المحتوى الرئيسى

قصة البطل الرقيب إبراهيم عبدالغنى السكرى الحاصل على وسام نجمة سيناء

10/06 21:18

ولد البطل إبراهيم فى شهر ديسمبر من عام 1947 فى إحدى قرى محافظة البحيرة وقد تميز البطل ابراهيم بتفوقه فى دراسته رغم صغر سنه وتوالى نجاحه حتى حصل على شهادة الثانوية العامة فى عام 1964 ولميوله لأعمال التجارية التحق بعد ذلك بكلية التجارة وكان البطل ابراهيم باراً جدا ًبوالديه كان مؤمنا بالله والوطن واثقاً من نفسه يتمنى اليوم الذى يقدم فيه لمصر ما تطلبه منه وذلك عن طريق العمل فى احد ميادين الكفاح.

وكان دائما يردد القول إنه لابد وان تكون هناك جولة اخرى مع العدو الصهيونى لتلقينهم درساً لن ينسوه ابداً وتسترد مصر فيها كرامة وعزة الشعب العربى عامة والمصرى خاصة.

وما أن انتهى ابراهيم من دراسته الجامعية حتى سارع الى منطقة التجنيد ليكون فى طليعة رجال القوات المسلحة وفى ابريل عام 1969 تحقق لإبراهيم امنيته فتم الانضمام لصفوف القوات المسلحة فى سلاح المدفعية وكانت لحظة من أسعد لحظات العمر عندما شاهد دبابات العدو وهى تحترق على آخرها على يديه هو وإخوة له.

بدأ البطل حياته العسكرية فى مركز تدريب المدفعية وهناك التقى بأخ له فى الكفاح وكان ابراهيم حريصاً على اداء واجبه مطيعاً لرؤسائه مقدراً للمسئولية متحلياً بصفات الجندية والانضباط العسكرى ملماً بكل العلوم العسكرية.

ولن ينسى ابراهيم ذلك اليوم الذى خرج فيه فى طابور تجريبى تكتيكى وصدر له الامر بالرمى على احد الاهداف واصاب الهدف من اول طلقة فغمرته السعادة والفرحة ولقد كان ابراهيم مثلاً طيباً لشباب مصر مما جعل قادته يرشحونه ليكون ضمن مجموعة جديدة بدأ تشكيلها ضمن سلاح المدفعية ليتدربوا على نوع جديد من السلاح وهو الصاروخ الموجة المضاد للدبابات وأمام هذا النشاط وذلك التفوق تم تعين ابراهيم ضمن طاقم الصاروخ لما يتمتع من ضبط الأعصاب ودقة فى التصويب.

وجاء عام 1970 وكان العدو وقتها يقوم بعمليات اختراق مجال مصر الجوى دون رادع فتارة يضرب مدن القناة واخرى بحر البقر وثالثا يضرب مصانع أبوزعبل حتى صدر الأمر الى ابراهيم ليقود ثلاثة اطقم ويعبر بهم فى قوارب من المطاط الى الضفة الشرقية لعمل كمين لتلك الدورية وما ان عبر البطل القناة الى الضفة الشرقية حتى اسرع الى اختيار اماكن الاطقم وتم توزيعهم واختيار مكان طاقمهم فى الوسط ليكون ذلك حافزا لرفع معنويات الرجال وما إن كانت دورية العدو تقترب من مكان الكمين حتى اصدر ابراهيم امره بالضرب فانطلقت الصواريخ الثلاثة فى وقت واحد فتم تدمير الدورية بكاملة فكانت لحظة من اسعد لحظات العمر التى لن تنسى فى حياة البطل ومنذ ذلك اليوم توالت الكمائن والاغارات على طول جبهة القنال وتوالت خسائر العدو فى الافراد والمعدات.

ثم ألحق ابراهيم بوحدته على لواء مشاة ميكانيكى فاشترك فى جميع تدريباته ومشروعاته التدريبية المتنوعة فأثبت ابراهيم كفاءة عالية فى التدريب والاستعداد ولم يمض وقت طويل حتى جاء السادس من اكتوبر عام 1973 كان ابراهيم ومن معه مستعدين للبذل والفداء ووهبوا حياتهم للمعركة.

ومما ذاد الحقد والمرارة فى قلب ابراهيم رؤيته لذلك العدو على الضفة الشرقية للقناة يمضى فى بناء التحصينات والنقط القوية ولكن على الرغم من هذا كله كان ابراهيم يؤمن ايماناً صادقاً من كل قلبه ان مصر قلب العروبة وان ابناءها لن يرضوا لأنفسهم ذلك ابداً ولابد من جولة يسترد فيها كل حقوقهم المغتصبة ومن خلال عمل ابراهيم حكمدارا لفصيلته فقد زاد ايماناً وثقة وكان دائم التأكد من كفاءة رجال فصيلته وكان ايمانه بالله والوطن دافعة دائماً الى التفانى فى اداء الواجب.

وفى السادس من اكتوبر عام 1973 صدر الأمر لأفراد وحدة البطل بالاستعداد للتحرك فى اتجاه الشرق فما هى إلا لحظات حتى اندفع الجميع لتنفيذ تعليمات رفع درجات الاستعداد وانطلق الجميع الى المركبات البرمائية وكان البطل على رأس فصيلته حكمدار لأحد الأطقم وفى الساعة 1340 صدر الامر باقتحام جنوب البحيرات المرة وظهرت المركبات من خنادقها وأخذت طريقها الى الشاطئ الغربى واذا بالجميع يرون نسور مصر وابطالها يعبرون القناة وتعالت الاصوات الله اكبر ووجد ابراهيم نفسه بعدها على الشاطئ الشرقى وأمامه رجاله قد سبقوه فى العبور وقاموا بفتح الثغرات فى حقول ألغام للعدو وهناك امتلأت مشاعر ابراهيم بالحماس والثقة وألقى نفسه على الارض يقبلها.

وفجأة لاحت فى الافق دبابات العدو قادمة نحوهم وعلى الفور صدر الامر بالتوقف والاستعداد للاشتباك معهم وتقدمت مجموعات ابراهيم تحت قيادته الى الامام وحدد البطل لكل طاقم مكانه المناسب وعلى الفور قام ابراهيم بضبط الصواريخ وإعداد جهاز التوجيه للعمل واخذ يراقب العدو وهو يتقدم نحوهم مطلقاً النيران واستمر فى تقدمه حتى وصلت تلك المقدمة الى مدى المرمى المؤثرة فاستجمع ابراهيم ايمانه وعزيمته واطلق صاروخه الاول فما هى لحظات وانفجرت الدبابة الوسطى للعدو وما كاد يرى العدو ذلك حتى بدأ يعود الى الخلف من اجل الفرار ولكن ابراهيم لم يكن يأمن للعدو فهو يعلم انه خائن ولابد ان يعاود الهجوم وفجأة ظهرت احدى دباباته من خلف احدى القباب امام ابراهيم فكان نصيبها من نصيب الاولى مما أدخل الذعر والرعب فى قلب العدو مما اجبر العدو على الانسحاب من تلك المنطقة واستمر الحال على ذلك الى ان أقبل الليل.

وكانت الفرحة تملأ القلوب والاخبار السارة تصلهم كل حين حيث بلغهم ان المواقع الحصينة لخط بارليف قد سقطت جميعاً ماعدا واحدة كبريت شرق وعلى الفور استكمل ابراهيم فصيلته بكل ما يلزمها وفى الساعة 630 يوم 9 اكتوبر تم التحرك شمالاً فى اتجاه النقطة القوية وتعرضت الوحدة لغارات العدو ولكنها واصلت التقدم فى اتجاه النقطة القوية حتى ظهرت دبابات العدو تحاول تعطيل تقدم وحدة ابراهيم فما كان من القائد الا ان اصدر الاوامر لتخصيص وحدة فرعية مدعمة للتعامل مع هذا العدو ومنعه من التدخل وماهى الا دقائق حتى دخلت دبابات العدو مرمى ابراهيم وعلى الفور كانت اشارت ابراهيم لجهاز الاطلاق اسرع من البرق فأصابت الدبابة واصبحت كالهشيم بمن فيها وما ان رأى العدو ذلك حتى نزل الرعب فى قلبه وعاد من حيث أتى.

وكما هى عادة العدو يخشى لقاء الجندى العربى وجها لوجه فقرر الانسحاب من الموقع ولكن كانت الوحدة قد احكمت حصادها واستعد ابراهيم كما عودنا للنيل منهم فما كادت تظهر الدبابة الاولى حتى اهدى لها صاروخاً فى الجنزير ففر من فيهم مزعورين رافعين ايديهم بالتسليم وحاولت الاخيرة تغيير اتجاهها فكانت من مصيرها الاطاحة بالبرج من صاروخ اخر وهكذا جمدت باقى دبابات العدو واصيب من فيها بالفشل فظلوا فى اماكنهم الى ان قضى عليهم جميعاً.

وقبل آخر ضوء يوم 9 أكتوبر تم الاستيلاء على النقطة وما فيها من غنائم ورفع علم مصر عالياً فوقها وقرر ان تتمسك وحدة ابراهيم بها والدفاع عنها حتى اخر طلقة واخر رجل وكان لفشل العدو فى هجماته المضادة المتتالية وما اصابه من خسائر فى الأرواح والمعدات فقد اعلن الموافقة على وقف اطلاق النار.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل