المحتوى الرئيسى

قصة بطل على ضفتي القناة

10/08 01:04

ولد البطل نزيه محمد على بمدينة دمنهور فى 13 مارس 1941، توفت والدته وهو لم يبلغ من العمر عامين مما انعكس ذلك على شخصيته التى وصفها كل من حوله أنه كان عطوفاً وحنوناً محباً للخير وميالاً لتقديم العون للآخرين.

نجح بتفوق فى مراحل التعليم المختلفة والتحق بفرق الكشافة، حيث تعلم العمل بروح الفريق والاعتماد على النفس وأثرت فيه تلك التجربة الحب لبلده والاعتزاز بالنفس، وفى المرحلة الثانوية كان محط أنظار الجميع بفضل هوايته للرياضة وبراعته فى لعبة كرة القدم وكان قائداً وقدوة لرفاقه، وفى 29 سبتمبر 1959 حقق أهم أمنياته بالالتحاق بالكلية الحربية فكانت نقطة انطلاقة جديدة لطموحه، كان شديد الانضباط متفوقاً شغوفاً بالاطلاع من مناهج العلوم العسكرية حريصاً على التمسك بالتقاليد العسكرية وكل ما يزيد من قدرته على فنون القتال فى شتى مجالات الحرب.

بعد تخرجه عام 1962 أصبح ضابطاً بالمدفعية المضادة للطائرات ليعين قائداً لفصيلة نيران بأحد وحدات الصواريخ أرض جو بمنطقة جنوب القنطرة وانعكس تميزه على مستوى التدريب والكفاءة القتالية لوحدته الصغرى التى فازت بأحسن فصيلة فى التدريب القتالى للدفاع الجوى.

وبعد أحداث هزيمة 67 عين قائداً لسرية نيران فى إحدى كتائب الصواريخ وكلف بمهمة عمل كمين للعدو الجوى بمنطقة على ساحلة البحر الأحمر وإسقاط طائراته التى اعتمدت اختراق المجال الجوى فى هذه المنطقة.

وبعزيمة الرجال وإصرارهم على الثأر لكرامة الوطن وشهداءه وتنفيذ المهمة تحرك البطل برجاله لمسافة امتدت إلى 300 كم من منطقة التمركز الأساسية، وفى الموقع المحدد للكمين بدأت الوحدة تراقب طائرات المعادية «الذراع الطويلة للعدو»، وحينما كانت ساحة اللقاء التقت أجهزة الرادار هدف يخترق المنطقة لتنطلق الصواريخ إلى السماء وتسقط الطائرة ويتهاوى حطامها المشتعل ويحصل البطل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر.

ومن البحر الأحمر إلى قناة السويس، حيث عين رئيساً لعمليات إحدى كتائب النيران عام 1969، وكلفت وحدته احتلال موقع كمين على جبهة قناة السويس المحتدمة بأعمال القتال ومسرحاً نشطاً لطائرات العدو، وفى تعاون وثيق مع وحدات الصواريخ المجاورة بدأ الاشتباك مع الطيران المعادى لتسقط 7 طائرات محترقة ويقع طيارين أسرى فى أيدى قواتنا فى أولى بشائر النصر بعد يوم حزين باكى عاشته إسرائيل.

وتواصل الكتيبة مهامها القتالية لتسقط طائرتين من طراز وسكاى هوك خلال التصدى لغارة أخرى من طائرات العدو وتزيد الثقة فى السلاح والرجال وأصبحت إسرائيل تخشى الحساب العسير من صواريخ الدفاع الجوى.

ومع تولى البطل قيادة كتيبتة استمر فى تطوير مستوى التدريب القتالى والاستعداد المعنوى والنفسى للمقاتلين وتظهر أسطورة الجندى المصرى الذى لإيهاب الصعاب ولا ينثى عزمه أمام عدو وحينما حانت الساعة الحزينة صدرت الأوامر برفع درجة الاستعداد، الجميع خليه نحل ترقب أجهزة الرادار طائرات العدو والصواريخ جاهزة للانطلاق الفورى ورجال المدفعية المضادة للطائرات كل فى مواقعهم يملؤهم الترقب والأمل فى الثأر.

وفى الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر تنطلق طائراتنا فوق الرؤوس تشق الفضاء بسرعة رهيبة مخترقة الجبهة الهادئة الصامتة كصمت القبور إلى اتجاه الشرق.. لتدق القلوب وتهدر الدماء فى العروق ليبدأ العبور العظيم واجتياز الساتر الترابى والانقضاض على حصون خط بارليف التى سقطت واحدة تلو الأخرى ويفر العدو المتغطرس تاركاً أسلحته وأفراده فى أيدى قواتنا ما بين قتيل وأسير.

وكانت قوات الدفاع الجوى بالمرصاد لكل محاولات العدو الجوى ولم تمكنه من تحقيق أهداف تعطيل العبور أو التأثير على القوات وكبد الطيران المعادى خسائر فادحة فى الطائرات والطيارين لتصدر القيادة الإسرائيلية أوامرها بعدم اقتراب الطيران من قناة السويس لمسافة 15 كم.

واستمر الدفاع الجوى يوفر الحماية الجوية للقوات البرية مع استمرار تقدمها فى عمق دفاعات العدو محققة مهامها القتالية بنجاح، وصدرت الأوامر لكتيبة البطل بالتحرك والانتقال إلى سيناء يوم 12 أكتوبر لحماية رؤوس الكبارى وتأمين القوات البرية فى العمق وتتحرك على المعبر المخصص لها إلى الضفة الشرقية للقناة برغم القصف المدفعى المعادى على المعبر، وبسرعة كبيرة تم الوصول للموقع وتنفيذ التجهيز الهندسى والاستعداد للاشتباك والضرب وفقاً للمعدلات القياسية ولم ينل من عزيمتهم القصف المدنى الشديد ولا بعض الخسائر والإصابات البسيطة التى لم تنههم عن أداء المهمة.

وفى الساعة 4 من ظهر 13 أكتوبر تم التقاط هدف من طائرتين ميراج فأصدر البطل أوامره الفورية بالتعامل معها ونجحت فى تدمير إحداها فيما فرت الأخرى هاربة.

وفى صباح 14 أكتوبر رصدت شاشات الرادار هدف من طائرات العدو على ارتفاع منخفض وتمكنت الرجال بخبرتهم وتدريباتهم المتميزة من التعامل مع الهدف وشديدة برغم نشاط الدفعية المعادية وقصفها لموقع البطل.

وفى الساعة الواحدة إلا الربع من نفس اليوم ظهرت مجموعة أخرى مكونة من 4 طائرات معادية قامت عناصر من الصواريخ سام 7 والرشاشات بالتعامل معها وأصابت إحداها وفرت باقى الطائرات الأخرى.

وفى الساعة الواحدة وسبع دقائق تم الاشتباك مع هجمة جوية أخرى ونجم البطل ورجاله فى تدمير طائرة وارتطمت الأخرى بالأرض بالقرب من الموقع وتقترب هجمة جديدة فى تمام الثانية ظهراً لتلقى مصير سابقتها وتدمر طائرة معادية فى يوم مشهود وملحمة من ملاحم الدفاع الجوى التى سيخلدها التاريخ على مر العصور.

مع استمرار الخسائر ملل العدو نشاطه الجوى فى هذا اليوم مركزاً قصفه المدفعى بعيد المدى على موقع البطل ونجح فى إصابة أحد الصواريخ المحملة على الناقلات.

وفى صباح يوم 15 أكتوبر قام العدو بهجوم جوى جديد لتدمير الموقع الدفاع الجوى لتسقط إحدى طائراته فيما تمكنت الأخرى من إصابة الموقع بصواريخ جو أرض وتفريغ حمولتها داخل الموقع مسببة أعطال فى كابينة المعلومات والصواريخ وإصابة عدد من الضباط والجنود وتمكن البطل ورجاله من إصلاح الأعطال واستعادة كفاءة الموقع وكانت القيادة الإسرائيلية عأزمة على القضاء وعلى الموقع الصاعد مهما كلفها الأمر فدفعت بتشكيل مكون من 4 طائرات لمهاجمة الموقع فسيتم الاشتباك معها وتسقط إحداها فيما قامت باقى الطائرات بإلقاء حمولتها على الموقع لتصيب جهاز رادار القيادة وبعض الكوابل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل