المحتوى الرئيسى

جحيم المرض يفتك بأسرة عبدالجواد بعد إصابة 3 من أبنائه بضمور في المخ (صور)

10/11 19:44

في مشهد مأساوي يرقد 3 من أبناء أسرة محمود عبد الجواد، المواطن الأقصري، طريحي الفراش، قصيري القامة رغم كبر عمرهم، كغزلان صغيرة، لا يعلمون شيئًا عن الحياة، لإصابتهم بشلل تام، تسبب لهم في نعدام الرؤيا.

الأطباء أرجعوا سبب إصابة الأطفال إلى «زواج الأقارب» إذ تزوج الأب من ابنة خالته، الأمر الذي أدى إلى ولادتهم مصابين ضمور المخ، يقول عبد الجواد، ابن قرية الحبيل شرقي الأقصر، إنه تزوج من ابنة خالته منذ 22 عامًا، ورزقهما الله بـ4 أبناء، فالابن الأكبر يوسف، والذي يبلغ من العمر 20 عامًا، ولد مصابا بضمور في المخ، نتج عنه إصابته بإعاقة في جسده وقصر قامته، وعدم قدرته على الحديث مطلقًا، والنظر أيضًا، وكذلك الأمر بالنسبة لابنته الثانية سعاد التي تبلغ من العمر 16 عامًا، والصغيرة روضة 11 عامًا، ولم يسلم منهم سوى عبدالرحمن الذي ولد معافى من هذه الإصابات.

وأوضح الأب والذي يعمل فرد أمن بإحدى الشركات، معاناته في علاج أبنائه المصابين، مشيرًا إلى أن أبناءه يحتاجون لإجراء عدة عمليات لكل طفل على حدة، تتضمن 3 عمليات بالعين، لإزالة المياه البيضاء، وتركيب عدسات لإصابتهم بالحول، ومن المقرر إجراء عمليات أخرى "شد أوتار"، خلال الفترة المقبلة، لمحاولة توسيع الحوض، واستطاعة تحريك أقدامهم التي تكاد ملتصقة ببعضها بعضا، مشيرًا إلى أن ذلك لن يجدي نفعًا في تحسن حالة القدم ووقوفهم، ولكن من أجل القدرة على تغيير ملابسهم فقط.

وطالب عبدالجواد الحكومة بتحمل تكاليف علاج أبنائه، قائلا إن مصاريف العلاج الشهرية تصل إلى نحو ألف جنيه، بالإضافة إلى ما يزيد عن 500 جنيه حفاضات، ومصروفات جلسات علاج طبيعي، والذهاب إلى الطبيب المعالج، لافتًا إلى أن حالته المادية في الوقت الحالي وغلاء الأسعار جعلته يتخلى عن العديد من الاحتياجات الضرورية في حياة الأسرة من مأكل وملبس.

وما زاد من معاناة عبد الجواد المادية، قيامه بسحب قرض من إحدى البنوك لشراء سيارة خاصة صغيرة، للمساهمة في نقل أطفاله إلى جلسات العلاج الطبيعي، والأطباء لعدم سماح وزارة التضامن الاجتماعي التصريح لهم بشراء سيارة لذوي الاحتياجات الخاصة بثمن يستطيع توفيره، الأمر الذي أدى إلى استقطاع جزء من راتبه، ودفعه قسطا شهريا، بحسب قوله، متابعًا: «بطلت أشتري الحفاضات الكبيرة، وبشتري حفاضات أطفال علشان أقدر أوفر، جلسات العلاج الطبيعي بقالي فترة منقطع عنها، لأن الظروف مش سامحة».

ولم يكن الوالد فقط صاحب المعاناة في تلك القصة، إذ أن الأم هي الأخرى لها نصيب آخر في رعاية الأبناء، الذين لا يستطيعون التحرك، فدائمًا لابد لهم من رعاية خاصة لكي لا يصابوا بـ"قرحة الفراش"، وتقليبهم على جانبيهم وتحريك أجسادهم في أوضاع مختلفة طوال اليوم، بالإضافة إلى الأكل والشرب والنظافة.

وتشير الأم، إلى أن إصابة أبنائها لا تجعلهم يستطيعون تحريك أيديهم، فتقوم بوضع كل واحد منهم على حدة، على قدمها، لكي تطعمه في فمه، وكذلك الأمر في حالة تنظيفهم، مما أصابها بـ"الفتاق"، ونصحها الطبيب بعدم حمل الأشياء الثقيلة، هي وزوجها.

وعاد عبدالجواد لحديثه موضحًا قدم منزلهم المبنى بالطوب اللبن وتهديده بالانهيار، وتخوفهم من سقوطه، فوق رؤوسهم جميعًا، مطالبًا محافظ الأقصر محمد بدر، بتوفير مسكن ملائم رحمة بحال أبنائه الذين يعانون من المرض، ولا يجدون ما يأويهم في حالة هطول أمطار الشتاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل