«مصر للطيران» شركة قابضة تتبعها عدة شركات وليست شديدة التأثر بأى قرارات سياسية | المصري اليوم

تعقيباً على مقالكم بعنوان: «هل يدخل القطاع الخاص مصر للطيران؟» إسوة بما يتم فى هيئة السكك الحديدية، والذى نُشر بجريدتكم الغراء، يوم الأربعاء 4- 10- 2017، وتدور فكرته حول إشراك القطاع الخاص فى مصر للطيران، وإعمالاً لمبدأ إثراء الرأى فى الموضوعات الاستراتيجية شديدة الأهمية، اسمح لى سيادتكم بأن أستعرض معكم الاعتبارات التالية:

1ـ مصر للطيران شركة قابضة تتبعها عدة شركات، وكل شركة لها كيانها الاقتصادى الخاص ولها مجلس إدارة وميزانيات وأرباح وتخضع للقانون رقم 159.. وأما السكك الحديدية فهى هيئة تتكون من عدة قطاعات وإدارات مركزية مختلفة تخضع جميعها لسيطرة الهيئة مباشرة.

2ـ مصر للطيران هى وسيلة نقل استراتيجية محلية ودولية (أداة مهمة للدولة)، فى حين أن هيئة السكك الحديدية هى وسيلة نقل استراتيجية (مهمة أيضاً للدولة)، ولكنها محلية فقط.

3ـ مصر للطيران كأى شركة نقل جوى فى العالم تتأثر بالقرارات السياسية للدولة والمجتمع الدولى سلباً وإيجاباً، حتى إن كانت هذه القرارات السياسية ليس لها تأثير مباشر على الدولة نفسها.

4ـ كما ذكرت فى البند الأول، فإن مصر للطيران تتبعها عدة شركات مثل شركة الخدمات الأرضية.. والخدمات الجوية.. والشحن الجوى.. والأسواق الحرة.. والصيانة.. و.. و.. وكل هذه الشركات تحقق أرباحاً، كما أنها ليست شديدة التأثر بأى قرارات سياسية أو استراتيجية مباشرة، علاوة على أنها تقوم بخدمة شركات عالمية أخرى غير مصر للطيران داخل المطارات المصرية تحقق لها أرباحاً.. علاوة على خدمتها لشركة مصر للطيران للخطوط ومصر للطيران إكسبريس..

5- توجد بشركات مصر للطيران عمالة زائدة، ولكن لا يمكن الاستغناء عنها..

6ـ من هنا تصبح الشركتان اللتان تحققان خسائر هما شركتا النقل الجوى مصر للطيران وإكسبريس.. لأنهما تتحملان أعباء كثيرة فى التشغيل وارتفاع أسعار الوقود والخدمات، خاصة فى المطارات الخارجية، بصورة ضخمة.. كما أن بهما عمالة زائدة لا يمكن الاستغناء عنها، وشركة مصر للطيران للخطوط لها علاقة مباشرة بالقرارات الاستراتيجية والسياسية واعتبارات الأمن القومى المصرى كأى شركة وطنية بالعالم.. ألم نرَ جميعاً ماذا فعلت مصر للطيران فى أزمة عودة المصريين من دولة ليبيا بإقامة جسر جوى.. ألم نرَ جميعاً ماذا فعلت مصر للطيران فى أزمة عودة المصريين من اليمن؟، وهذه أمثلة من التاريخ القريب فقط.. ألا يمكن لمصر للطيران أن تفتح خطوطا جوية مع دول من أجل توثيق الروابط والعلاقات وتوسيع أوجه التعاون السياسية مع تلك الدول، والتى يمكن أن يكون عائدها للدولة أهم بكثير من العائد الاقتصادى للشركة.. وعلى نفس القدر يمكنها الاحتفاظ بتشغيل خطوط خاسرة مع دول من أجل الهدف نفسه؟، وأرجو ألا يُفهم من كلامى أننى ألقى العبء على الدولة فى خسائر خطوط مصر للطيران، ولكننى أحاول الوصول لمفهوم أهمية مصر للطيران كإحدى الأدوات الاستراتيجية والسياسية المهمة للدولة.. وقد رأينا جميعاً مدى تأثير إغلاق المجالات الجوية وقطع الرحلات للدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر.. ومدى قيمة تأثير الطيران فى هذه المقاطعة.

7ـ على قدر ما سمعنا وفهمنا، فإن هيئة السكك الحديدية إذا خصخصت جزءا من الهيئة فسيكون فى أعمال الصيانة مثل الجرارات والعربات، وكذلك إقامة وتشغيل مزلقانات وإنشاء محطات وخلافه.. أما التشغيل فسيخضع للإشراف والسيطرة المباشرة للهيئة نظرا لكونها وسيلة نقل استراتيجية محلية تؤثر وتتأثر بالمواطن، ويجب أن تكون تحت يد الدولة، باعتبار أن المواطن هو أمانة فى عنقها.. وعلى الجانب الآخر نجد أن شركات النقل الجوى داخل مصر للطيران تُعتبر هى شركات التشغيل والعمليات..

8- هيئة السكك الحديدية، باعتبارها محلية، فإن لها تعليماتها الخاصة بها، والتى لا ترتبط فيها بأى التزامات مع المنظمات الدولية، أما مصر للطيران فهى كأى شركة نقل جوى تخضع لتعليمات وإصدارات وتشريعات منظمة الطيران العالمية (الإيكاوى)، وكذلك تعليمات منظمات أخرى مثل وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية، هذا بالإضافة إلى تعليمات سلطة الطيران المدنى المصرى، وهنا يتضح أن السكك الحديدية لديها الحرية فى الحركة والتغيير واتخاذ القرارات.. فى حين أن مصر للطيران مقيدة إلى حد ما، حيث يجب أن يرتبط فيها التغيير بالتعليمات والقوانين الدولية.