المحتوى الرئيسى

الكمين الدامي في النيجر يعكس صعوبات مواجهة الجماعات المتطرفة

10/07 15:47

نيامي – (أ ف ب):

يعكس الكمين الذي شهده النيجر الأربعاء وأسفر عن مقتل ثمانية جنود أمريكيين ونيجريين صعوبات مكافحة الإسلاميين المتطرفين في الساحل الأفريقي، رغم تعزيز قوة الجيوش الغربية في المنطقة وإنشاء قوة عسكرية مشتركة لدول الساحل الخمس.

وأعلنت وزارة الدفاع النيجرية أن الدورية الأمريكية النيجرية وقعت "بمكمن نصبه عناصر إرهابيون على متن حوالى عشر آليات وعشرين دراجة نارية" في جنوب غرب النيجر قرب الحدود مع مالي.

وقتل أربعة جنود نيجريين وأربعة أميركيين وفق ما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية.

ويندرج هذا المكمن الذي تم إعداده بدقة ضمن سلسلة هجمات لا تحصى في المنطقة، حيث يواصل المتطرفون استهداف القوات النيجرية والوضع مشابه في شمال بوركينا فاسو المجاورة وشمال مالي.

وعزز الأوروبيون القلقون انتشارهم بقوة منذ سنوات في المنطقة، وأبرزهم فرنسا مع عملية برخان التي تعد 3000 جندي تقريبا. كما يتواجد الأمريكيون الأكثر تكتما عبر قاعدة للطائرات المسيرة في أغاديز (شمال النيجر) وكذلك قوات خاصة ومدربين في الميدان لم تعلن أعدادهم لكن مصادر محلية قدرتها ببضع مئات.

ويخوض الفرنسيون والأمريكيون عمليات عسكرية ويدربون جيوش بلدان المنطقة لتحسين فعاليتها. في المقابل تعد قوة الأمم المتحدة في مالي حوالى عشرة آلاف رجل.

لكن الغربيين يدركون عجزهم عن مكافحة الجماعات الجهادية بفعالية دون جيوش دول الساحل نفسها. فليس صدفة ان يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنفسه باماكو بمناسبة إطلاق قوة مجموعة دولة الساحل الخمس في يوليو. ويفترض ان تضم القوة الخماسية في مرحلة أولى 5000 جندي من موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.

مؤخرا أكد الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا أن قوة مجموعة الخمس الساحلية "ستثبت فاعليتها في مستقبل قريب". وأضاف "ادركنا ان دفاعنا وامننا هي امتيازات وواجبات تقع على عاتقنا نحن أولا".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في نيامي في مطلع الأسبوع "انا مقتنع ان تشكيل هذه القوة رد مناسب على المسائل الأمنية".

لكن مصدرا أمنيا غربيا رفض الكشف عن اسمه صرح "باستثناء بعض الوحدات، تبدو الجيوش الافريقية التي تفتقر إلى التجهيز والتدريب عاجزة في الوقت الراهن عن التمتع بقدرة هجومية كفيلة بمواجهة هذه الجماعات".

أضاف المصدر "باستثناء تشاد، أفضل ما يمكن للدول الأخرى فعله هو نشر جنود لحراسة القواعد والمراكز، لا أكثر. وهذا أفضل من لا شيء، فقد يحرر وحدات يمكن الاستعانة بها في العمل الهجومي وهذا يجيز إثبات حضور. لكن علينا ألا نتوهم".

أما العقبة الأخرى فتكمن في التمويل. ففي منتصف سبتمبر دعا رئيس النيجر محمد ايسوفو "المجتمع الدولي إلى التعبئة" لتزويد قوة مجموعة الخمس في الساحل "بوسائل اتمام مهمتها" نظرا لمواردها المالية المحدودة.

وقال لاسينا ديارا صاحب كتاب "المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية أمام الإرهاب العابر للدول" إن "الخطاب السياسي موجود، لكن المطلوب إرادة تعاون فعلية".

ولفت الخبير إلى "انعدام الثقة" بين الدول احيانا، مذكرا على سبيل المثال بالعلاقات الغامضة بين رئيس بوركينا فاسو السابق بليز كومباوري والجماعات الإسلامية المتطرفة التي حمت بلاده حتى سقوطه، ما يثير تردد الماليين في التعاون مع واغادوغو.

وتعتبر الاستخبارات إحدى الثغرات الكبرى في مبادرة مكافحة الجماعات الإسلامية. ففيما تبدو الطائرات المسيرة والمراقبة الإلكترونية من العناصر الضرورية، "تبقى الاستخبارات البشرية أساسية" بحسبه.

غير أن "القوات الغربية غالبا ما ينظر إليها بصفتها قوات احتلال وفدت للاستيلاء على الثروات الجوفية" أو حماية مصالحها الاقتصادية، بحسب ديارا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل