المحتوى الرئيسى

شاهد.. مدابغ جلود عين الصيرة فخر الصناعة المصرية

10/09 14:06

إذا تجولت في مصر ونواحيها، ستجد فى كل ناحية بل كل زقاق منها دليل على الأصالة وتاريخها العظيم، الذي بناه أبناؤها خاصة في مصر القديمة التي إذا تطرقت إلى إحدى مناطقها ستجد معنى العمل الجاد.

 أناس يعملون من أجل الجودة ليس الربح فقط، هنا وخلف سور مجري العيون، بعين الصيرة في مصر القديمة، صناعة لها أصولها وأسرارها تحمل معاني العمل الجاد، حيث دباغة الجلود، والذي يمثل إنتاجها 80% من إنتاج مصر، ويصدرون منتجاتهم للعديد من دول العالم. 

فبمجرد أن تخطو خطواتك الأولي في المكان، تري "فرو الخراف"، لتسمع بعدها ضجيجًا يحيط بك صادرًا من أصوات آلات الدباغة والبراميل وماكينتها اللاتي يعُج بهما المكان، ومرافق لتلك الآلة عمال كالجبال تحملوا مشقة المهنة ومتاعبها ومخاطرها، يعرف كل منهم عن ظهر قلب مراحل دباغة الجلود، وفي تركيز تام يؤدون عملهم، بزيهم المكون من مريلة جلدية وحذاء بلاستيك، وهم يتصببون عرقاً.

منطقة الدباغة الوحيدة في مصر

قال عادل سعد، مدير مدبغة الجلود التابعة للشركة الهندسية للتجارة، أن عين الصيرة تعتبر المنطقة الوحيدة الخاصة بدباغة الجلود في مصر، وقد بدأت في الدباغة منذ الثلاثينات من القرن العشرين، مشيراً إلى أن عدد المدابغ فيها يصل إلى أكثر من 700 مدبغة بعضها يتخصص في التصدير للخارج، والآخر اهتمامه محلياً.

وأضاف سعد، في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن عدد المدابغ في مصر حوالي 1000 مدبغة تختلف هذه المدابغ حسب الإمكانات المادية والبشرية والتخصص أيضا، فهناك مدابغ خاصة بالتصدير وأخرى بالبيع المحلى، أما المدابغ الخاصة بهم تختص بالتصدير فقط ويكون إلى عدد من الدول مثل إيطاليا، وأسبانيا والسويد، وهناك دول عربية أيضا مثل تونس والأردن.

 وأضاف مدير مدبغة الجلود التابعة للشركة الهندسية للتجارة، أن هذه الدول تعتمد على الاستيراد من مصر نظرًا لطبيعة الجلود بمصر، حيث تختزن الحيوانات كمية من الدهون تحت جلدها مما يسمح لهذه الدهون بعمل طبقة ناعمة على الجلد عند دباغته.

وأشار سعد، إلى أن المدبغة يعمل بها حوالي 40 شخصًا كل 4 أشخاص مسئولين عن ماكينة معينة داخل المدبغة يقوم بالإشراف عليهم " أسطى" لديه خبرة بالعمل، كما أن رواتب العمال تختلف حسب نوع عملهم فهناك عمال تحسب رواتبهم بأجر ثابت في الأسبوع، وآخرون حسب كمية إنتاجهم في الأسبوع، لذلك فهناك متابعة أسبوعية من جانب الإدارة عليهم، ويكون المدير لديه خطة أسبوعية خاصة بالإنتاج.

أكد سعد، أن الجلود تأتى من شخص متعهد يقوم بدور الوسيط بين المدابغ والجزارين يسمى الجلاد، وكل منطقة بها جلاد يستلم الجلود من الجزار ويسلمها يوميًا إلى المدابغ، مشيرًا إلى أن كمية الجلود تتأثر بالمواسم فهي تزداد في عيد الأضحى بسبب الإقبال الكثيف على اللحوم.

قال عم عصام، عامل في مدبغة، أن عملية الدباغة بها عدة مراحل أساسية هذه المراحل تتطلب وقتًا ومجهودًا، وهذه المراحل تبدأ  بمرحلة "الحليبة" وفيها يتم وضع كمية من الجلود في عدة مختلفة الحجم لتسع كميات كبيرة من الجلود ثم يوضع عليها مياه نقية لمدة 6 ساعات لإعادة الجلود لحالتها الطبيعية أي مثلما كانت بعد الذبح مباشرة، تليها مرحلة الجير والأجزا حيث يتم وضع الجير لينفخ الجلد ثم توضع مادة " الأجزا " التي تعمل على إزالة الشعر بعيدًا عن الجلد.

وتاتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة الدق والأساس، والتي فيها يعالج الجلد بمواد كيميائية مثل " ملح النشادر " و" كلوريد أمونيوم " ، والهدف من هذه المرحلة هو العمل على ترابط الألياف ببعضها البعض، حتى يكون الجلد أكثر تماسكًا ثم يصبح الجلد لونه أبيض خال من الشعر، ثم تبدء المرحلة الرابعة تسمى المقلوبة فبعد الدق والأساس توضع نشارة خشب على الجلد، ثم يوضع في ماكينة تسمى المقلوبة ووظيفتها التحكم بسمك الجلد ويختلف السمك تبعًا للوظيفة المراد منها، لأن سمك جلد الشنطة يختلف عن سمك الحذاء عن غيره، وهنا يتم تنظيف الجلد من " السلاتة " وهي البقايا المتعلقة بالجلد، هذه السلاتة يستخرج منها مادة الغراء والجيلاتين المستخدم في الحلويات.

مرحلة الكروم، وفيها يتم وضع مادة الكروم على الجلد لتجعل لونه أخضر بدلًا من الأبيض، وبعد أن يأخذ الجلد هذا اللون يوضع في ماكينة مقلوبة أخرى لكن بمقاس أكبر فهى بمقاس 180 سم، أما المقلوبة الأخرى بمقاس 30سم وتعمل هذه المقلوبة على ضبط عيارات الجلد بشكل أفضل.

 مرحلة الصباغة، وهى من أصعب مراحل الدباغة نظرًا لأنها تتطلب وقتًا طويلًا قد يصل إلى 12 ساعة، وفيها يتم صبغ الجلد باللون المراد صباغته سواء أبيض ، أسود ، أخضر وغيرها من الألوان.

وبعد الصبغ يدخل الجلد إلى عدة ماكينات أخرى مثل العصارة، والباتيوم والتى يتم فيها فرد الجلد وإعطائه لمعة مميزة، حتى تأتى آخر مرحلة وهى مرحلة التشطيب لإخراج المنتج بشكل نهائي.     

أضاف عصام أنه يعمل على ماكينة المقلوبة الصغيرة التى يبلغ عرضها 30 سم، نظرًا لأنها التي تعلم عليه ويمارس العمل بها منذ أكثر من 20 عامًا.

الحرفة ما بتفرقش بين متعلم وأمى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل