المحتوى الرئيسى

"حرب التأشيرات" تستعر بين أنقرة وحليفتها الكبرى واشنطن

10/09 22:15

حثت السلطات التركية الاثنين (التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) الولايات المتحدة على العدول عن قرارها الصادر بتعليق منح تأشيرات في ممثلياتها في تركيا، في خلاف ينذر بتفاقم أزمة كبيرة بين البلدين خصوصا بعد أن استدعى القضاء موظفا تركيا جديدا في القنصلية الأميركية في إسطنبول لاستجوابه. 

بيد أن بعض المراقبين يقولون إن أنقرة لم تكتف بحث حليفتها في حلف الناتو بالتراجع، بل بادرت هي إلى خطوات مماثلة حين ردت بالمثل وعلقت إصدار تأشيرات للمواطنين الأميركيين. كما دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الأزمة وعلق في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني في كييف قائلا: "بالطبع قبل كل شيء هذا القرار (وقف منح التأشيرات) يحزننا حقا كثيرا".

كما واصلت الحكومة التركية تعقب موظفي ممثليات الولايات المتحدة على أراضيها، إذ ذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن موظفا ثانيا "استدعي من قبل المحققين في إسطنبول لتقديم إفادة". وأفاد التلفزيون التركي أن مذكرة توقيف صدرت بحق الموظف، لكن ذلك لم يتم تأكيده. فيما أوقفت زوجه الموظف وابنه وسيتم نقلهما إلى إسطنبول للخضوع  للتحقيق.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

واستدعت وزارة الخارجية التركية المسؤول الثاني في السفارة الأميركية في أنقرة فيليب كوسنيت الاثنين، وسلمته طلب أنقرة بعدول واشنطن عن قرارها تعليق كل خدمات التأشيرات لغير الهجرة في ممثلياتها في تركيا. وتم إخبار الدبلوماسي الأميركي أن قرار واشنطن يخلق "تصعيدا غير ضروري"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول.

أزمة مزمنة ـ توقيف موظف ثالث

يبدو أن صفقة صواريخ إس 400 الروسية لتركيا لا تسير وفق ما تشتهيه أنقرة. فقد لوح وزير الخارجية التركي بالتخلي عنها إذا لم توافق روسيا على الإنتاج المشترك للمنظومة. الكرملين اكتفى بالقول إن الاتصالات بين الجانبين مستمرة. (09.10.2017)

أكد الجيش التركي رسميا أنه يشن "عملية استطلاع" في محافظة إدلب السورية بهدف إقامة منطقة لخفض التوتر، فيما قال الرئيس التركي أردوغان إنه إذا لم تتحرك تركيا "ستسقط القنابل على مدننا". (09.10.2017)

وذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن السلطات أصدرت مذكرة توقيف بحق موظف ثالث في القنصلية الأميركية، مشيرة إلى اختبائه حاليا في القنصلية. لكن وزير العدل التركي عبد الحميد غول نفى علمه بالأمر.

وقال سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الأوضاع الحالية تكشف وجود أزمة مزمنة في العلاقات الأميركية التركية. وأوضح كاغابتاي لفرانس برس "هذه الخطوة ستدفع النخب التركية إلى مطالبة أردوغان بالتوقف عن مضايقة المواطنين الأميركيين في تركيا، لكنني اعتقد أنه سيفعل العكس وسيقوم بالتصعيد".

وكان مسؤولون أتراك أعربوا عن أملهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب.  بيد أن المحلل السياسي كاغابتاي يقول إنه "سيكون من الصعب في القريب العاجل استعادة العلاقات بين  البلدين إلى ما كانت عليه". 

وكانت واشنطن قد اتخذت إجراء وقف التأشيرات على خلفية توقيف أحد موظفي البعثة الدبلوماسية الأميركية في إسطنبول وتوجيه تهم رسمية له بالتجسس. وتطالب تركيا واشنطن بتسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بأنه وراء محاولة الانقلاب، وهو ما ينفيه الأخير بالمطلق، إلا أن عدم حصول أي تطور في هذه المسألة أدى إلى مزيد من التعقيد في العلاقات التركية الأميركية.

أ.ح/ي.ب (أ ف ب، رويترز)

الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.

صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.

وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.

في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".

وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.

وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.

كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.

في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.

بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.

تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.

بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".

بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل