المحتوى الرئيسى

بالأرقام| جولات السيسي للأسواق «المُصدرة» أنقذت السياحة من الانهيار

10/09 15:46

الاقتصاد شريان حياة وعصب التنمية، وخط المواجهة الأول أمام خطوط العدو في العصر الحالي.. وفي مصر، وعقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية من السلطة، كان الاقتصاد المصري هو المستهدف الأول من جانب داعمي الإرهاب.. وبالطبع كانت صناعة السياحة هي أولى الأذرع التي سعى هؤلاء لبترها فورا.

في عام 2010 أو ما يطلق عليه «عام الذروة»، استقبلت مصر نحو 14٫7 مليون سائح، بإجمالي إيرادات تخطى 12 مليار دولار، وعقب اندلاع ثورة يناير توقفت الحركة كرد فعل طبيعي لما صاحب الثورة من أحداث، غير أن ردود الأفعال الغربية على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ممثل الجماعة الإرهابية، تراجعت بالحركة السياحة إلى معدلات لم تصبو إلى 4 ملايين سائح في العام.. وعقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم، كانت السياحة أملا ينقذ البلاد من أزمات أدناها نقص العملات الأجنبية، وأقصاها انهيار الاقتصاد.

سقوط الطائرة الروسية كانت الأزمة الأعنف عقب جهود من السلطة لمحاولة احتواء كارثة تراجع السياحة، فاختارت الدولة أن تتحرك سرا بعيدا عن متاهات وعشوائية وزارة السياحة.. وكان على رأس الفريق الذي يجوب الأرض شمالا وجنوبا بحثا عن إنعاش سريع لقطاع السياحة.. الرئيس عبد الفتاح السيسي.

عقب سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر 2015، كان أمام الدولة تحد كبير، فالسوق الروسية هي الأولى المصدرة للسياحة إلى مصر بنحو 3 ملايين سائح، تليها بريطانيا بنسبة مليون ونصف المليون سائح، وقد أغلقتا كلتاهما الطريق أمام خطوط الطيران المتجهة إلى مصر.. فكانت زيارة الرئيس إلى برلين.. كعكة الأسواق المصدرة للسياحة في أوروبا، التي تتنافس على مواطنيها كافة المقاصد.

عقب زيارة السيسي إلى برلين في 3 يونيو 2015، وبحسب يوليوس جيورج لوى السفير الألمانى بالقاهرة، فقد زار مصر مليون سائح ألماني في نفس العام، تراجعت النسبة بطبيعة الحال في 2016، لسقوط طائرة روسيا، إلى نحو 350 ألفا، أغلبها لظروف العمل، فكانت زيارة السيسي الثانية إلى برلين في يونيو 2017، والتي أكدت على عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والصداقة والاحترام المتبادل بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية ميركل، ما صعد بألمانيا إلى المرتبة الأولى المصدرة للسياحة إلى مصر في العام الحالي.

يقول هشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة: «زادت الحركة الألمانية العام الجاري حتى شهر أغسطس بنسبة ٨٤٪‏، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهي نسبة كبيرة حيث إنها تقل بـ ١٣٪‏ فقط من أعلى معدلات السياحة الوافدة من ألمانيا إلى مصر في 2010، بواقع 612.3 ألف سائح في 8 أشهر مقابل نحو 346.1 ألف سائح في نفس الفترة من العام الماضي 2016».

6 ملايين سائح ألماني يزورون تركيا كل عام بهدف الترفيه والتسوق، غير أن نشاطات الرئيس في تلك المنطقة، وعلاقاته مع الإدارة السياسية هناك، بالإضافة لجهود محمد الجبار مدير مكتب مصر السياحي ببرلين، أسفرت عن استعادة مصر للسوق الألماني الهام.

مطلع سبتمبر من عام 2016، قام الرئيس السيسي بجولة آسيوية، شملت أهم وأكبر الأسواق المصدرة للسياحة ربما في العالم: «الهند والصين».. فنحو 18 مليون سائح تصدرهم الأولى سنويا للعالم، ونحو 107 مليون سائح تصدرهم الثانية.. الكارثة أن نصيب مصر من كل تلك الملايين، وبإجمالي الدولتين في عام 2016 نحو 270 ألفا فقط!!.

يقول الدكتور أبو المعاطي شعراوي المستشار السياحي المصري ببكين، إن الصين جاء ترتيبها هذا العام التاسع من ضمن أكبر عشرة أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر في شهر مايو الماضي، بينما كان ترتيبها رقم 4 عن إجمالى الفترة من يناير حتى مايو من العام الحالي، وأكد أن زيارة الرئيس السيسي إلى الصين كان لها بالغ الأثر على استعادة الحركة تدريجيا، وتغيير الصورة الذهنية عن مصر، إلى جانب خلق حالة من الشغف لدى الصينيين للعودة إلى مصر.

وأشار إلى أن مشروع افتتاح خط الطيران لشنغهاي والذي سيتضمن رحلتين أو ثلاث رحلات لمصر للطيران للقاهرة أسبوعيا، قد تم افتتاحه رسميا تزامنا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر العام الماضي.

الهند أيضا باتت من أولى الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، محققة في مارس الماضي توافد 8312 سائحا، بارتفاع 55%، عن نظيره في 2016، ليكون أعلى معدل توافد لها خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الجاري، وقضى الهنود 60 ألف ليلة سياحية بزيادة 205%، في مارس أيضا.

واستقبلت مصر من الهند نحو 19 ألف سائح في إجمالي الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع 34%، مقارنة بنفس الفترة من 2016، وقضوا 137 ألف ليلة سياحية، بزيادة 185%.

زيارة أمريكا في 1 أبريل 2017، لتهنئة الرئيس الجديد دونالد ترامب، فتحت الباب على مصراعيه أمام استعادة أكثر السائحين الأجانب إنفاقا وأطولهم إقامة.. فقد تراجعت الحركة السياحية الوافدة من الولايات المتحدة إلى ما يشبه الانهيار، خاصة بعد إصرار وزارة السياحة على إسناد مكتب هيئة التنشيط بنيويورك لمديرة شابة لا تتمتع بالكثير من الخبرة وجدت نفسها مسئولة عن قارتي الشمال والجنوب، إلى جانب الموقف العدواني السلبي للرئيس السابق باراك أوباما ضد مصر.

زادت الحركة الأمريكية لمصر في 2017، من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بنسبة 20% ودول أمريكا الجنوبية بـ 74%، فضلا عن تزايد الطلب الأمريكي خاصة على السياحة النيلية الكلاسيكية.

في 26 فبراير من العام الماضي زار الرئيس السيسي جمهورية كازاخستان، وفي 12 يوليو من العام الجاري زار أذربيجان، وبحسب يحيى راشد وزير السياحة، فإن تلك الدولتان مستهدفتان بقوة من جانب هيئة تنشيط السياحة لجذب الحركة منهما، على اعتبار أنهما من الأسواق الواعدة الناشئة التي تتكالب عليها المقاصد السياحية لجذب سائحيها.. وبفعل زيارات الرئيس وتوطيد العلاقات، باتت مصر المقصد الأول المفضل لهم وسط توقعات بتدفق الحركة منهما.

يقول محمد عبد الفتاح شعيرة عضو غرفة شركات السياحة: «نحن بحاجة لفتح خطوط طيران شارتر مباشرة من كازاخستان وأذربيجان كأسواق واعدة، ووضع الغردقة على خريطة الرحلات الوافدة من هناك، فمصر حاليا لا تستقبل سوى 8 طائرات فقط من كازاخستان، وهو عدد قليل يمكننا مضاعفته..

كما نحتاج أيضا لتعديل نظام منح التأشيرات للسائحين الوافدين من الجمهوريات المحيطة بكازاخستان والتي يحتاج مواطنوها للذهاب إلى روسيا عبر رحلة طيران 6 ساعات للحصول على تأشيرة لمصر.. العلاقات مع كازاخستان وأذربيجان مهمة للغاية ويمكننا ببعض الإجراءات البسيطة مضاعفة الأعداد الوافدة من هناك، استنادا على جسور التعاون التي مدها الرئيس عبد الفتاح السيسي».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل