المحتوى الرئيسى

خلطة صلاح لمنع «ماراكانا» جديدة فى برج العرب

10/09 21:17

سجل وصنع 7 أهداف.. شخصيته الاحترافية غير مسبوقة.. وقادر على التطور وتجديد حوافزه دائمًا

فى ١٩٥٠ كانت البرازيل تتأهب للاحتفال بكأس العالم، وذهب ٢٠٠ ألف مشجع إلى أكبر صرح رياضى وأيقونة بلاد السامبا «الماراكانا» للاحتفال بالتتويج باللقب الغالى فى المباراة الأخيرة أمام الأوروجواى.

اكتست «ريو دى جانيرو» بالأعلام كما كانت «القاهرة» قبل مواجهة الكونغو، تلونت الجدران بصور ونجوم اللاعبين، ذهب الفنانون والمشاهير إلى معسكر السامبا فى ليلة ويوم المباراة يلتقطون الصور التذكارية، وكتبت كل صحف العاصمة: «هؤلاء أبطال العالم»، كما الأمر هنا فى «القاهرة» تمامًا.

نعم، كان لقب كأس العالم قريبًا للبلد الذى عشق كرة القدم ولم يتعامل معها كلعبة شعبية فحسب، بل ارتبطت بظهور الجمهورية ومحاربة العنصرية بين الأسياد البيض والعبيد السود، ودمجت بين عنصرى الأمة، فكانت بمثابة رمز للدولة الحديثة التى تبناها الجميع.

التعادل فقط كان يكفى البرازيل للتتويج، لذلك لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يخسر فريقه من الأوروجواى بعدما فاز بسداسيتين تاريخيتين على المنتخبين الأقوى فى أولى الجولات، إسبانيا ويوغوسلافيا، وبعدما سجل «السيلساو» هدفًا فى مطلع الشوط الثانى كانت الكارثة بتسجيل الخصم هدفين قبل نهاية المباراة بـ١٠ دقائق.

وقع هدفا الأوروجواى كالكارثة على البرازيليين، تمامًا كما وقع أثر الهدف الذى سجله المهاجم الكونغولى «موتو» على ١٠٠ مليون مصرى فى مباراة أمس الأول، وخيّم الصمت على أجواء «الماراكانا»، كما خيّم على أجواء برج العرب، وتحولت المدرجات البرازيلية إلى مأتم والملعب إلى بحر دموع، واكتست العاصمة البرازيلية بالسواد وصارت تلك اللحظة النكسة الأكبر فى تاريخ الأمة التى لم تنسَ الواقعة حتى اليوم، رغم تتويج فريقها بكأس العالم ٥ مرات بعدها.

ربما لم تمتلك البرازيل، التى صنعت أساطير اللعبة فى هذا الجيل، منقذًا كما امتلك الفريق المصرى محمد صلاح، الذى منع حدوث «ماراكانا» جديدة فى «برج العرب»، فما أشبه الليلة بالبارحة.

وكما وثق أكثر من ١٠٠ مليون برازيلى فى التتويج بالبطولة، لم يشك مواطن مصرى واحد فى الاحتفال بالصعود أمام الكونغو، وكما أعدت «ريودى جانيرو» لـ«الكرنفال»، تأهبت القاهرة للمهرجان، وكما حضر السياسيون والفنانون والمشاهير هناك، لم يتغيبوا هنا أيضًا، وكما بدأت البرازيل بالتسجيل، بدأ الفراعنة، وكما جاء رد الأوروجواى فى دقائق صعبة، كان الأمر مكررًا من الكونغو التى سجلت فى الدقيقة ٨٥.

كل شىء كان يقول بأن «ماراكانا» جديدة فى الطريق، قبل أن يتدخل محمد صلاح ويعلن ثورة ونهضة مصرية، ويؤكد أن الروح والإصرار والعزيمة والذكاء مواصفات قادرة على العبور بـ«المصرى» إلى قمة العالم فى أى شىء.

٣ مشاهد مر بها صلاح فى دقيقة واحدة تلخص حال مصر، الأول، عندما وقع على وجهه بعدما تلقى ضربة موجعة من زملائه فى الخط الخلفى الذين تهاونوا أمام الخصم فسجل هدفه، وثانيها، عندما أمسك بالكرة وعادت العزيمة إليه وقرر العودة برفاقه من بعيد، وثالثها، عندما لوّح للجمهور مطالبًا إياهم: «نحتاج دعمكم»، نعم، هذه مصر فى ٣ لقطات، وقعت، ثم قررت النهوض، وطلبت الدعم من أبناء الشعب فوجدته.

مأساة كبيرة أوقفها الفرعون محمد صلاح، فخسارة الصعود هذه المرة كانت أمرًا معقدًا للغاية وربما كان أثرها الأقسى على الشعب المصرى الذى عانى كثيرًا من الهجمات الإرهابية، فكان هدفه بمثابة أهم حدث، ربما فى الألفية الجديدة لدى المصريين، ومصدر سعادتهم الأول، تمامًا كما الأمر كان موجعًا على البرازيل التى لم تنسَ ما جرى لها.

لم يشك مصرى واحد فى أن صانع السعادة وصاحب اللقطة المضيئة ليس شخصًا آخر غير الفرعون الأكبر، راهن الجميع على تسجيله.. لماذا صلاح بالتحديد هو تاجر الفرحة ومصدر الانتصار؟! ولماذا كل هذه الثقة؟!.. ٥ أهداف سجلها وهدفان صنعهما، ليقود بهما جيلًا جديدًا لم يتوقع أحد أنه سيصعد بعدما فشل أفضل جيل فى تاريخ الكرة المصرية فى الصعود، لكن أمورًا عديدة جعلت صلاح مميزًا عن غيره وقادرًا على صناعة الفارق، أولها، شخصيته الاحترافية التى لم يعرفها لاعب مصرى من قبل، وقدرته على التطور الدائم، وتجديد حوافزه ودوافعه بشكل مستمر.

تشبّع صلاح من مهارات وأخلاقيات جيل تريكة وجمعة وعبدربه وشوقى وزيدان، وتعلّم من أفضل وأمهر المدربين فى العالم، وحافظ على نفسه ولم يقع فريسة لشهواته، فكان جاهزًا فى الميعاد.

فنيًا، أصبح صلاح خيارًا تكتيكيًا «ولا فى الأحلام»، فهو اللاعب الذى يمكن توظفيه فى مركز الجناحين يمينًا ويسارًا، وعندما تعتمد عليه فى مركز الـ١٠ فإنك أمام مهاجم وهمى من الطراز الرفيع، يصنع الفارق كما حدث أمام أوغندا، وإذا قررت أن تدفع به مهاجمًا صريحًا فبالطبع سيسجل ويصنع الخطورة، كما فعل ذلك أمام الكونغو فى مباراة الذهاب وغيرها من المواجهات.

أُقيمت على هامش فاعليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط فى دورته الثالثة والثلاثين، ندوة حول موضوع "الهجرة غير الشرعية" أدارتها الدكتورة رانيا يحيي، بحضور المخرج الفلسطيني فايق ...

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل