المحتوى الرئيسى

كيري يهاجم ترامب في واشنطن بوست: الاتفاق النووي ليس لعبة في يدك

10/07 17:50

"إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، فإن مصيره سيؤول إلى الكونجرس، بالنظر إلى أن أحكام مراجعته بالأصل تم تصديقها بداخله في عام 2015. فهو قرار لا ينبغي أن يكون لعبة في يد ترامب أو غيره، لأن من شأنه أن يُهدّد أمن أمريكا بأكملها"، هكذا استهلّ وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، مقالًا كتبه في صحيفة "واشنطن بوست"، دفاعًا عن الاتفاق الذي توصّل إليه مع نظيره الإيراني في عهد إدارة باراك أوباما.

وقال كيري "إذا ما حكمنا بموضوعية على الاتفاق النووي فهو أفضل حالًا، لا سيما وأن إغلاق المسارات لإيران كان سيفضي إلى حصولها على سلاح نووي"، مُبينًا أن تمسكّه بالاتفاق زاد منذ سبتمبر 2013؛ بعد إدراكه أن طهران لديها مخزون من اليورانيوم يكفي لصناعة 10 أو 12 قنبلة نووية، خلال لقاء أجراه مع نظيره الإيراني جواد ظريف.

وتابع قائلًا "كان ينبغي التدخّل سريعًا لتقويض قُدرات مُفاعلات طهران النووية القادرة على إنتاج ما يكفي من البلوتونيوم لصنع أسلحة نووية، لا سيما وأنها – على هذا النحو- كانت ستتمكّن من صنع قنبلتين نوويتين سنويًا". مُضيفًا "وبعبارة أخرى، كانت إيران بالفعل (دولة عتبة نووية)".

وأضاف "قضينا آلاف الساعات نتفاوض بغية التوصّل لذلك الاتفاق. وبجهود دبلوماسية ضخمة، حشدت الولايات المتحدة حلفائنا الأوروبيين -بما في ذلك الصين، روسي، الهند، وتركيا- في محاولة لإقناعهم بقبول الاتفاق وتوقيع عقوبات مُشددة على إيران، للحدّ من برنامجها النووي".

وأردف قائلًا "البعض يتساءل: لماذا لم يوقِف اتفاقنا السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعمها لحزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد الوحشي في سوريا؟ وهو سؤال جيّد ترد عليه فرنسا بإجابة وافية، وهي أن الثقة بيننا وبين طهران كانت صفر، فنحن لم نتفاوض معهم منذ 1979، وكانت العلاقة بيننا تصادمية على نحو كبير، لكننا جعلنا العالم يتحد حول قضية واحدة أخيرًا، وهي الحد من القدرة النووية الإيرانية، أليس هذا أمرًا هامًا يجعلنا نتغاضى عن أي شيء آخر".

وما تحقّق من الاتفاق، يقول كيري إنه، وخلافًا لبعض التقارير، أكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران أزالت 97 فى المئة من مخزونها من اليورانيوم، ودمرت نواة مُفاعل أراك (ما أدى إلى إعاقة إنتاج البلوتونيوم المُستخدم في صنع الأسلحة النووية)، ودمّرت أكثر من 13 ألف جهاز طرد مركزى، وأوقفت تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو تحت الأرض. وفي ثمانية تقارير متتالية، أكدت الوكالة أن الاتفاق يجري تنفيذه على أرض الواقع.

وأشار الوزير الأمريكي السابق إلى أن ثمة نقاط تبعث على الطمأنينة بشأن الاتفاق، من بينها أن الحد الأقصى لمخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ما يزال ساريًا حتى عام 2030. ومن المستحيل إنتاج سلاح نووي يحتوي على 300 كيلو جرام من اليورانيوم منخفض التخصيب. فضلًا عن أن تدابير الرصد والتحقّق غير المسبوقة التي اتخذناها- بموجب الاتفاق- لن تنقضي. وبفضل عمليات التفتيش الدورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيعرف العالم حتمًا إذا ما كانت ايران حمقاء بالقدر الذي يدفعها لخرق الاتفاق وصنع قنبلة.

وحذّر كيري من أن إلغاء الاتفاق رُبما يقود الولايات المتحدة إلى عُزلة عالمية كبيرة. قائلًا "بشكل أساسي، يبدو من غير المنطقي أن نهدم اتفاقًا يعمل اليوم لمجرد احتمالات من تنامي البرنامج النووي الإيراني على مدى أكثر من عقد من الآن، فهذا الأمر يمكن أن يحدث بالفعل غدًا إذا ما كشفنا عن الاتفاق. سنعود إلى نقطة الصفر، وربما يزداد الوضع سوءًا، وستصبح الولايات المتحدة هي المعزولة عن العالم وليست إيران".

وأكّد كيري أنه ينبغي التمسك بالاتفاق "لأننا بتلك الطريقة سنعود للمربع صفر، ونشعل برميل بارود من الصراع العسكري مع إيران، ما سيُشتّتنا عن التركيز بصورة أكبر على التهديد النووي القادم من كوريا الشمالية"، بحسب قوله، مُشددًا على أن المحافظة على الاتفاق، هي بالأساس "محافظة على النفوذ الأمريكي في أوروبا، ومحافظة على علاقاتنا الوثيقة مع حلفائنا الأوروبيين، كما أنها ستُجنّب من تسليم طهران إلى يد التيارات المتشددة، التي تهاجم الولايات المتحدة دومًا، وستكون رسالة لأي دولة تدرس التفاوض معنا، بأن الولايات المتحدة لا تحافظ على كلمتها أو تلتزم باتفاقياتها".

جدير بالذكر أن إيران ومجموعة الدول الست دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا) إلى جانب ألمانيا، أبرمت الاتفاق النووي في 30 يوليو 2015، في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك بعد 22 شهرًا من مفاوضات، وصفت بالماراثونية، بدأت منذ عام 2006. ويهدف إلى تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليه.

ولطالما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي وهدّد بإلغائه. ففي الأيام الأولى من حملته الانتخابية، وعد "بتمزيقه" معتبرًا أنه "أسوأ اتفاق يتم التفاوض بشأنه ويهدد بحصول محرقة نووية". وفي خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وصفه بأنه "مخجل"، ورأى أن العبارة الختامية في الاتفاق، التي تنص على رفع القيود عن برنامج إيران النووي لتخصيب اليورانيوم بعد 2025، "غير مقبولة".

وذكرت تقارير أمريكية، الخميس، أن ترامب يخطط لـ"رفع الثقة" عن الاتفاق النووي مع إيران، في إعلان سيصدر عنه الأسبوع المقبل قُبيل الموعد النهائي المحدد في 15 أكتوبر للتصديق على التزام طهران بالاتفاق. وبحسب التقارير، سيقول ترامب إن الاتفاق "ليس في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل