المحتوى الرئيسى

هواتف ذكية.. وشريرة | المصري اليوم

10/08 08:56

أمضى الصحفى «مارك بيردسول» 35 عاماً من عمره فى إجراء تحقيقات وكتابة بحوث ومقالات عن العمل الاستخباراتى وقضايا التجسس، وفى العام 2015 أصدر كتاباً بعنوان «مستقبل الاستخبارات فى القرن الحادى والعشرين»، وهو الكتاب الذى سعى لاستشراف مستقبل عمليات التجسس فى عصر التقنية ووسائل الاتصال المعاصرة.

يقول «بيردسول» فى كتابه إن «العميل المفترض للاستخبارات البريطانية (جيمس بوند) حصل على مكافأة كبيرة من رؤسائه فى الجهاز لنجاحه فى تحليل تغريدات بعض المستهدفين بالمراقبة من المشتبه بهم، وتوصله إلى استخلاصات مهمة عبر تحليل سلوكهم على مواقع التواصل الاجتماعى».

ليست تلك سوى محاولة افتراضية لتجسيد ما ستكون عليه الاستخبارات اليوم وغداً، وهى محاولة أخذت «جيمس بوند» بعيداً عن رحلات الطائرات، ومطاردات السيارات، واستخدام الأسلحة السريعة، إلى صورة جديدة تماماً، يجلس فيها هذا العميل فائق القدرة خلف لوحة تحكم (كى بورد)، حيث يرصد ويحلل أنماط استخدام المستهدفين لـ«السوشيال ميديا».

لا تأتى المخاطر من أجهزة الأمن والاستخبارات فقط، لكن ثمة أخطاراً أخرى ترد من مقدمى الخدمات أنفسهم، ففى العام 2014، تسربت صور فاضحة وأسرار تخص أكثر من مائة نجمة وعارضة وممثلة شهيرة من «آى كلاود» (مخزن وثائق مستخدمى آى فون المدار بواسطة الشركة)، وقبلها كشف «إدوارد سنودن»، العميل لدى أجهزة الأمن القومى الأمريكى، أن تلك الأجهزة «تتنصت على مواطنين وأجانب وقادة دول أخرى عبر وسائل الاتصال الرائجة»، كما باتت تسريبات «ويكيليكس»، و«وثائق بنما» عنواناً لحالة «العرى التام» التى يعيش فيها أصحاب المصالح، بسبب إمكانية اختراق خزائن أسرار «الإنترنت».

بسبب التطورات التقنية الكبيرة، وتفاوت قدرات اختراقها وحمايتها، باتت جهات أخرى كثيرة قادرة على اختراق سجلات الدولة الرسمية، وتسجيل محادثات الرؤساء والقادة، واستباحة صور الأشخاص فى مخادعهم، وإحصاء أنفاس كل مستخدم لأى برمجة تقنية، وصولاً إلى إدانته، أو فضحه، أو ابتزازه، أو بيع بياناته لجهات أخرى يمكن أن تستفيد منها.

فى الآونة الأخيرة زاد هوس الجمهور باستخدام وسائط التواصل الاجتماعى، وباتت الهواتف الذكية أكثر التقنيات التى يستخدمها الفرد حيوية، بموازاة زيادة الاعتماد عليها فى تسيير الشؤون الشخصية والترفيه والعمل.

ومع تلك الأهمية المطردة، نشأت الهواجس جراء حالات اختراق الخصوصية، التى نسمع عنها يوماً بعد يوم، وندرك الخسائر المترتبة عليها على جميع الصعد.

سيمكننا أن نلاحظ راهناً أن كثيرين من مستخدمى الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعى باتوا يعبرون عن دهشة كبيرة، لأن بعض الشركات والتطبيقات صارت قادرة على إدراك تفاصيل حياتهم والتعرف إلى تفضيلاتهم وانشغالاتهم، ومخاطبتها عبر الإعلانات والعروض المتوالية.

بمجرد أن تسأل عن سعر تذكرة الطيران إلى دبى، أو حالة الطقس فى اليونان، سيكون هناك من عرف ما تسأل عنه، وراح يصنفه، ويحلله، ويحاول استغلاله بطريقة أو أخرى، لكى يربح مالاً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل