المحتوى الرئيسى

هل تستطيع الريفيات تحطيم الحدود المفروضة على عمل المرأة في الزراعة؟

10/10 20:59

هل تستطيع الريفيات تحطيم الحدود المفروضة على عمل المرأة في الزراعة؟

فاليريا باريسو مراسلة الشؤون الاجتماعية - الخدمة العالمية ل بي بي سي

10 أكتوبر/ تشرين الأول 2017

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك

شارك هذه الصفحة عبر تويتر

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر تويتر

شارك هذه الصفحة عبر Google+

شارك هذه الصفحة عبر WhatsApp

شارك هذه الصفحة عبر LinkedIn

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

تقول روزالينا باليستيروس: "لدينا الكثير من البطاطا، لكن ما نحتاجه الآن هو المشترون".

مصدر الصورة BEHROUZ MEHRI / AFP Image caption عاملة في مجال الزراعة في اليابان

مصدر الصورة UNDACION SEMANA / YOUTUBE Image caption فيديو على قناة يوتيوب لمساعدة المزارعات على بيع المنتجات

وطلبت المزارعة إيناغول عبد راخمانوفا، وهي أم لخمسة أطفال وتبلغ من العمر 32 عاما، الدعم أيضا من مجموعة مساعدة نسائية تجتمع في قريتها الجبلية النائية في وسط قيرغيزستان؛ وتقول السيدة التي تزرع الآن الطماطم والخيار والجزر: "لقد ساعدوني في الزراعة وفي تثبيت نظام الري بالتنقيط".

أما في شمال لاوس، فتحصل السيدة فينغ رزقها اليوم من بيع نتاج مزرعة الفطر في لوانغ برابانغ؛ ذلك أن الناس في مجتمعها لديهم باعا طويلا في جمع الفطر البري لاستهلاكه ولكنهم يعرفون القليل فقط عن كيفية حراثة الأرض لزراعته. واستمر الأمر كذلك حتى تلقت السيدة فينغ وآخرون التدريب والموارد اللازمة لزراعة الفطر الذي يبيعونه الآن في أسواق المقاطعات.

تشكل هؤلاء النساء - الموجودات في بلدان ومزارع تفصل بينها أميال كثيرة - جزءا من نمط يأخذ بالانتشار والمتمثل بالزيادة العالمية في العدد النسبي للعاملات في المناطق الريفية.

تشكل النساء في المتوسط 43 في المئة من القوة الزراعية العاملة في البلدان النامية، وقد لاحظ الخبراء على مدى العقدين الماضيين تنامي عملية ما يسمى بـ "تأنيث الزراعة".

ووفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2016، فإن هناك "أدلة دامغة" على أن الزراعة تتأنث وذلك إما لأن الرجال يتركون عملهم فيها أو بسبب مشاركة النساء في أنشطة مختلفة ضمن هذا القطاع.

وتقول ليبور ستلوكال، مسؤولة السياسات في إدارة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منظمة الفاو: "تشير الاتجاهات في العالم النامي إلى أن النساء يلعبن دورا أكبر وأن نسبة مشاركتهن في الزراعة تتزايد بشكل ملحوظ".

مصدر الصورة UN WOMEN / MERIZA EMILBEKOVA / JPRWEE

 وذكرت إحصاءات منظمة العمل الدولية أن ربع النساء الناشطات اقتصاديا في أنحاء العالم شاركن في الزراعة عام 2015، إلا أن هذه الأرقام العالمية تخفي فروقا إقليمية كبيرة.

وتبقى الزراعة أهم مصدر للعمالة في البلدان منخفضة الدخل، إلا أنها انخفضت على نحو ملحوظ في البلدان ذات الدخل المرتفع التي ينتقل الرجال والنساء فيها إلى وظائف في مجال الصناعات والخدمات.

 إذا، أين تحدث بالفعل حالة تأنيث الزراعة؟

تظهر مثل هذه الاتجاهات في شمال أفريقيا حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في الزراعة من حوالي 30 بالمئة إلى 43 بالمئة بين عامي 1980 و 2010 (وفقا لآخر مسح شامل)، وفي منطقة الشرق الأدنى حيث انتقلت هذه النسبة من 35 بالمئة إلى 48 بالمئة. كما أن هذا التحول نحو تأنيث الزراعة شمل شرق آسيا وجنوب شرقها، فضلا عن أمريكا اللاتينية.

وعلى مدى ثلاثة عقود، لم يطرأ تغيير ملحوظ على نسبة مشاركة المرأة في الزراعة في معظم بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، لكنها في الواقع تجاوزت الـ 60 في المئة في بلدان مثل ليسوتو وسيراليون وموزمبيق، ويرى الخبراء أن الزراعة في هذه المنطقة هي مؤنثة على نحو كبير.

قد يكون وجود المرأة المتزايد في المزارع والمشاتل أمرا ايجابيا؛ فبعضهن سيصبحن مزارعات أساسيات أو قد ينتقلن إلى العملبالأجر فتساعد رواتبهن على دعم أسرهن والمجتمعات المحلية.

ولكن ما يسمى بتأنيث الزراعة لا يعني دائما تمكين المرأة. ويرجع أحد أهم أسباب ذلك إلى هجرة الذكور نحو الخارج. ويقول ستلوكل: "يهاجر الشباب، والرجال الريفيون إلى المراكز الحضرية بنسبة أعلى من النساء"، مضيفا أن "تأنيث الزراعة أمر يرتبط جزئيا بزيادة فرص العمل في المجالات غير الزراعية والمربحة للرجال في قطاعي الصناعة والخدمات، فضلا عن النزاعات المسلحة التي لها تأثير أكبر على الذكور".

وكثيرا ما تُدفع النساء كنتيجة لذلك إلى زيادة ساعات العمل لتعويض فقدان اليد العاملة من الرجال.

ورغم أن النساء يشغلن الآن نسبة أكبر في القوة الزراعية، فإن أنواع الأعمال الزراعية التي يمكن أن يحصلن عليها أصبحت أقل استقرارا؛ كما أنهن موجودات في أعمال مؤقتة، وموسمية وأخرى غير مدفوعة "فإنهن أكثر عرضة للتركز في الوظائف ذات الكثافة العمالية الكبيرة والتي تتطلب مهارات منخفضة، كما أنه من المرجح أن يحصل الرجال على المناصب الإدارية والتي هي أساسا محدودة العدد"، وذلك وفقا لدراسة تحليلية أجراها البنك الدولي عام 2016.

وتقول دينا نجار، وهي متخصصة في الشؤون الاجتماعية والنوع الاجتماعي في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الريفية "إيكاردا": "حتى عندما تقوم النساء بالزراعة، فإن الرجال هم الذين يقومون بأعمال التسويق ومراقبة الأموال".

تشير البيانات المتاحة إلى أن النساء كثيرا ما يجنين مالا أقل من الرجال حتى في حال أدائهن عملا مساويا للرجال، ويسمى ذلك اصطلاحا في الانجليزية "الأرضية اللزجة" أي عدم المساواة في الأجور بالنسبة لأولئك في أسفل سلم العمل، وذلك على نحو مشابه لحالة أخرى تسمى "السقف الزجاجي" بالنسبة للواصلات إلى أعلى السلم لكنهن لا يستطعن مواصلة الترقي وظيفيا.

والبيانات التي توثق فجوة الدخل بين الجنسين في المناطق الريفية محدودة، وبالرغم من ذلك تظهر عينة من 14 بلدا أن النساء يتقاضين في المتوسط ​أجرا أقل بنسبة 28 في المئة من الرجال.

ويضيف الخبراء أن هناك أيضا "فجوة إنتاجية"؛ حيث أن عائدات النساء المزارعات في البلدان النامية تقل بما يتراوح بين 20 إلى 30 في المئة عن الرجال - ويلقى باللائمة في ذلك على أعباء القيام بالأعمال المنزلية.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "إن المرأة مسؤولة في معظم المجتمعات عن معظم الأنشطة المنزلية وتربية الأطفال"، وهذه المجموعة الإضافية من المسؤوليات الملقاة على عاتق النساء، والتي قد تشمل مهام جمع المياه وتوفير الوقود في المناطق الريفية، "تحد من قدرة المرأة على الانخراط في أنشطة تدر الدخل".

وتقول ماري لويز هايك، المساعدة في أحد برامج منظمة الأغذية والزراعة: "من الصعب على النساء اللاتي يلعبن أكثر من دور تحدي السياقات التقليدية التي لا يكون فيها التغيير ميسرا". 

مصدر الصورة FETHI BELAID/ AFP/ GETTY IMAGES

على الرغم من كل ذلك، فإن توسيع دور المرأة في الزراعة يعود أيضا ببعض الفوائد الحقيقية؛ حيث تقول سنيهان ثيرا، وهي أم لأربعة أطفال وتبلغ من العمر 28 عاما من قرية بارامادوغو وسط مالي: "لم أعد أشعر بالقلق اليوم إزاء نهاية الموسم ... فنحن نشارك في أنشطة جديدة ستجعلنا أقوى".

وكانت ثيرا إحدى المستفيدات من "حقيبة زراعية" قدمها مشروع تديره منظمة الفاو في مالي وبوركينا فاسو المجاورة، وتتضمن هذه الحقيبة بذورا - كاللوبياء والدخن - وخضروات ذات قيمة غذائية عالية - إلى جانب تحويلات مالية وجلسات تدريبية لتحسين الأمن الغذائي.

وسمحت تقنيات جديدة لنساء ماليات مسؤولات عن تأمين الطعام لأسرهن أثناء غياب الرجال للقيام بأعمال موسمية، من الدخل المتوفر من زراعة أراضيهن للمرة الأولى منذ سنوات. وتقول ثيرا: "سيكون الحصاد كافيا لتوفير احتياطيات غذائية لعدة أشهر".

كما تقول فاطمة سيد، المتحدثة باسم المشروع: "لقد سمح لهم ذلك بإسماع أصواتهن في مجتمعاتهن المحلية، كما أفادت بعض النساء"، مضيفة: "كما تم انشاء منتدى للنساء لتبادل النصائح حول كل شيء بدءا من تغذية الأطفال وحتى مشاكل الزواج".

وتعمل مجموعة من المنظمات - تشمل هيئات دولية ومنظمات غير حكومية والحكومات الوطنية - على إدخال التكنولوجيا التي توفر الجهد وتؤمن القروض للنساء - وهما عاملان يرى كثيرون أنهما قد يغيران قواعد للعبة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل