عاما وهو ما يثبت تراجع دور الأسرة، حيث إن 58% من المدمنين يعيشون مع أسرهم بشكل طبيعى بدون مشكلات أسرهم.

يقول أحمد جمعة، حاصل على ليسانس حقوق، إن الإدمان عادة سيئة، والكثير من زملائه أثناء الدراسة وقعوا في هذا الضرر، مبينًا أنه رآهم فجأة بعد أن تحولوا لأشخاص آخرين.

ويضيف جمعة، أنهم تعرفوا على أصحاب سيئين، كانوا يتناولون المخدرات، وأقبلوا على شرب المخدرات أسوة بهم، حتى تحولوا إلى مدمنين، وتغير حالهم للأسوأ، مردفًا أن أهم أسباب ذلك هو الفراغ والأحوال الإقتصادية السيئة التي تدفع الشباب إلى فعل أي شيء منحرف بسبب فراغهم.

وترى هاجر مسّلم – طالبة بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب، أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى انخراط الشباب إلى تناول المواد المخدرة، هي الظروف الاجتماعية السيئة، وعدم توافر البيئة والمناخ الملائم، ما يدفع الشباب إلى الهروب من واقعهم والدخول في واقع آخر وهمي.

وتشير مسّلم، إلى أن البطالة أيضًا سبب كبير في انتشار ظاهرة الإدمان، بسبب فراغ الشباب وتضييعهم لأوقاتهم بأشياء غير مفيدة، وتعرقلهم بطريق الإدمان سواء على طريق الصدفة، أو السعي الناتج من الهروب من الواقع.

يقول الدكتور أحمد رجب، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، إن الإدمان  هو بشكل عام التعود على تناول مادة مخدرة يتعود عليها الجسم كيميائيًا، وله أسباب اجتماعية كثيرة تؤدي إليه،  فهناك أسباب تتعلق بالفرد نفسه، و أسباب أخرى تتعلق بالأسرة و الحالة النفسية للشخص و توفر المادة المخدرة.

ويوضح رجب، أن إنحراف دور الأسرة عن مسارها الصحيح، يؤدي إلى إقبال أحد أفرادها إلى الانحراف، سواء عن طريق الإدمان أو غيره، فدور الأسرة الإيجابي يتلخص في الرعاية و الحماية و التنشئة و الوفاء بالحاجات الأساسية البدنية و الصحية و التربوية و التعليمية و الاقتصادية و الاجتماعية و غير ذلك من احتياجات مستجدة لها تأثير كبير في تشكيل الاتجاهات و القيم و السلوك، وانحراف هذا الدور الإيجابي عن مساره، بحيث تسود أجواء التوتر و الاضطراب و المشكلات المرضية و النفسية و التعرض للأذى، و تعاطي المخدرات من قبل الأبوين أو أحدهم، فيصبح دور الأسرة سلبيا، فيكون الحل هو الهروب من هذا الجو الأسري المريض إلى عالم المخدرات لما تعطيه من ارتياح وقتي لتبدأ رحلة الألم الطويل بعد ذلك، وغياب الأب بسبب الانفصال بالهجر أو الطلاق أو الوفاة يخلق مشكلات وجدانية في الشخصية، التفكك الأسري، افتقاد المودة و الحب و التفاعل الأسري الإيجابي.

ويردف، أن الأصدقاء و الرفاق، لها دور كبير في الإقبال على تناول المخدرات من عدمه، فالشخص ينتمي لأصدقائه و أصحابه في المدرسة و جيرانه و شعوره بالراحة و الدعم النفسي و الحماية بصحبتهم يدفعه لمجاراتهم في سلوكهم، فتعاطي أفراد المجموعة للمخدرات يشكل دافعاً قوياً له للتعاطي .

ويضيف رجب، أن الإدمان له أسباب اجتماعية، تندرج تحت الناحية العقلية أو الجسدية، وهي الشعور بالنشوة والفرح عندما يقوم بعملية شرب المخدرات، وهو ترجمة لإشارات كهرومغناطسية يبثها الجسم عبر مسارات دقيقة للدماغ، والتى تقوم بدورها عن طريق المستقبلات العصبية بإفراز مواد كيميائية هى المسؤولة عن الشعور بهذا الاحساس.. لأن مخ الإنسان يتعامل مع الشعور بالمتعة واللذة ويقوم بتسجيلها واستقبالها بنفس الطريقة عن طريق المستقبلات العصبية بغض النظر عن سبب هذا الشعور من مخدرات، أو غيرها من الأشياء التي يريدها الإنسان لكى يشعر فى نهاية الأمر بهذا الشعور.

يقول الدكتور الحملاوي صالح – أستاذ علم النفس بكلية الآداب، إن الإدمان له أسباب عدة، أهمها الأسباب النفسية، فالاعتمادية النفسية بشكل مبسط هو اعتماد الشخص على مؤثر خارجي لتغير الحالة المزاجية أو المشاعر أو الأحاسيس الداخلية، وتلك الاعتمادية هى القضية الصعبة في التعامل مع مرضى الإدمان.

والأسباب نفسية هي الأكثر تأثيرًا على دخول الإنسان في الإدمان، وأن من الأسباب النفسية الاستعداد النفسي للإدمان، والهروب من التوتر والقلق والاكتئاب، والتأخر الدراسي وغياب الهدف، وحب الاستطلاع وروح المغامرة، والاعتقاد ببعض المفاهيم الخاطئة.

ويضيف الحملاوي، أن الإعلام متورط أيضًا في انتشار المدمنين، لأنه يساعدهم على الإقبال على تناول المخدرات، مبينًا، أن العديد من الأفلام والمسلسلات لا تنبذ متناول المخدرات، بل على العكس، فهناك بعض الأفلام التي تعرض على شاشاتنا، تبرز المدمن وكأنه يفعل شيئًا جيدًا، ويظهرونه بشكل رجولي وبطولي أيضًا، مما ساعد على انتشاره أكثر في مجتمعنا.

ويوضح صالح، أن الطبقتين الغنية و الفقيرة هما الأكثر عرضة للإدمان، فالأشخاص الذين يتمتعون بالثراء يقبلون على شرب المواد المخدرة ومن ثم الإدمان، بسبب حب الاستطلاع وروح المغامرة، والبحث عن أشياء جديدة يفعلونها، إضافة إلى اعتقادهم الخاطىء ومفاهيمهم بأن الإدمان وشرب المخدرات شيء طبيعي وله شكل جيد.

ويردف أن الفقراء هم أكثر عرضة للإدمان، بسبب هروبهم من الواقع الذي يعيشونه الآن، فالشاب العاطل والذي غير قادر على تجهيز نفسه للزواج، لم يلق مأوى من معاناته سوى الإقبال على المخدرات والإدمان من أجل الهروب من الواقع، معتبرًا أن الإدمان يهيىء به مناخًا هادئًا يعيش فيه، ويبعده عن الشعور بآلام الواقع ومأساته، ليعزل نفسه وينفصل عن الواقع، مبينًا أن الانفصال هو أخطر شيء يتعرض له الشخص المدمن.

وأعلن  صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن سن تعاطي المخدرات انخفض إلى 10 و11 عام،  10 % من متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 12- 19 سنة، و37.8 % من متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 20- 29 سنة، و21 % من متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 30- 39 سنة، و14.2 % من متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 40- 49 سنة، و17% من متعاطي المخدرات في الفئة العمرية من 50- 60 سنة.

ويرى أحمد رجب – أستاذ علم الاجتماع، أن أكثر فئة عمرية تقبل على الإدمان من سنة 16 سنة حتى 25 سنة، مبينًا أن هذا السن يكون الشاب في ضغط كبير ما بين مرحلة مراهقة، ولديه حماس كبير ليجرب أشياء غريبة عليه، وما بين ضياع هدف التعليم مما يزيد من الاكتئاب لديه ويجعل الإدمان طريقه للهروب الواقع.

ويردف رجب أن هناك بعض الأبحاث العلمية التي ظهرت في الماضي، كانت تقول أن هناك أسباب بيولوجية للإدمان، إلا أن سرعان ما جاءت الأبحاث العلمية التي نفت هذا الكلام، وأكدت أنه لا توجد مسببات بيولوجية تؤدي للإدمان، وأنها جميعًا أسباب نفسية واجتماعية.

ويضيف رجب، أن هناك بعض الأمور التي تقي من تعرض الأشخاص للإدمان، وهي تتوافر مناخ طبيعي للمجتمع عامة، من توافر العمل، ووجود الأسرة الإيجابية، التي تعمل على مساندة وترابط أبنائها، ولا تنشغل وراء المشكلات التي تنخرط بهم إلى التفكك، إضافة إلى البعد عن رفاق السوء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل