المحتوى الرئيسى

"النمر المصري".. قصة بطل أكبر عملية بحرية خلال حرب 6 أكتوبر “حلقة 2” - إسكندراني

10/10 17:11

ما زالت بطولات حرب أكتوبر تتوارد إلى الأذهان طوال شهر الانتصارات الذي يحفل بتاريخ العديد من العمليات الحربية خلف خطوط العدو، وتظل البطولات المجهولة هي من تستحق أن نلقي الضوء عليها، لأشخاص صنعوا مجداً وحفروا طريق النصر.

في الحلقة السابقة نشر “إسكندراني” قصص لمجموعة من الأبطال الذين شاركوا في عمليات حربية خلال فترة حرب أكتوبر، وفي هذا التقرير نسرد عدد من البعض الأخر لأبطال سكندريين رحلوا ولكن بطولاتهم ما زالت حية تروى للأجيال.

أبطال حرب أكتوبر بالإسكندرية.. بطولات حية وأجساد رحلت وبقيت ذكراها “حلقة 1”

مصطفى منصور – قائد عملية باب المندب

سطرت كتب وحكايات بطولات الحرب قصص لرجال من الإسكندرية ومنهم البطل اللواء مصطفي منصور – قائد موقعة حصار باب المندب والتي توصف بأنها أكبر عمليات التي ساعدت علي شل حركة الملاحة البحرية إلى إسرائيل خلال الحرب، حتى أن هنري كيسنجر في أحد خطاباته للرئيس الراحل أنور السادات عام 1978 قال إن تلك العملية من أكبر أسباب انتصار الجيش المصري في الحرب لأنها كانت وسيلة ضغط على إسرائيل.

وطبقاً لتدوينات الحرب التي شارك اللواء مصطفي منصور فيها، واحتفظت بيها المواقع التي توثق للحرب وكذلك مدونات مؤرخين من المحاربين على الموقع الرسمي لتأريخ الحرب “مجموعة 73 مؤرخين”، فإن اللواء منصور كان له دور رائد في واحدة من أكبر العمليات بتاريخ القوات المسلحة، وهي عملية “باب المندب”، والتي كانت ضمن مجموعة الخطط التى كان يعدها الجيش منذ عام 1967، ولكنها لم تنفذ إلا بعد تحديد ساعة الصفر فى 6 أكتوبر 1973 عندما تم التحرك في شهر أغسطس 73 نحو ميناء عدن وكان اللواء منصور حينها قائدا لمجموعة مدمرات بحرية.

وتروي قصة العملية بأنها أكبر العمليات التى ساعدت على شل حركة الملاحة البحرية إلى إسرائيل خلال الحرب، حيث كانت تل أبيب تستورد من طهران نحو 18 مليون طن من النفط عبر مضيق باب المندب، تستخدم بعضها وتصدر الجزء الأكبر إلى أوروبا، وخلال فترة الحصار لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى خليج العقبة حتى أول نوفمبر، إلا عندما سمح الرئيس أنور السادات بذلك مقابل إيصال الإمدادات إلى الجيش الثالث المحاصر في شرق القناة، تم ذلك عقب قيام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنرى كيسنجر بنقل رسالة للرئيس أنور السادات مفادها ضرورة فك حصار باب المندب، مقابل توصيل الإمدادات للجيش الثالث.

وقبل العبور بأسبوع تلقى اللواء مصطفى منصور تعليمات بساعة الصفر فعقد اجتماعاً مع قادة المدمرات وحدد للجميع مهامهم ولم يتم إخبار الجنود بتفاصيل العملية إلا بعد التحرك لميناء عدن للحفاظ على السرية، وبالفعل نجحت العملية وتم ترقية اللواء فور عودته في شهر يونيو عام 1974.

وكانت أهم خدعة في تلك العملية هي أن القوات المصرية أشاعت حينها أن ميناء عدن مجرد محطة يقف فيها الجنود حتى الوصول لموانئ باكستان لعمل عَمرة للسفن وهذا أمر معتاد كان يتم كل 6 أشهر، ويوم العملية رفع اللواء منصور درجة الاستعداد القصوى، وتحركت المجموعة من ميناء عدن في الساعة التاسعة صباحا وحتى الوصول إلى باب المندب في الثانية ظهراً وبدأ حصار باب المندب ومنع أي سفن تحمّل سلع أو بترول من العبور إلى إسرائيل، وبريطانيا كانت أول من علم بالأمر وعلى الفور أعلنت أن الميناء منطقة حرب وأرسلت سفنها لاستطلاع ما يحدث.

اللواء عبد الحميد السباعي بطل مجموعة النمور:

ولد اللواء عبد الحميد السباعي بالإسكندرية عام 1947، والتحق بالقوات البحرية عام 1964 وكان له دور بارز في حرب 73 حيث كان ضمن النواة الأولى في تكوين المجموعة 39 قتال ضمن فصيلة الصاعقة البحرية والتي سميت بمجموعة “النمور”، وله تاريخ حافل في العديد من عمليات الإغارة والاقتحام وزرع الألغام والقصف.

وشارك السباعي في العديد من عمليات الاستطلاع ومنها استطلاع الجبهة من الشمال إلي الجنوب في شهر ديسمبر عام 1968، وشارك في العديد من الكمائن ومن أشهرها كمين شرق النصب التذكاري جهة الإسماعيلية في 26 أغسطس عام 1968، حيث حيث كان ضمن مجموعة الاقتحام وزرع لغمين من الألغام التي كلف بزراعتها قبل الاقتحام، إلى أن عبرت العربات أمامه هو والمجموعة وبعد انفجرت الألغام وأمطروها بوابل من الذخيرة الحية والقنابل وقواذف الاربي جي حيث تم تدمير جميع عربات الكمين كلها، وكانت من أنجح العمليات التي نفذت منذ الحرب العالمية الثانية، وتم تكريمهم بمنجهم نوط العسكرية المصرية من الدرجة الثانية.

عن عمليات الإغارة والاقتحام التي شارك فيها السباعي، فمنها اقتحام موقع لسان التمساح للمرة الأولى في 20 إبريل عام 1969، وكان ضمن مجموعة الاقتحام الأولي بقيادة ، إسلام توفيق حيث قام بتدمير الدشمة الأولي والثانية جهة اليمين من دخول الموقع تدميرا كاملا، وقام بستر المجموعة الثانية ودخل منها الفدائي ” هنيدي مهدي”، و”سمير نوح”، إلي الموقع من أسفل حيث تم الاستيلاء علي معدات وأسلحة وذخيرة من العدو بعد قتل من كان في الموقع.

وكذلك شارك السباعي في عملية اقتحام موقع لسان التمساح للمرة الثانية في 8 يوليو عام 1969، حيث كان ضمن مجموعة الاقتحام قيادة الضابط ؛ وئام سالم، حيث ودهل الموقع من الباب الرئيسي مع مجموعات الاقتحام الأخرى، ووصلوا إلى دشم العدو وقاموا بضربها جميعا إلى إن تم تدميرها كلها ماعدا دشمه واحدة.

وكان السباعي ضمن المجموعة المصرية التي قامت بنسف وإحراق سقالة الكرنتينة في 30 أغسطس عام 1969، وهذه العملية التي استشهد فيها البطل الرائد / عصام الدالي، وكذلك شارك في العديد من عمليات زرع وبــث الألغام والقصف بالصواريخ، ومنها قصف موقع عيون موسي في 6 يونيو 1969، وقصف منطقة الكرنتينة، و قصف مطار الطور المرة الأولي عام 1969، والمرة الثانية عام 1970، كما شارك في عدد من عمليات النسف والتدمير.

ومع وقف إطلاق النار طبقاً لمبادرة “روجرز”، وتوقف حرب الاستنزاف وفي يوم 6/6/1972 تم انتهاء إلحاقه وبعض الزملاء بالمجموعة 39، والعودة إلي وحدتهم الأصلية بالصاعقة البحرية ثم قامت حرب أكتوبر المجيدة فعاود الدخول في مجموعة القتال واشترك في العديد من العمليات وبث الألغام والاستطلاع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل