المحتوى الرئيسى

تعرف على «عاطف السادات» شهيد الضربة الجوية الأولى

10/06 20:27

فى تمام الواحدة والنصف من بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973، بدأت قيادة لواء القاذفات المقاتلة التلقين النهائى للمهام وتحديد أهداف العدو المطلوب قصفها وتدميرها بدقة من الطيارين ومنهم النقيب طيار محمد عاطف أنور السادات الشقيق الأصغر للرئيس الراحل أنور السادات أحد أبطال «سلاح الجو المقاتل».

عين «عاطف السادات» ضمن القائمة المكلفة بمهام الموجة الثانية للضربة المخطط لها تدمير أهداف للعدو فى عمق سيناء، لكن أمام إصراره وحماسه الشديدين تم نقل اسمه بناء على رغبته إلى قائمة الطلعة الجوية الأولى المخطط أن تكون مفاجئة بقوة 200 طائرة لاستهداف مطارات «المليز وتمادا ورأس نصرانى»، ومركزين قيادة للعدو بمنطقة «أم مرجم»، وعشرة مواقع صواريخ، وثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية، وعدد من محطات الرادار والمدفعية، وثلاث مناطق للشئون الإدارية وعدة نقاط حصينة واقعة على خط بارليف.

أسند للنقيب عاطف السادات مهمة قيادة تشكيل فرعى لتدمير عدة بطاريات لصواريخ الهوك المكلفة بحماية مطار «المليز» لحرمان العدو من استخدامها ضد قواتنا.

وبابتسامة تعلو وجوه الطيارين، وعزيمة تملؤهم فى استرداد كرامة الوطن والثأر للمصريين، بدأوا الصعود إلى طائراتهم المقاتلة المحملة بالقنابل والصواريخ، لتنطلق فى تمام الثانية وخمس دقائق من ظهر 6 أكتوبر الطائرات بسرعة مذهلة ومن بينها طائرة البطل عاطف السادات ضمن تشكيل مقاتل ليعبر قناة السويس على ارتفاع منخفض متفاديا التقاطه بشبكات الرادار ووسائل انذار العدو، وينقض على الموقع المحدد له ويطلق عددا من صواريخ أرض جو ويدمرها تماما.

وفيما نجح «السادات» فى تدمير موقع صواريخ الهوك الإسرائيلية، قام باقى التشكيل بضرب مطار «المليز» وإصابته إصابات بالغة، وحلق البطل فوق مطار العدو مرتين للتأكد من تدمير الأهداف المحددة والبحث عن أهداف جديدة إلا أنه خلال الدورة الثالثة من التحليق وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية واثنتى عشرة دقيقة ومع لحظات بدء إشارات اللاسلكى نقل نجاح الضربة الجوية فى تنفيذ جميع المهام المحددة لها، تعرضت طائرة البطل الشهيد لإصابة فى الجو لتصعد روحه الشريفة إلى خالقها.

ومع عودة باقى تشكيل الطيارين المقاتلين إلى قاعدة الانطلاق بعد تنفيذ المهام الموكلة إليهم، سأل أحد الطيارين على رفيق السلاح.. أين عاطف السادات؟ ليخيم الوجوم على وجوه الجميع ليجيب أحدهم «قد نال الشهادة بعد أن تحقق أمله وساهم فى التمهيد للنصر العظيم».

كان البطل الشهيد شديد الذكاء يتمتع بروح معنوية عالية وحب جارف لوطنه لم يتخلف عن التدريب ولو لمرة واحدة، كما شارك فى حرب الاستنزاف وكان دائما يردد: «لابد من معركة جديدة ليرى العالم قدرة المقاتل المصرى وكفاءته.. الطلعات الجوية تدريب لليوم الكبير».

كانت مصر حبه الأول والأخير فلم يتزوج، ودائما ما يقول «فرحتى الحقيقية يوم تحقيق مصر لأنصارها العظيم، وانسحاب إسرائيل من سيناء ليعود علم مصر خفاقا من جديد فوق رمالها».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل