ياسمين رئيس: لست ممثلة مهرجانات.. والسينما عندى أهم من الدراما (حوار)

موهبتها الكبيرة فرضت نفسها على كبار المخرجين، وأهلتها للتميز بين فنانات جيلها، عبر عرض أعمالها فى عدد من المهرجانات الدولية، لتصبح واحدة من نجمات الصف الأول، رغم قلة أعمالها مقارنة بهن.

ومن «هيبتا» و«فتاة المصنع» مع المخرج الراحل محمد خان، إلى «الشيخ جاكسون» ممثل السينما المصرية فى «الأوسكار» و«البحث عن أم كلثوم»، الذى يعرض حاليًا فى مهرجان لندن السينمائى، كانت رحلة النجمة الشابة «ياسمين رئيس».

«الدستور» التقت «ياسمين»، وسألتها عن كواليس مشاركتها فى فيلم «البحث عن أم كلثوم»، وأهم الصعوبات التى واجهتها فى تجسيد شخصية «كوكب الشرق»، وأسباب مشاركتها فى فيلم «الشيخ جاكسون»، بالإضافة إلى الحديث عن مشاركتها لأول مرة فى الأعمال الدرامية، عبر مسلسل «أنا شهيرة.. أنا الخائن».

■ بداية.. كيف تم ترشيحك للمشاركة فى فيلم «البحث عن أم كلثوم»؟

- بدأ الأمر عندما حدثنى هاتفيًا الكاتب أحمد عامر، مؤلف ومخرج فيلم «بلاش تبوسنى»، وقال لى إن المخرجة شيرين نيشات تبحث عن ممثلة لتقديم شخصية «كوكب الشرق»، فى فيلمها الجديد، كما أن صديقتى مروة جبريل، هى المسئولة عن «الكاستينج»، لذا تدربت معها على الدور، وأجريت اختبارًا، وأرسلناه للمخرجة، التى رحبت بترشيحى للدور.

■ كثير من النجوم يرفضون عمل «كاستينج» باعتباره تقليلًا من قيمتهم.. فلماذا وافقت على ذلك؟

- لا أعتقد أن عمل «كاستينج» شىء يقلل من قيمتى، بل على العكس أرى أنه شىء مفيد لى، وللعمل، ويسمح لى بفهم الشخصية إن كان لى فيها نصيب، ومعلوماتى عن «أم كلثوم» كانت كباقى أبناء جيلى، مجرد أفلام قليلة جدًا، وعدد من الحفلات، وكانت المشكلة أن معظم فترات حياتها لم يتم تصويرها، نظرًا لعدم توافر الإمكانيات والتكنولوجيا وقتها، وقامت المخرجة وباقى فريق العمل بمساعدتى لفهم هذه الفترة وتقديم الشخصية.

■ هل كنت تتوقعين أن يعرض فيلمك «البحث عن أم كلثوم» فى مهرجان لندن السينمائى؟

- أنا أعلم أن المخرجة شيرين نيشات تهتم بعرض أفلامها فى المهرجانات الدولية، مثل مهرجان «فينسيا»، أو «البافتا»، وغيرهما، وأن الفيلم سيعرض أيضًا فى ألمانيا بشكل تجارى فى دور السينما، لأنها فى الأساس فنانة تشكيلية، ولوحاتها تعرض فى كثير من الدول الأوروبية، وهذا شىء يسعدنى شخصيًا، خاصة عندما يعرض الفيلم فى مهرجانات ودول لم أصل إليها من قبل.

■ كيف بدأت التحضير لشخصية «أم كلثوم»؟

- قمت أولًا بمذاكرة الشخصية جيدًا، والبحث عن أى معلومات تخص السيدة «أم كلثوم»، وتابعت أفلامها الأبيض والأسود، وحاولت أن أبحث عن أى شىء نادر، أو ما كتبه النقاد والصحفيون عنها، وجمعت الحوارات القديمة، لأفهم بعض الأشياء عنها، وعن المقربين منها فى تلك الفترة.

■ ما أهم الصعوبات التى واجهتك فى تجسيد الشخصية؟

- المشاهد الأصعب كانت فى فترة تقدمها فى السن، لأنها كانت رشيقة فى صغرها، لكن المرض أثر كثيرًا عليها فى الكبر، وكان يلزم أن أظهر فى المشاهد بوزن زائد، سواء فى الوجه أو فى الجسم، وكنت أحتاج لوضع «المكياج» لفترات طويلة.

■ هل كانت لك أى لمسات خاصة على ملابس «أم كلثوم»؟

- لا، «أنا ماقدرش»، خاصة مع شخصية مثل «أم كلثوم»، فكان يجب اختيار خبراء فى الملابس، درسوا الفترة الزمنية التى عاشت فيها السيدة الراحلة، ويعرفون ما الذى كانت ترتديه، فهم أدرى منى بهذه التفاصيل، وكنت أقتنع دائمًا بما يقولونه، ومن الصعب أن أتدخل فى ملابس شخصية تاريخية شهيرة مثلها، خاصة أنهم كانوا دارسين للشخصية وتفاصيلها بشكل جيد، وأحب أن أوجه لهم الشكر على مجهودهم معى طوال فترة التصوير.

■ هل تهتمين بتقديم الأعمال التى تتناول السير الذاتية بشكل عام؟

- «عمرى ما فكرت فى ده»، وعندما كان يعرض علىّ تقديم شخصية مشهورة، أو شخصية عامة، كانت تراودنى دائمًا فكرة أن أقدم شخصية اجتماعية لأنها أفضل، ولأن أعمال السيرة الذاتية ليست طموحى، لكننى أحيانًا كنت أشاهد بعض الأعمال، وأسأل نفسى: «كيف نجحت فلانة فى تجسيد هذه الشخصية الشهيرة؟»، وأقول: «نفسى أعمل حاجة زى دى فى يوم من الأيام».

■ ظهرتِ فى العمل وأنت تتعاملين مع أكثر من آلة موسيقية.. هل تجيدين العزف؟

- «اتعلمت على كذا حاجة زى الهارمونيكا والجيتار»، بعدما علمت أن الشخصية تحب «المزيكا»، وأرى أن هذا التعلم أضاف لى ولشخصيتى الكثير، رغم كونها مشاهد صغيرة، لكننى كنت سعيدة جدًا بها، لأننى أبحث عادة عن تفاصيل مختلفة تضيف للشخصية التى أجسدها.

■ متى سيبدأ عرض الفيلم على الجمهور؟

- الفيلم سيعرض على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة، لكن لا أعرف إن كان سيعرض سينمائيًا أم لا.

■ ألا تهتمين بعرض أفلامك فى المواسم السينمائية؟

- أنا لا أهتم بذلك، وأهتم بوجود عمل جيد ومميز ومختلف، من حيث القصة، وفريق العمل ككل، وعندما عرض علىّ فيلم «البحث عن أم كلثوم»، لم أفكر إطلاقًا فى موسم عرضه، بل بالعمل نفسه، وفكرة أن يعرض فى الخارج أمام الأجانب، باختصار «كان عندى ١٠٠ حاجة تانية أفكر فيها».

■ هل يعنى هذا أنك «ممثلة مهرجانات»؟

- لا.. لم يكن هدفى ذلك أيضًا، ولكن الأمور فى أغلب الأعمال تطورت فى هذا الاتجاه، فمثلًا فى فيلم «هيبتا»، نجح تسويق الفيلم لأنه يعتمد على شهرة الرواية، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، أما أفلام «البحث عن أم كلثوم» و«الشيخ جاكسون» و«من ضهر راجل» وغيرها، فكانت الظروف والتسويق هما من يدفعان أعمالى للمشاركة فى المهرجانات دون تخطيط مسبق منى.

■ كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «شيخ جاكسون»؟

- أنا أصررت على المشاركة فى الفيلم، خاصة أنه من إنتاج شركة «The Producer»، وأصحابها هما هانى أسامة وزوجى هادى الباجورى، وكنت أعتبر ذلك نوعًا من الدعم لهما، لأننى قرأت سيناريو الفيلم، وتأثرت بشخصية الولد وتفاصيلها جدًا، وعشت مع الشخصية بشكل كبير، من أولها إلى آخرها، وأعجبت بالورق جدًا، وقلت لهم أريد أن أغنى فى الفيلم وهو ما فعلته فعلًا، وكانت تجربة مختلفة جدًا.

■ لماذا قررت تقديم مسلسل درامى لأول مرة وشاركت فى «أنا شهيرة.. أنا الخائن»؟

- كنت دائمًا أقول إن الدراما سيأتى وقتها، خاصة أننى أحب السينما جدًا، ولا أهتم كثيرا بالتواجد فى التليفزيون، لكن بشكل عام، فإن مسلسل «أنا شهيرة.. أنا الخائن»، جاء فى وقته، وهى رواية مهمة جدًا، وأحببت أن أقدمها فى فيلم سينمائى، لكن الشركة المنتجة والمخرج قالا لى إنها لن تصلح كفيلم إلا أن تم اختصارها، ونحن نريد أن نعطى الفكرة حقها، والمسلسل أفضل، لكننى كنت -ومازلت- أفضل العمل فى السينما، فالسينما أولًا.

■ هل يعنى هذا أنه من الممكن أن ترفضى العمل بالدراما من أجل السينما؟

- إذا وضعت فى الاختيار، فالسينما الأقرب لى، وأنا لا أحدد فى مشوارى أننى سأقدم هذا العام سينما أو دراما تليفزيونية، لكن طالما كنت مقتنعة وسعيدة بالعمل، وأراه قويًا ومختلفًا مثل مسلسل «أنا شهيرة.. أنا الخائن»، فلا أرفضه إطلاقًا، وعندما قرأت الرواية أحببتها جدًا، وأعجبتنى الحدوتة الخاصة بها، وقلت لنفسى لماذا لا أقوم بها.

■ هل انتهيت من تصوير مشاهدك بالمسلسل؟

- قمت بتصوير مشاهد الديكور الأساسى، لما يقرب من ١٠ أيام، لكن لم أنته بعد.

■ هل يعنى هذا أنك ستتواجدين فى موسم رمضان المقبل؟

والتوقيت هى من تحدد ذلك، وكما قلت من قبل أنا لا أهتم ولا أستهدف التواجد فى المواسم بشكل أساسى، بل أريد تقديم عمل محترم، يحبه الجمهور ويؤثر فيهم بشكل قوى.