المحتوى الرئيسى

عاطف السادات.. حيًا في قلوب الجماهير

10/06 21:18

مع اقتراب ساعة الصفر وفي تمام الواحدة والنصف من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973، وقف قائد لواء القاذفات المقاتلة وأمامه الطيارون، بينهم النقيب طيار محمد عاطف أنور السادات يأخذون التلقين النهائي، ويتحدد لكل منهم الأهداف المطلوب قصفها وتدميرها بكل دقة.

عين عاطف السادات ضمن قائمة الموجة الثانية للضربة التي خطط لها ضرب أهداف جديدة للعدو في عمق سيناء، ولكن أمام إصراره وحماسه الشديد تم نقل اسمه بناء على رغبته ضمن قائمة الطلعة الأولي التي تم التخطيط لتكون ضربة مفاجئة بقوة 200 طائرة استهدفت مطارات المليز وتمادا ورأس نصراني، ومركزين قيادة للعدو بمنطقة أم مرجم، وعشرة مواقع صواريخ، وثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية، وعدد من محطات الرادار والمدفعية، وثلاث مناطق للشئون الإدارية وبعض نقاط خط بارليف الحصينة.

كانت الفرحة غامرة والبسمة تعلو وجوه الطيارين وهم يصعدون لطائراتهم المحملة بالقنابل والصواريخ، وكل ما يدور في أذهانهم استرداد كرامة الوطن والثأر لهزيمة أزالت الخبث وأظهرت المعدن الحقيقي للمصريين، أسند للنقيب عاطف السادات مهمة قيادة تشكيل فرعي لتدمير عدة بطاريات لصواريخ الهوك المكلفة بحماية مطار المليز لحرمان العدو من استخدامها ضد قواتنا.

وفي تمام الثانية وخمس دقائق من ظهر 6 أكتوبر انطلق البطل بسرعة مذهلة ليعبر قناة السويس على ارتفاع منخفض متفاديًا التقاطه بشبكات الرادار ووسائل الإنذار، لينقض على الموقع المحدد له ويطلق عددًا من صواريخ أرض جو ويدمره تمامًا، وينجح في تدمير موقع صواريخ الهوك الإسرائيلية، فيما قام باقي التشكيل بضرب مطار المليز وإصابته إصابات بالغة، وقام البطل بالتحليق فوق المطار مرتين للتأكد من تدمير الأهداف والبحث عن أهداف جديدة وخلال الدورة الثالثة تصاب الطائرة في الجو لتصعد الروح الشريفة إلى خالقها، كانت الساعة وقتها قد تجاوزت الثانية واثنتي عشرة دقيقة وفي نفس اللحظة بدأت إشارات اللاسلكي تتوالي بنجاح الضربة الجوية في تنفيذ جميع المهام المحددة لها.

يعود باقي التشكيل إلى قاعدة الانطلاق بعد تنفيذ المهام، ويسأل أحد الطيارين على رفيق السلاح "أين عاطف السادات؟" ليخيم الوجوم على وجوه الجميع فقد نال الشهادة بعد أن تحقق أمله وأسهم في التمهيد لهذا الانتصار العظيم.

كان البطل شديد الذكاء يتمتع بروح معنوية عالية وحب جارف لوطنه لم يتخلف عن التدريب ولو لمرة واحدة، شارك في حرب الاستنزاف وكان دائمًا يردد لابد من معركة جديدة ليرى العالم قدرة المقاتل المصري وكفاءته، يشدد من عزيمة من حولة  في التدريب قائلًا "إن هذه الطلعات هي تدريب لليوم الكبير"، للمعركة التي نذر لها كل حياته، كانت مصر حبه الأول والأخير فلم يتزوج، كان دائما يردد "فرحتي الحقيقية هي يوم أن تنتصر مصر، وتنسحب إسرائيل من سيناء ويعود علم مصر يرفرف من جديد فوق رمالها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل