المحتوى الرئيسى

«مكاريوس» حكاية صدفة مع شاب «برة الدنيا».. من «زبّال» لـ«مترجم عالمي»

10/07 18:17

لايستطيع الإنسان تغيير العالم بأسره ولكن يستطيع تغيير نفسه ومن ثم يستطيع أن يصبح فيما بعد نواة التغيير لمن حوله، هكذا كانت رحلة "مكاريوس نصار" في تطوير ذاته والتمرد على واقعه ومجتمعه الصغير الذي يمثل نموذج مصغر لقيود وعقبات المجتمع الكبير.

"مكاريوس نصار "ذو الـ29 عاما، شاب لم يستسلم لواقع يرفضه أغلب أبناء جيله، الفارق هنا أنهم لا يحركون ساكنا، هو نموذج حي للمثابرة في الوصول للأهداف ولتحقيق النجاح.

ولد "مكاريوس"، بحي الزبالين لأسرة بسيطة جاءت من صعيد مصر منذ 30 عاما، حيث استقروا هناك وبدأوا يعايشون واقعا جديدا لمجتمع عائلي أشبه بالقبائل، مهنته الأساسية جمع القمامة يسيطر عليه الطبقية والقبلية، فداخل مجتمع حي الزبالين ؛هناك العائلات الكبيرة المسيطرة على المهنة صاحبة الأملاك، وهناك العائلات البسيطة التي ينتمى لها مكاريوس.

كان باستطاعة "مكاريوس"، أن يستسلم لحياة مجتمعه الصغير وخاصة عندما عاندته ظروفه وظروف والده من الاستمرار في التعليم؛ بعد حصوله على مؤهل دبلوم فني تجاري.

حصل الشاب على هدنة عدة سنوات؛ لم يلتفت فيها سوى للعمل فقط ،إلى أن قرر أن يعود للتعليم مرة أخرى، فالتحق بالتعليم المفتوح جامعة القاهرة حيث درس بكلية الآداب قسم ترجمة إنجليزي، وفي ذلك الوقت بدأ مكاريوس بتعليم وتطوير نفسه بنفسه "كنت بأجمع من الزبالة كتب الإنجليزي، اللي ساعدتني إني أنمي مستوايا في اللغة".

"ما تبحث عنه يبحث عنك"، مقولة تجلت بوضوح في حياة "مكاريوس"، خدمه القدر، حيث تقابل مع صحفيين إيطاليين تواجدا في مصر لإنجاز مهمة صحفية، وكانا بحاجة لمترجم فقرر الشاب خوض  التجربة؛ ليبدأ بذلك أول خطوة في حياة عملية جديدة تماما.

أدى "مكاريوس" دور المترجم رغم ضعف لغته في هذه المرحلة، ولكن الصحفيان لمسا لديه شغف التعلم وروح الموهبة الصحفية أيضا، فوجهاه لتطوير ذاته ليخطو خطوة أخرى جديدة، ويبدأ العمل بشكل حر "بالقطعة" مع وسائل إعلامية عالمية مثل الجارديان وفرنسا 24 والإندبندنت ولوس أنجلوس تايمز.

وخلال هذه الفترة، نجح "مكاريوس" في تحقيق العديد من الإنجازات التي مثلت له تحدي من قبل، حيث عمل كمساعد مخرج بأحد الأفلام المرشحة لمسابقة عالمية في مهرجان بألمانيا، فضلا عن تغطياته صحفية لأحداث هامة؛ لاقت نجاحا كبيرا بوسائل الإعلام الأجنبية.

لم يتوقف طموح "مكاريوس" عند هذا الحد ، إلى جانب عمله بمجال الصحافة والترجمة، يدرس حاليا بالجامعة الأمريكية بمجال الشبكات والاتصالات وعلوم الجرافيكس، وذلك حبا منه للعلم والمعرفة وليثقل مهاراته إعلاميا ويرتقي لمكانة جديدة مهنيا.

"مكاريوس" لا يكره مهنة جمع القمامة، ولا يخجل منها، بالعكس يفتخر بها كمهنة "أنا مش ضد الزبالين، لأنهم المسؤولين عن تنضيف الشوارع وتجميلها، لكني بأكره معتقاداتهم وعاداتهم القبلية، ده غير إني حاليا بواجه مشكلة إني بقيت مختلف عنهم فكريا وأكثر تفتحا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل