المحتوى الرئيسى

كتالونيا تتراجع وتقترح «وقفًا للنار» مع مدريد

10/08 18:14

مع استمرار حرب التصريحات بين حكومة إقليم كتالونيا وحكومة مدريد، على خلفية إصرار السلطات الإقليمية على المضي قدمًا في إجراءات الانفصال، وصفت الدوائر السياسية الأوروبية، مؤشرات التغيير في موقف حكومة كتالونيا، بوقف النار مع مدريد، بعد أسبوع على تنظيم استفتاء "استقلال كاتالونيا" الذي أفضى إلى تأييد "غالبية ساحقة" الانفصال، لكنه شهد مقاطعة أكثر من 57 في المئة من أبناء الإقليم المؤيدين للبقاء في الدولة الإسبانية.

وتابع المراقبون خروج الانقسامات إلى العلن بين القادة الانفصاليين الكاتالونيين في شأن خطط إعلان الاستقلال من طرف واحد، إذ هدد رئيس الإقليم، كارليس بيغديمونت، بإعلان الاستقلال خلال أيام، لكن وزير قطاع الأعمال في الإقليم، سانتي فيلا، اقترح "وقفًا للنار" في الخلاف مع الحكومة المركزية في مدريد، بينما عاد رئيس الإقليم، وأرجأ جلسة البرلمان الكاتالوني، لمناقشة نتائج استفتاء الأحد الماضي، من  يوم غدٍ الاثنين، إلى يوم الثلاثاء، في حين لم تصادق الحكومة الكاتالونية حتى الآن على نتائج التصويت، رغم أنه يتعرض لضغوط هائلة للتحرك بسرعة من حزب اليسار المتطرف (حملة الوحدة الشعبية) الذي تحتاج حكومة بيغديمونت إلى تأييده لتمرير التشريع.

وتظاهر الكاتالونيون المعارضون للاستقلال في برشلونة اليوم، ونزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في العاصمة الإسبانية مدريد أمس، داعين إلى وحدة البلاد والتحرك لحل أزمة إعلان استقلال إقليم "كتالونيا" الغني. 

وتحولت ساحة كولون وسط العاصمة إلى بحر من الأعلام الإسبانية، وتجمع مئات يرتدون اللون الأبيض في ميدان قرب مبنى بلدية مدريد، داعين إلى حوار لإنهاء الأزمة.

ويؤكد مراقبون، أنه بعد مجموعة من الضغوط السياسية والاقتصادية، تراجع إقليم كاتالونيا عن إعلان الاستقلال من جانب واحد عن إسبانيا، وسط دعوات من داخل الحكومة الكاتالونية لنزع فتيل التوتر، ودعوات كبريات الشركة العاملة لسحب استثماراتها من الإقليم فى حالة الانفصال.

وقد ظهرت بوادر تهدئة من قبل الإقليم أمس الأول، حيث أعلن رئيس كاتالونيا، إرجاء كلمة كان سيلقيها أمام برلمان الإقليم فى جلسة مقررة بعد غد الثلاثاء، ولا يتضمن برنامج عملها سوى الوضع السياسى للإقليم، دون الإشارة إلى إعلان الاستقلال.

من جهته، طالب سانتى فيلا مسئول الشركات فى الحكومة الكاتالونية، والمعروف بقربه من رئيس الإقليم، بوقف إطلاق النار رمزيا، على حد تعبيره. 

وقال: إن "هذا يعنى ألا نتخذ فى الساعات أو الأيام المقبلة قرارات لا يمكن إصلاحها"، بينما استخدمت مدريد ورقة ضغط أخرى على الإقليم الغني، حيث أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى انسحابها من كاتالونيا لمعاقبة قادة الإقليم على محاولات إعلان الاستقلال، وفى محاولة للضغط عليهم من أجل التراجع.

فيما يرى خبير الشؤون السياسية والاستراتيجية، جوان بوتيلا، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة برشلونة المستقلة، أن هناك شعور بخطر حقيقي، وليس فقط بقلق، وبقيت بضع ساعات لتجنب تصادم مباشر، إنها ساعات حاسمة، بينما حذَر سياسيون، الحكومة الكاتالونية، أن تجازف بخسارة التعاطف الدولي وإعطاء مدريد ذريعة لرد متشدد إذا أعلنت الاستقلال على أساس تصويت غير دستوري، لكن إذا انتظرت طويلاً قبل التصرف حيال نتائج التصويت، قد ترى تلاشي الزخم وراء حركة الاستقلال.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل