المحتوى الرئيسى

فى غير أيام العمل | المصري اليوم

10/09 03:01

يوم إجازتى الأسبوعية أتساءل دائما. يا ترى من سيكون حاضرا معى اليوم بخلاف أولادى وأحفادى. أمر مهم للغاية. من يجلسون حولى. أو من سوف أجلس حولهم. هم عينة من الناس تختلف تماما عمن أخالطهم بحكم العمل طوال الأسبوع. طوال الأسبوع نناقش المشاكل. نبحث عن حلول. بعدها نترجم ما نصل إليه إلى خطط وتواريخ وأرقام.

أما من يجلسون حولى يوم العطلة فهم نوع آخر تماما. يلاحظون زفرة أخرجها. تنم عن ضيق أو قلق. يقرأون ملامح وجهى. يلاحظون ما يعترينى من فرح أو انزعاج. يحثوننى على الكلام والبوح. أطمئن إذا ما استعرضت معهم أفكارى وخواطرى. قد يعارضونها. وقد يطورون منها. قد يشجعوننى على الإقدام والتنفيذ. أو يطلبون منى الإحجام عن الفكرة تماما.

لأننى أطمئن إليهم فهم الوحيدون القادرون على التأثير فى قراراتى.

هنا يكمن الفرق. المغزى الإضافى. الإنسان يوجهه الذين حوله. الذين يمتلكون قلبا وبصيرة تساعده على الرؤية السليمة. يسدون له النصح. يقومون بتقليب الأمور معه. ينظرون إلى المشاكل والأفكار من خارجها. دون التورط فيها بالعاطفة أو الانفعال.

لأننى أطمئن إلى حكمهم ونواياهم. غالبا ما ألتزم برؤاهم. حتى فيما يخص أمورى الشخصية.

أعلم أن نصائحهم لا تتجاوز الاجتهادات. قد أسمع منهم عتابا مثل: «لم تكن موفقا فى الجلسة الأخيرة وأنت تشتبك مع فلان». بالتأكيد لن أسمع هذه المقولة من «فلان» الذى اشتبكت معه. الكلام هنا يأتى من شخص خارج المشكلة. يرى الأمر برمته من بعيد دون أن يتورط فيه.

أهمية من يجلسون حولى أو من أجلس حولهم. أشبه بمجلس أمناء. مثل مجلس أمناء جامعة النيل مثلا. يضم خبرات متعددة ومتنوعة. يجمعهم النجاح. كل فى مجاله. لو كانوا رجال أعمال أو أطباء أو وزراء سابقين. مجلس لا يدير. يراجع الأفكار. يقدم اقتراحات وبدائل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل