المحتوى الرئيسى

مباراة أفقدته قدمه.. قصة «محمود عبده» الراقص على العكاز فى مباراة المونديال

10/10 18:58

طفل لم يكمل عامه العاشر، كان عائدًا من الحضانة يحمل حقيبته الصغيرة على ظهره عائدًا للمنزل، إلا أن عشقه للكرة كان يسيطر عليه، منذ نعومة أظافره، فذهب ليلعب مباراة مع أصدقائه بالشارع، وخلال المباراة، دهست قدمه سيارة نقل ثقيل.

تخلى محمود عن قدمه بعد مباراة، وحقق شهرة كبيرة أيضًا خلال مباراة، لكن الوضع مختلف وصورة قلبت حياته فى "مباراة المونديال".

رقض محمود عبدالعظيم وراء شغفه، فقد كان يلعب مع الصبيه فى الشارع ممسكًا بعكاز، ويرقض خلف الكرة كأنه يملك قدمان كأحد الأطفال، تخرج من كليه الحقوق جامعة عين شمس، وعمل بأحد محلات الملابس القريبة من محل إقامته، فى مدينة السلام، وظل يذهب إلى مباريات النادي الأهلي، وتجده جالسًا فى الصف الأول، واضعًا رقيقا دربه "عكازين" بجواره.

"الكرة تصنع المستحيل"، كلمات كثيرة تشعر أنها مبالغة بعض الشئ من قائلها، لكن أن أدركت قصة محمد، ستعلم أنها حقيقة وواقعًا ملموسًا، حيث أستيقظ الشاب الذي أعتبره البعض من ذوي الإحتياجات الخاصة فى تمام التاسعة صباح يوم 7أكتوبر، متوجهًا من مدينة السلام لمحافظة الإسكندرية، مع عكازيه، ووصل إلى أستاد برج العرب الذي شعر فور دخواه إليه بأن اليوم، لن يمر إلا ومنتخب المصري صاعدًا لتصفيات كأس العالم، الذي كالما حلم أن يشاهدها.

وفور بداية المبارة بدءت عيون محمد، تراقف الأجواء موحدًا نظره إتجاه الشبكة التي ظل يدعوا الله طوال الماتش بأن يدخل بها هدف واحد، حتي يصعد المنتخب، وبالفعل فور دخول هدف اللاعب محمد صلاح الأول، شعر عبدالعظيم، أن قدمه لا تلمس الأرض، ومن هنا جاءت الصورة التي أصبحت حديث الجميع، شاب يمسك بعكازين يتشقلب فى الهواء بطريقة، يشعرك أنه قد طار بالفعل.

بعد دخول هدف الكونغو، أخذ البكاء واليأس يجتاج جسده بالكامل، ولكن ذلك لم يستمر طويلًا، فحينما رأي صلاح يحفز اللاعبين ويعلمهم أنه لازال أمامهم بعض الوقت، نفض محمد الحزن عن جسده، عائدًا للتشجيع، وبدخول الهدف الأخير بعد ركله الجزاء، بدأت بالقفز فى الهواء على قدم واحده متوجهًا إلى أحد أصدقائه الذي رافقه فى مقاعد ذوي الإحتياجات الخاصة.

بعد إطلاق صافرة نهاية المبارة وفى ظل فرحة الجمهور والمنتخب بالصعود إلي كأس العالم ووجود مئات المصورين حول الملعب لألتقاط صور لأحتفال اللعيبة والجهاز الفني وتركز أكثر الموصورين حول محمد صلاح والتسجيل معة والأنفراد بالصور والتسجيل، وانشغال البعض الأخر بالتقاط صور لدموع اللاعبين والجمهور بأعتبارها الصور الأكثر تأثير وأكثر سرعة فى الأنتشار، 2 فقط من المصورين إستطاعوا التقاط الصورة الأكثر تأثيرًا فى المبارة والتي تسببت فى دموع الكثير، وأنتشرت بسرعة كبيرة علي مواقع السوشيل ميديا، صورة الشاب محمود عبدة التي عبرت عن فرحة الشعب المصري فى لقطة لا تتعدي الثانية.

عزت السمري مصور من جريدة الجمهورية،أول من انتشرت الصورة باسمه، استطاع أن يوثق الصورة باعتبارها فعلا إنسانيا، وتحدث عن كواليس التقاط الصورة.

وقال السمري، إنه كان يركز على اللقطات المميزة فى المباراة، والتي تفرق بينه وبين المصورين، فالتقاط الصور بالكيف وليس بالكم، فقام عزت بالتركيز على محمود عبده، صاحب الصورة الذي لفت انتباهه خلال المبارة بتشجيعه وتفاعله مع الهجمات والفرص الضائعة بـ"التنطيط" على قدم واحدة.

"كنت أول المصورين اللي خدو بالهم من اللقطة وبسرعة صورتها"، يكمل عزت حديثه بهذة الكلمات موضحًا تركيزة فى اللقطة فى ظل إنشغال باقي المصورين بالتقاط الصور للاعيبة والجمهور، يكمل عزت حديثة متمنيًا ان يكون سبب فى أهتمام أحد المتبرعين بالشاب وتركيب طرف صناعي ليستطيع الوقوف بدون العكازين وخاصة أن المسافة المتبقية من قدمة المبتورة قصيرة جدًا وتحتاج إلى طرف صناعي خاص.

ومثلت الصورة بالنسبة للمصور المنفرد بالصورة فى البداية أنها فرحة ولكن بحالة إنسانية، ولكن بعد مشاهدة الصورة مرة آخري والتركيز فيها تأكد انها لقطة تتجسد فيها فرحة 104 ملايين مصري، فرحة تجسدت فى جسد معاك ولكن خرجت بالبهجة والفرح الذي يعبر عن المصرين.

العدسة الأخرى التي استطاعت التقاط الصورة كانت لـ "زيزو عبدالعزيز" المصور بمجلة أكتوبر، فهو الآخر لفت مشهد محمود عبده انتباهه، ولقط الصورة فى نفس اللحظة مع السمري.

ويروي زيزو، تفاصيل التقاط الصورة التي أتنشرت بسرعة كبيرة ونالت إعجاب رواد مواقع التواصل الأجتماعي وتمت مشاركة الصورة من خلال عدد كبير من رواد امواقع التواصل الأجتماعي.

يحكي زيزو، تفاصيل ما قبل التقاط الصورة فمنذ لحظة دخوله من بوابة الاستاد يلفت "صاحب العكازين" انتباه الجميع "محمود لفت نظرنا بحركته وخفته والتنطيط بتاعه فى كل حته فى الملعب".

"بدأ تنطيط محمود عند احتساب ركلة الجزاء"، يضيف زيزو "محمود بدأ تشجيعه وتحركة بالعكازين، وعندما سجل صلاح الجول عمت الفوضى للاحتفال بالصعود وكان محمود يحتفل بطريقته الخاصة".

"وقف محمود على قدم واحدة ورفع العكازين لأعلى، واصطحبها دموع الفرح والتشجيع بأعلى الأصوات.. وبعدها عمل الشقلباظ على العكازين، فى تلك اللحظة كان جميع المصورين مشغولين بالتقاط الصور للاحتفال" يقول زيزو، لكنه ركز لالتقاط لحظة احتفال محمود الذي لم يتعد الثواني.

"أنا مكنتش متخيل أنها تنتشر كدا"، أكمل زيزو حديثه بهذه الكلمات معبرًا عن فرحته الشديدة بانتشار الصورة الملتطقة من خلال عدسته الخاصة.

اختتمت فعاليات مهرجان سباق الهجن والشعر النبطى، الذى أقيم فى وادى مجرح بمدينة نويبع فى الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر بمناسبة احتفالات جنوب سيناء بالذكرى 44 لنصر أكتوبر المجيد. وقال عيد حمدان، رئيس نادى ...

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل